إن كان عيد الفطر مُرتبطًا بحلوى العيد التي تزيّن الموائد، وبفرح الأطفال بلباس العيد، فإن عيد الأضحى والذي يسمّيه الجزائريون في قاموسهم الشعبي بـ "العيد الكبير" يرتبط ارتباطًا وثيقًا بلحم الأضحية، التي تُصبح بمثابة المادة الرئيسية في قائمة طويلة من الأطباق التي يجدّد الجزائريون العهد معها مع كل عيد.
يُمكن الجزم بأن طبق "البوزلوف" هو الطبق الرسمي لعيد الأضحى في الجزائر
البوزلوف
يُمكن الجزم بأن طبق "البوزلوف" هو الطبق الرسمي لعيد الأضحى في الجزائر، ففي غالبية المناطق يُعدّ أبرز أُكلة في مساء اليوم الأول من العيد، حيث تتفنّن العائلات في طهيه وتنويع طرائق تقديمه مشويًا أو مفوّرًا أو مع المرق.
ويحضّر "البوزلوف" من رأس الشاة ومن أرجل الأضحية، حيث يتم شوي رأسها على النار وتنقيته بطريقة كاملة أو ما يسمى بـ "التشواط"، ويقسّم بطريقة طولية إلى نصفين، ويُطهى في الماء مع بعض التوابل والأعشاب العطرية والليمون.
وبعد مرحلة الطهي في الماء تتنوّع طريقة تقديمه حسب الذوق، حيث يفضّله البعض مشويًا، فيما يتناوله آخرون مفوّرًا بطريقة تقليدية، أو في الفُرن، كما يتم تقديمه مع المَرَقْ في بعض المناطق، وفي أماكن أخرى يُقدّم مباشرة بعد طهيه في الماء مع قليل من الليمون.
مؤخرًا، دخل طبق "البوزلوف" قائمة المأكولات التي تقدّم في المطاعم، بعد أن كام حصرًا على بعض المطاعن الشعبية، كما باتت وصفات تحضيره رائجة على مواقع التواصل الاجتماعي، وغدا طبقًا محبوبًا لدى الجزائريين حتى خارج مناسبة العيد.
الشواء
شواء اللحم؛ من بين أحبّ العادات الغذائية لدى الجزائريين، حيث تشتهر عدّة مدن جزائرية بمطاعمها المتخصصة في شوي اللحم على الجمر.
وفي عيد الأضحى تزداد هذه الممارسة، حيث تقوم العائلات بالتحضير مسبّقًا لذلك، بشراء الفحم ولوازم الشواء، وفيما تفضّل بعض العائلات القيام بشواء اللحم في منازلها وسط جو عائلي متميّز، تجنح عائلات أخرى إلى الخروج للغابات والفضاءات الخارجية من أجل التمتع بشوي لحم الأضحية في الهواء الطلق.
وغالبًا ما تنتظم حفلات الشواء في اليوم الثاني من عيد الأضحى، إذ يعمد أفراد العائلة بعد تقطيع الأضحية في اليوم الأول إلى تحضير اللحم في أسياخ خشبية أو حديدية يضاف إليها بعض البصل والفلفل والطماطم للتنكيه ويقدّم مع الخبر والعصائر أو المشروبات الغازية.
العصبان
العصبان هو أحد أشهر الأكلات الشعبية التقليدية الجزائرية التي تزيّن موائد العائلات الجزائرية في عيد الأضحى، فهو يصنع أساسًا من معدة الخروف، التي يتم حشوها بمزيج من اللحوم مثل الرئة، الكبد، الأمعاء، بالإضافة إلى الخضر والأرز والحمص.
الملفوف
الملفوف أو "البولفاف" في بعض المناطق هي الطريقة الأكثر انتشار لشواء كبد الخروف في عيد الأضحى، حيث يتم تقطيع كبد الأضحية إلى أجزاء صغيرة ثم يتم لفّها بالشحم وتوضع في أسياخ الشواء، ثم تُشوى على الجمر .
الدوّارة
مثل العصبان، يعتمد طبق الدوارة أساسًا على أحشاء ومعدة الخروف، وفي الغالب لا يتم طهي هذا الطبق في الأيام الأولى لعيد الأضحى بل يُترك ليتم طهيه لاحقًا.
تشمل “الدوارة” المعدة والرئة والشحم وبقية الأحشاء التي تغسل جيدًا بالماء والملح، قبل أن تطهى عدّة مرات في الماء المغلي حتى تتخلص من الرائحة، ثم تًطهى مع البصل والثوم وبعض الخضر، وتقدّم مع قليل من الليمون.