24-يناير-2023
حبوب منع الحمل (الصورة: Getty)

حبوب منع الحمل (الصورة: Getty)

تشهد الجزائر في الفترة الأخيرة نقصًا في حبوب منع الحمل على مستوى الصيدليات، مما يلزم الجزائريات البحث في عدة صيدليات لاقتناء هذه المادة الأساسية، إذ عادة يلجأون إلى تغيير النوع الذي تعودن عليه أو تغيير وسيلة منع الحمل كليا.

تواجه الصيدليات نقصًا في التموين ببعض أدوية حبوب منع الحمل بالجزائر 

وتواجه الصيدليات حاليًا، نقصًا في التموين ببعض أدوية حبوب منع الحمل، أبرزها سبع ماركات عالمية مثل ميكروفال وسيرازات، وفق ما تحدث به صيادلة لـ "الترا جزائر"، وهو أمر يعود لعدة عوامل تتعلق بالظروف الدولية سلوك المستهلك الجزائري.

إلى هنا، يقول بعض المختصين، إن الإشكال يتعلق باختلال توزيع المادة الأولية لحبوب منع الحمل إلى جانب أدوية اخرى مثل الباراسيتامول والأموكسيسيلين على المستوى الدولي.

ويعود ذلك أساسًا، إلى غلاء المادة الأولية وندرتها وإعطاء الدول المنتجة لها الأولوية لمخابرها. أما على المستوى المحلي، فيشكو الصيادلة الذين سألناهم من  نقص في استيراد هذا النوع من الأدوية والبيع بالتمييز بين الصيادلة، وتخلي بعض المصنعين عن انتاج أصناف من الأدوية بسبب ارتفاع سعر التكلفة.  

لماذا حصل انقطاع حبوب منع الحمل ؟

في حديث لـ"الترا جزائر" حول تسويق حبوب منع الحمل في الجزائر، قال الدكتور بلعمبري مسعود، رئيس نقابة الصيادلة الخواص في الجزائر، إن انقطاع حبوب منع الحمل في الصيدليات ليس كليًا وإنما في بعض الأسماء فقط، وهو راجع إلى إيقاف الاستيراد وانطلاق إنتاجها في المخابر المحلية من أجل تقليص فاتورة الاستيراد.

وأكد النقابي أن المنتوج المحلي له نفس فعالية المنتج المستورد، وأن حدة الأعراض الجانبية ترتبط  بالتغير المفاجئ للدواء والاستعمال العشوائي للهرمونات. وأضاف أن نظام الهرمونات في جسم المرأة حساس جدًا ويتأثر بالتغييرات البسيطة في أنواع الأدوية أو التركيزات الهرمونية، مما يستدعي بعض الوقت حتى تتعود المرأة على تركيبة معينة وتختفي الأعراض الغير مرغوبة بالتدريج.        

يوجد لاختفاء حبوب منع الحمل من سوق الأدوية في الجزائر، تفسير لدى رئيس نقابة الصيادلة الخواص، إذ يعتبر  أن هذا الانقطاع الذي دام حوالي شهرين، والذي حدث فيه اختفاء كليٌّ لحبوب منع الحمل على مستوى الصيدليات في الجزائر، جعل المخابر المحلية تزيد من إنتاجها وسنعرف دخول أسماء أخرى إلى السوق وسيقتصر الاستيراد على اسمين أو ثلاثة فقط، على حدّ قوله.

ماهي بدائل حبوب منع الحمل ونتائج انقطاعها ؟

 من جهته، أفاد الدكتور محمد كواش، طبيب مختص في الصحة العمومية، في تصريح لـ "الترا جزائر"، أن وسائل منع الحمل متعددة، أولها هي الرضاعة الطبيعية التي لها مفعول قويّ في منع الحمل إذا كانت حصرية وتمثل الغذاء الوحيد للطفل، ولكن الرضاعة أصبحت نادرة في  المجتمع الجزائري لهذا أصبح استعمال موانع الحمل شيئًا ضروريًا.

وتنقسم موانع الحمل على قسمين، الفيزيائية مثل اللولب النحاسي والواقي الذكري والكيميائية الهرمونية مثل حبوب وحقن منع الحمل، اللولب الهرموني  والشرائح التي تزرع تحت الجلد.

وأضاف الطبيب، أن وسائل منع الحمل الهرمونية خطيرة على صحة المرأة خاصّة عند أخذها بطريقة عشوائية وبدون استشارة طبية، وهي من بين مسببات سرطان الثدي عند المرأة والضغط الدموي وتخثر الدم، بالاضافة الى الاعراض الجانبية اليومية منها اضطراب المزاج، القلق، السمنة أو الهزل، ولهذا نصح الدكتور بتناول حبوب منع الحمل بعد استشارة طبية بطريقة منتظمة حتى نضمن فعاليتها ونقلل من اضرارها.

 وفي نفس السياق، قال الطبيب محمد كواش أن أفضل طريقة لمنع الحمل هي استعمال اللولب النحاسي أو الواقي الذكري لانها وسائل لا تشكل خطر لا على المدى القريب أو البعيد.

وبخصوص انقطاع حبوب منع الحمل في الجزائر، قال الدكتور ان الإشكال في استبدال الأنواع المعتادة،  ظهور اضطرابات هرمونية وارتفاع احتمالات ظهور أورام ونزيف الرحم نتيجة التغير المفاجئ للنوع الذي تعودت عليه المرأة، بالاضافة إلى نقص فعاليته، مما ينتج عنه ارتفاع عدد الولادات والنمو الديموغرافي.

كيف يسير الانقطاع على مستوى الصيدليات ؟

وليس المستهلك بعيدا عن المشكلة، فقد لوحظ في الفترة الأخيرة لجوء بعض السيدات إلى تكديس كميات كبيرة من حبوب منع الحمل لاستعمالها مدة طويلة، وهو أضر بالمخزون المتوفر.

وتقول صيدلانية في شرق الجزائر في حديثها مع "الترا إن من بين أسباب الأزمة، ممارسات غير أخلاقية ساهمت بشكل كبير في خلق الندرة وهي التهافت على شراء كميات كبيرة والاحتفاظ بها، حيث لاحظنا أن نفس الأشخاص يشترون عدة علب من عدة صيدليات وهكذا يضمن وجود حبوب منع الحمل عنده سنة كاملة على الأقل ويفاقم مشكل الندرة.

تلجأ بعض  الصيدليات إلى فتح العلب التي تحتوي على 3 شرائح تكفي لمدة ثلاث أشهر وبيعها لثلاث نساء

ولمواجهة النقص، تلجأ بعض الصيدليات إلى فتح العلب التي تحتوي على ثلاث شرائح تكفي لمدة ثلاث أشهر وبيعها لثلاث نساء في محاولة لمواصلة تموين الزبائن إلى حين توفر البديل.