29-أكتوبر-2023
وسام أبو زيد

(تركيب: الترا جزائر)

"وسام أبوزيد، التلفزيون الجزائري، غزّة، فلسطين ".. عبارة باتت مرتبطة منذ 17 عامًا بالصحفي والمراسل التلفزيوني الفلسطيني وسام أبوزيد الذي يخوض حربًا إلى جانب شعبه ضدّ الاحتلال الصهيوني.

المراسل الصحفي وسام أبوزيد ينقل منذ 17 عامًا على شاشة التلفزيون الجزائري  الحقيقة التي تكشف ظُلم وبطش الاحتلال الصهيوني ومجازره في قطاع غزّة المُقاوِمَة

وسام أبوزيد صحفي يحمل كاميرا وميكرفون، وإنسان يحمل همّ أمّة، يحمل قضية وطن ورسالة شعب، وسام جندي يقاوم الاحتلال برصاص الكلمة والصورة، لا تخيفه الصواريخ ولا قنابل الطائرات.. هو عنوان للصحفي المحارب، الجندي الثابت في أرض المعركة.

بانر

قال وسام أبوزيد في لقاء سابق مع التلفزيون الجزائري، أثناء زيارته لهذه هذه المؤسسة الإعلامية قبل سنتين: "عمل المراسل الصحفي في الميدان يختلف عن العمل في قاعات التحرير، قد يحدث لك شيء مفاجئ، ويجب أن تتصرف بسرعة، تحرّره في ظرف قياسي."

وأضاف أبوزيد: "نعاني الأمرّين، أوّل شيء المعدّات المهمّة، لا توجد دروع واقية، لدينا درع أو درعين، نتداول عليهما أنا والمصوّر."

وفي لقائه استطرد قائلا: "الجرائم كثيرة ويجب عليك كصحفي أن تقوم بتغطيتها، أنت كصحفي إنسان، لديك أبناء، لديك زوجة، لك أهل، لك أم، نسمع الآهات عبر الهاتف، يتصلوا بنا (الأهل)، لقد تم قصفنا، أنت نفسك كأب تجد نفسك مش قادر تحميه."

وسام أبوزيد الصحفي الذي لم يرعبه العدو بآلاته العسكرية الضخمة، عرّى جيش الصهاينة، فضح جرائمهم على المباشر بتدخلاته المصوّرة، حيث كان على مدار 17 عامًا منذ التحاقه بالتلفزيون الجزائري، ينقل الحقيقة التي تكشف ظلم وبطش الاحتلال الصهيوني ومجازره في قطاع غزّة المقاومة، الصامدة بفضل أبطالها من النساء والرجال والأطفال أيضا.

تغطيات ميدانية لا تعدّ ولا تحصى ومئات "على المباشر من غزّة" أجراها الصحفي الفلسطيني وسام بوزيد، اللافت في أغلبها أنّ وسام أبوزيد جندي.. خوذة ودرع وسلاح (ميكروفون)، لم تُغرِه الشاشة، لم تُغرِه الكاميرا، ولا أضواء التلفزيون، لذلك الإعلام بالنسبة لوسام أبوزيد ليس مظهرًا، ليس لباسًا أنيقًا أو مكتبًا  فاخرًا أو بلاطو تصوير في برج عالي أو  داخل قصور أو فنادق، بل الإعلام والصحافة عند "الغزّاوي" أبوزيد هو خيار وحب وشغف وأخلاق مهنة وواجب من أجل ماذا؟ من أجل مواجهة المحتل بالعدّة والعتاد حتى يبرز معاناة الشعب الفلسطيني وينقل تفاصيل الحقيقة على أرض الواقع إلى العالم ليرى مدى همجية الاحتلال الصهيوني الذي عاث فسادًا في فلسطين.

لا تفي كل التعابير حق هذا الصحفي المناضل الذي يُضحّي من أجل وطنه وشعبه، يعيش الحرمان، يعيش المعاناة مثله مثل الغزّاويين، كتبت له النجاة كم مرّة من القصف الصهيوني، ومعرّض للموت كل لحظة، كل دقيقة، لكن ذلك لم يُثنِه عن إيصال صوت غزّة الجريحة، وصوت فلسطين المحتلة إلى العالم مهما كانت المخاطر والصعوبات والعوائق وأخطرها الموت.

 قبل أيام قليلة فقط مع بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تعرض منزل وسام أبوزيد للقصف وكتب عنه على حسابه بفيسبوك قائلا:  "حمد لله علي سلامة زوجتي وأولادي الجميع بخير."، وفي منشور آخر كتب: "الحمد لله ربنا سلمنا من داخل حي الكرامة.. التغطية ستبقي مستمرة بحول حتى الأنفاس الأخيرة."

تستشف من الكلمات التي يكتبها ويقولها وسام أبوزيد مدى الشجاعة التي يتحلى بها، الصبر الذي يتمتع به، وعزيمته الكبيرة على مواصلة المسيرة، مسيرة عنوانها "وتستمر التغطية".. هذه العبارة تلخص كل شيء، تعرّفك بمن هو وسام أبوزيد الذي لم يترك بلده، لم يترك شعبه، بل فضل البقاء معه والنضال إلى جانبه بنقل الحقيقة التي تسعى الشاشات الغربية إلى تزييفها وتحريفها.

وسام

 تخرج وسام أبوزيد من كلية الإعلام والاتصال (تخصص سمعي-بصري) بجامعة الجزائر، التحق عام 2006 بالتلفزيون الجزائري العمومي، مراسلًا له من غزّة، ومنذ ذلك الحين ووسام أبوزيد يصورّ ما يحدث في فلسطين من دمار وخراب يخلّفه الاحتلال الصهيوني.