13-يوليو-2022

في أحد أجنحة معرض الجزائر الدولي للكتاب (تصوير: بلال بن سالم/GETTY)

خلّف قرار غلق مكتبة بمدينة شرشال بمحافظة تيبازة غرب العاصمة، حالة غضب وسط كتاب ومثقفين جزائريين على منصات التواصل الاجتماعي، بحيث انتفض بعضهم ودق ناقوس الخطر بخصوص واقع المكتبات، وانتقد آخرون تجاهل وزارة الثقافة لهذا القرار وعدم تدخّلها.

أسيا موساي: المكتبات وشبكات التوزيع تُركت لتختفي الواحدة وراء الأخرى دون أن يسبب هذا أي قلق للمسؤولين عن الثقافة

بعد أكثر من ربع قرن في خدمة الكتاب، المكتبة ستغلق أبوابها يوم الخميس 14 تموز/جويلية وذلك لأجل غير مسمى.. بهذه الكلمات ودّع صاحب مكتبة شرشال القراء، حيث كان هذا الإعلان بمثابة فتيل أشعل "ثورة" و"انتفاضة" مثقفين على مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر تنديدًا بواقع المكتبات المتردي ووضع الكتاب.

 

#إعلان: بعد أكثر من ربع قرن في خدمة الكتاب، المكتبة ستغلق أبوابها يوم الخميس 14 جويلية و ذلك لأجل غير مسمى. نبلغكم...

Posted by ‎مكتبة شرشال- Librairie Cherchell‎ on Monday, July 11, 2022

مثقفون وكتّاب ونشطاء أبدوا أسفهم من قرار صاحب مكتبة شرشال غلقها، وعبرّوا عن استيائهم من الوضع الذي وصلت إليه المكتبات، كما وجه بعضهم انتقادات لوزارة الثقافة وطالبوها بالتدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية ووقف هذا النزيف في حق قطاع المكتبات.

في الصدد قال الخبير في السياسات الثقافية عمار كسّاب معلّقًا على غلق "مكتبة شرشال": "مكتبة أخرى تغلق أبوابها، أعلن صاحب مكتبة شرشال اليوم غلق المكتبة، بعد أكثر من 25 سنة".

 

بعد مكتبة شرشال البارحة، اليوم مكتبة المأمون العريقة بوهران للبيع. كنت قد ذكرت البارحة اسباب موت المكتبات في الجزائر الواحدة تلوة الأخرى، كما حدث بداية التسعينات مع قاعات السينما.

Posted by ‎عمار كساب‎ on Tuesday, July 12, 2022

وأضاف كساب في منشوره على حسابه بفايسبوك: "اعتمدت وزارة الثقافة في الجزائر منذ أكثر من 20 سنة، على سياسة دعم دور النشر (حلقة استيراد وطبع الكتاب) وأهملت المكتبات (حلقة توزيع الكتاب) وذلك لسببين"؛ وذكر أنّ السبب الأول يكمن في أن دعم طبع الكتاب واستيراده يسمح بالتحكم في محتواه بما يخدم هذا الاتجاه الإيديولوجي أو ذاك، أما السبب الثاني فيكمن في سهولة التلاعب بالمال العام مع دور النشر التي الكثير منها حبر على ورق، أي غير موجودة، لكنه تستفيد من الدعم كما حدث في التظاهرات الثقافية الكبيرة.

وبحسب الخبير في السياسات الثقافية "دعم مكتبة يقوي من قدرتها على توزيع الكتب، بمختلف توجهاتها، لأكبر عدد ممكن من المواطنين، وذلك ما وجب دائما تفاديه"، وأشار إلى أنّ "دور النشر في الجزائر أكثر من عدد المكتبات، متمنيا تحرير توزيع الكتاب في الجزائر عبر البيع عن بعد والدفع الإلكتروني، الذي يمكن أن يكون وسيلة لتغيير الوضع".

وفي تعليق لها على منشور كسّاب، قالت الناشرة آسيا موساي: "بحت أصواتنا ونحن نقول إن الإستراتيجية التي اعتمدتها وزارة الثقافة مدمرة وكفيلة بإنهاء كل الأنشطة المرتبطة بالكتاب والقراءة. "

وانتقدت موساي الوزارة الوصية بقولها: "ساهمت وزارة الثقافة في خلق متطفلين قاموا بمهمة محددة وهي إطفاء دور النشر الحقيقية؛ وتم تمييع مهنة النشر، التي لم تقم لها قائمة بعدها.

