فريق التحرير - الترا جزائر
كان يبدو أنّ المرأة المسنّة كانت بحاجة إلى مساعدة وهي تقف أمام مصعد بأحد عمارات حي الياسمين بوهران، حيث ظهرت في فيديوهات كاميرا المراقبة المثبتة داخل البناية منتظرة أحدًا ما، وبدت أنها كانت تعاني من مشكلة في استخدام المصعد، وبدل أن يظهر أحد ليساعدها ظهر الجاني.
الجاني الذي يبلغ من العمر 19 سنة هاجم سيّدة تبلغ من العمر 68 سنة أمام مصعد عمارة بوهران وخنقها إلى أن غابت عن الوعي
بعد لحظات، سيدخل شاب إلى العمارة ويتحاور معها لبعض ثواني، قبل أن ينقضّ عليها دون مقدمات من الخلف، ويسقطها أرضًا وبحركة سريعة لفّ عنقها بذراعه وخنقها إلى أن خارت قواها، سيقوم بسحبها لإبعادها عن الأنظار، بعد أن فحصها معتقدًا أنها ماتت، ويلوذ بالفرار.
يتداول متابعون للحادثة فيديو آخر قبل إنه للجاني، على نطاق واسع، وهو يركض في الشارع هربًا، بعد أن التقطته كاميرات مراقبة وهو يفرّ من مكان الحادث.
استنكر جزائريون بشدّة هذه الحادثة، وشاركوا هذه الفيديوهات، وصورًا معدلة للجاني على مواقع التواصل الاجتماعي، ودار في الأثناء نقاش عن أسباب محاولة القتل هذه.
في هذه الأثناء، وفي غياب معلوماتٍ رسمية، تساءل جزائريون عن مصير المرأة إن كانت حية أو ميتة، عن أسباب هذه الجريمة ودوافعها؟ وعن مصير الجاني بعد أن لاذ بالفرار، غير أن مصادر محلية، أجمعت أن شرطة وهران ألقت القبض على مرتكب الفعل في غضون ساعات، بينما ترقد الضحية في المستشفى في حالة حرجة.
تواصلت أسئلة الجزائريين، حول إن كان الجاني كان يقصد قتل الضحية مدفوعًا من جهات أخرى، هل كان قاتلًا مأجورًا؟ لقد ركزوا من خلال الفيديو أنه لم يكن يهتم بالسرقة ولا بأخذ أغراضها ومقتنياتها، وأنه لم يستغرق كثيرًا من الوقت لمهاجمتها.
في مقابل ذلك، انطلقت دعوات تحذّر من ترك باب العمارات مفتوحًا للغرباء، وطالب السلطات بتقديم تسهيلات لتركيب كاميرات مراقبة في العمارات والمنشآت والشوارع، لتوفير عامل الردع وتسهيل مهمة الوصول إلى الجناة.
في هذا السياق، كتبت صفحة "باريغو سيتي 29" أن "شرطة وهران تمكّنت في وقت قياسي من إلقاء القبض على المجرم الذي حاول عجوز داخل عمارة، في حادثة بشعة هزت الشارع الوهراني"، ودعت هذه الصفحة إلى تطبيق حكم السجن المؤبد ضد الجاني.
من جهته، يسرد صاحب حساب يلقب نفسه "سام باخ"، تفاصيل هذه الحادثة في منشور له، ذكر فيه أن الجاني يبلغ من العمر 19 سنة، اعتدى على سيّدة تبلغ من العمر 68 سنة داخل عمارة بحي الياسمين 02 بولاية وهران.
وأضاف أن شرطة وهران ممثلة في عناصر الأمن الحضري الثالث بئر الجير، القت القبض على الجاني، وأنها فتحت تحقيقًا تحت إشراف وكيل الجمهورية لدى محكمة فلاوسن.
يتساءل بدوره حميد عمروش، قائلًا: "نحن نعيش مع من؟" في إشارة منه إلى أن العيش لا يُحتمل مع وجود أشخاص مثل هؤلاء".
صفحة سيدي بلعباس سيتي، تساءلت في تدويمة فيسبوكية: هل رأيتم حادثة محاولة قتل عجوز داخل عمارة في وهران؟
ودعت في هذا السياق، إلى أخذ الحيطة والحذر في العمارات والأحياء الجديدة الخالية من السكان، وإغلاق الأبواب جيّدًا وعدم الاستهانة بالأمر.
وعلى هذا النحو، كتب كمال رمضاني، في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك: "الحيطة ثم الحذر. محاولة قتل عجوز في حي الياسمين لا تتركوا أبواب العمارات مفتوحة. هذا الإعلان يخصص كل العمارت الموجودة في عدل الحاسي".
وعلّق قائلًا: "بومهراز يعود في نسخة 2024"، في إشارة منه إلى قاتل متسلسل في فترة الستينات، كان يقتل النساء ويسرق مصوغاتهم، وقد أثار رعبًا كبيرًا في تلك الفترة وقتل ما لا يقل عن 20 امرأة، كما تقول الروايات، قبل أن يلقوا القبض عليه ويعدم رميًا بالرصاص سنة 1966.
بدورها، نشرت صفحة "أخبار واد الزناتي" منشورًا مرفوقًا بصورة المشتبه فيه، جاء فيها "هذا هو المجرم الذي حاول قتل عجوز بوهران. شاهدوا كيف ساهمت كاميرات المراقبة من معرفة الجاني. يجب وضع كاميرات المراقبة في كل الشوارع والأحياء وتسهيل رخص وضعها مثل أغلب دول العالم".
تَطرح تعقيدات تركيب كاميرات مراقبة في الشوارع والعمارات أسئلة كثيرة في الجزائر
إلى هنا، تَطرح تعقيدات تركيب كاميرات مراقبة في الشوارع والعمارات أسئلة كثيرة في الجزائر، حول سبب التعقيدات والإجراءات البيروقراطية التي ترافق العملية، إذ يشتكي كثيرون من الجزائريين من الشروط والإجراءات الثقيلة المفروضة في طلبات الحصول على تراخيص لتركيب كاميرات في هذه الأماكن، في حين تُسهم هذه الأجهزة في الوصول إلى الجناة ومرتكبي الجرائم، إضافة إلى أنها توفّر عامل ردعيًا وأمنيًا لحماية الممتلكات والأفراد.