30-مارس-2020

لجأت الكثير من المتاجر في الجزائر إلى اعتماد خدمة التوصيل المجّاني (الترا جزائر/فيسبوك)

مع بداية تطبيق الجزائر إجراءات الحجر المنزلي للوقاية من انتشار فيروس كورونا، بادر العديد من التجار في عّدة ولايات للمساهمة في إنجاح هذه التدابير باستحداث خدمة التوصيل إلى المنزل خاّصة للمواد الغذائية وبالمجان، الأمر الذي قد يكون بداية لازدهار خدمة تكاد تكون غائبة في الجزائر قبل ظهور أزمة "كوفيد 19".

خدمات التوصيل إلى المنازل التي تعرفها الجزائر هذه الأيام بسبب فيروس كورونا ليست جديدة في البلاد

وعلى عكس كثير من الدول، لم تستفد الجزائر كثيرًا من المزايا التي أعطتها التكنولوجيات الحديثة في مجال التجارة، وذلك بسبب إغفال الحكومات المتعاقبة لملف التسوق الإلكتروني وخدمات التوصيل إلى المنزل، غير أن الوضع الذي تعرفها البلاد كغيرها من بلدان المعمورة قاطبة جعل اللجوء إلى هذه الخدمات ضرورة تستدعي التوجّه لها بسرعة لحماية المواطنين من الإصابة بفيروس كورونا، وكذا لتدارك التأخّر المسجّل في هذا المجال.

اقرأ/ي أيضًا: الاستنجاد بتبرّعات المواطنين لمواجهة كورونا.. خطوة تثير الهلع والسخرية

إقبال كبير

قبل أسبوع من الآن، وحتى قبل أن تقرّر الحكومة ضمّ ولاية سطيف شرقي البلاد، إلى الولايات المعنية بالحجر الجزئي، بادرت "محلّات تواتي" للمواد الغذائية بقلب مدينة عين الفوارة، إلى استحداث خدمة التوصيل إلى المنزل في خطوة منها للمساهمة في الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، مثلما يقول مسيّر المحل بلال شهيلي في حديث إلى "الترا جزائر".

وأضاف بلال أنه تم استحداث هذه الخدمة بسبب الإقبال الكبير للزبائن على محلّهم، ما جعلهم يشعرون بخطر إمكانية إصابة العمال بهذا الوباء وزبائنهم على حدٍّ سواء.

يتحدث بلال بارتياح كبير عن هذه التجربة، لنجاح تجربة التوصيل إلى المنازل بعد مرور أسبوع من انطلاقها، لافتًا إلى أنها لقيت إقبالًا واسعًا من طرف المواطنين الذين رأوا في ذلك ربحًا للوقت ووقاية صحيّة، خاصّة وأن المحلّ يحرص على تقديم هذه الخدمة مجانًا من الثامنة صباحًا حتى الرابعة مساءً، بدل السادسة مساء مثلما كان سابقًا بعد صدور قرار الحجر الجزئي على سطيف.

وأشار بلال أن المحلّ اضطر لتوظيف عمال جدد لتلبية كل الطلبات التي تصلهم يوميًا عبر 4 أرقام هاتفية موضوعة تحت خدمة الزبائن، خاصّة وأن المحلّ يضمن توصيل المواد الغذائية حتى إلى البلديات المجاورة مثل عين آرنات والعلمة.

ولا يقتصر ظهور هذه الخدمات على ولاية سطيف فقط، فقد أعلن عدّة تجار في ولايات البليدة والعاصمة وتيزي وزو وأم البواقي وغيرها، ضمان خدمة توصيل المواد واسعة الاستهلاك مجانًا إلى المنازل، مساهمة منهم في الوقاية من انتشار فيروس كورونا، ومساعدة المواطنين على التزام الحجر المنزلي.

بداية الخدمة

خدمات التوصيل إلى المنازل التي تعرفها الجزائر هذه الأيّام بسبب فيروس كورونا، ليست جديدة في البلاد، إنما انتشارها بهذا القدر هو الجديد في الأمر، إذ أن الكثير من المشاريع الشبابية، عملت على الاستثمار في هذا المجال، لكن مع الاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة، فعديد السلع اليوم يمكن الحصول عليها عبر الإنترنيت.

ولكن رغم هذا، تبقى التجارة الإلكترونية في الجزائر محدودة النطاق، وغير مكتملة الزوايا بالنظر إلى غياب الدفع الإلكتروني الحقيقي.

ولهذا السبب يفكر بلال شهيلي الآن، بعد اكتشافه لنجاعة خدمة توصيل الطلبيات في وضع تطبيق إلكتروني يسمح للزبائن بطلب المواد التي يحتاجونها من محله افتراضيًا، دون الحاجة إلى الاتصال الهاتفي، وفق ما كشفه لـ "الترا جزائر".

ولعلّ هذا الطموح الذي يراود بلال، قد فكر فيه العديد من أصحاب المحلات الذين اكتشفوا هذا النوع من الخدمات خلال أزمة فيروس كورونا الحالية، وهو نشاط يستحقّ أن تعطي له الحكومة اهتمامًا بالغًا، مثلما يوضّح رئيس جمعية الأمان لحماية المستهلك حسان منوار لـ "الترا جزائر"، الذي اعتبر أن  أزمة فيروس كورونا أعطت صفعة قوية للسلطة والبنوك على حدٍّ سواء، كونها كشفت التأخّر الكبير الذي تعيشه الجزائر في مجالي الدفع والتجارة الإلكترونيين.

تبقى هذه المبادرات خطوات تستحق التشجيع كونها تحقّق الحماية الصحيّة وخدمة المستهلكين وتوظيف عمال جدد

وأشار منوار إلى أنه لو كانت الجزائر قد دخلت مجال الدفع الإلكتروني، لتجنبت في هذه الفترة التعامل بالنقود التي تعد أحد الأسباب لانتقال العدوى، لذلك وجب الاتعاظ من هذا الظرف لمعالجة النقائص الموجودة. وإلى أن تتحقّق هذه الآمال في تطوير قطاع التجارة الإلكترونية في الجزائر، تبقى هذه المبادرات خطوات تستحق التشجيع كونها تحقق الحماية الصحيّة وخدمة المستهلكين وتوظيف عمال جدد.

اقرأ/ي أيضًا:

أرقام الوزارة.. ارتفاع إصابات كورونا بالجزائر إلى 511 حالة مؤكّدة و31 وفاة

كورونا وكرة القدم.. خسائر مالية وعقود اللاعبين في المزاد؟