ووفق الناشرة موساي: "المكتبات وشبكات التوزيع فقد تُركت تختفي الواحدة وراء الأخرى دون أن يسبب هذا أي قلق للمسؤولين عن الثقافة وكأن هذه المكتبات مشاريع فائضة عن الحاجة، وما زلنا نشهد نتائج التسيير التدميري المتعمد لهذا القطاع".        

الكاتبة والروائية ربيعة جلطي توقفت عند قرار غلق مكتبة شرشال، وأبدت امتعاضها وأسفها جراء ما حدث، وانتقدت بدورها تجاهل وزارة الثقافة ووصفت إغلاق المكتبة بإهانة للعقل.وجاء في منشور  ربيعة جلطي: مكتبة شرشال تغلق أبوابها بعد صراع مرير من أجل البقاء، خبر غلق مكتبة، خبر مريع ومفجع".

وأضافت جلطي الأستاذة بجامعة وهران: " إنه إهانة للعقل في مجتمعنا الثقافي الهش"، متسائلة في الصدد هل ستتحرك وزارة الثقافة؟!..أدعو إلى ذلك".

 

إغلاق مكتبة إهانة للعقل. Librairie Cherchell ferme ses portes مكتبة شرشال تغلق أبوابها بعد صراع مرير من أجل البقاء. ...

Posted by Rabia Djelti on Monday, July 11, 2022

وفي السياق ذاته، علق الناشط فتحي خساني عن قرار غلق مكتبة شرشال بقوله: "سيستمر النزيف في واقع يمجد التفاهة ويغض بصره عن الثقافة والكتاب. خسارة أخرى، لا حياة لمن تنادي ".

ووفق خساني: "مكتبة شرشال قدمت الكثير للساحة الثقافية في الجزائر وصاحبها أمين رجل يعرف قيمة المعرفة وفضل الكتب." وختم منشوره قائلا: "يعجز الكلام عن الكلام".

 

سيستمر النزيف في واقع يمجد التفاهة ويغض بصره عن الثقافة والكتاب ... خسارة أخرى ولا حياة لمن تنادي. مكتبة شرشال قدمت...

Posted by Fethi Khassani on Monday, July 11, 2022

وفي تعليقها عن وضع المكتبات وتجاهل وزارة الثقافة كتبت "صفحة بونة تقرأ" أنّه بسبب عزوف القراء عن اقتناء الكتب من المكتبات، علاوة على الاكتفاء بقرصنة الكتب نسخ PDF من الYنترنت.. ها هي المكتبات بالجزائر تقفل أبوابها، الواحدة تلو الأخرى".

وأشارت الصفحة إلى أنّ هذا ما سيحدث بعد أيام مع مكتبة شرشال، فبعد أكثر من ربع قرن في خدمة الكتاب، حيث ستغلق المكتبة أبوابها يوم الخميس 14 تموز/جويلية وذلك لأجل غير مسمى. "

 

بسبب عزوف القراء عن اقتناء الكتب من المكتبات، علاوة على الاكتفاء بقرصنة الكتب نسخ PDF من الانترنت.. هاهي المكتبات...

Posted by ‎بونـــــــة تقــــــرأ‎ on Monday, July 11, 2022

وفي السياق ذاته، تداول الخبير في السياسات الثقافية عمار كساب والإعلامي والناشط الثقافي عزيز حمدي، صورة لمكتبة بوهران معروضة للبيع تعكس رغبة صاحب مكتبة شرشال غلق مكتبه.

 

بعد مكتبة شرشال - الصورة من وهران هناك أندية كرة قدم استفادت من دعم الدولة للخروج من شبح الزوال، لماذا لا تُدعم المكتبات ؟؟ ثمن مكتبة يساوي 1/10000 ثمن نادي كرة

Posted by Aziz Hamdi on Tuesday, July 12, 2022

وورد في منشور كساب المرفق بصورة لمكتبة المأمون: "بعد مكتبة شرشال البارحة، اليوم (الثلاثاء) مكتبة المأمون العريقة بوهران للبيع. كنت قد ذكرت البارحة أسباب موت المكتبات في الجزائر الواحدة تلوى الأخرى، كما حدث بداية التسعينات مع قاعات السينما".

عزيز حمدي: هناك أندية كرة قدم استفادت من دعم الدولة للخروج من شبح الزوال، لماذا لا تُدعم المكتبات ؟؟

الإعلامي والناشط الثقافي عزيز حمدي نشر صورة لمكتبة المأمون وأرفقها بتعليق يتساءل فيه: " بعد مكتبة شرشال، الصورة من وهران، هناك أندية كرة قدم استفادت من دعم الدولة للخروج من شبح الزوال، لماذا لا تُدعم المكتبات ؟؟ ثمن مكتبة يساوي 1/10000 ثمن نادي كرة".