29-مارس-2020

تسعى بعض الأندية الجزائرية إلى تخفيض مرتّبات اللاعبين (تصوير: رياض كرامدي/أ.ف.ب)

بسبب انتشار فيروس كورونا أو بدونه، تتخبّط الأندية في مشاكلها ككلّ موسم كروي، فبعد أن أجبر وباء كوفيد 19 القائمين على القطاع، على تأجيل مباريات الدوري إلى إشعار غير معروف، فإنّه وضعها على المحكّ بخصوص عقود اللاعبين ومستحقّاتهم لدى الأندية، فما طريق الخلاص من الدوامة؟

لم يكن هناك حلٌّ آخر للمسؤولين في أعلى هرم الكرة الجزائرية، سوى تعليق جميع المنافسات الرياضية إلى إشعار آخر

صداع آخر

بعد تفشّي وباء كورونا، لم يكن هناك حلٌّ آخر أمام المسؤولين في أعلى هرم الرياضة الجزائرية، سوى تعليق جميع المنافسات الرياضية إلى إشعار آخر، فالفِرقُ المحلية لم تعد تفكّر في كيفية سدّ مرحلة الفراغ وإعداد برامج تدريبيّة خاصّة باللاعبين للمحافظة على لياقتهم البدنية. وجدت الأندية نفسها اليوم أمام كيفية وطريقة تسديد رواتب اللاعبين والالتزام بتسويتها، سيما وأنّ جميع الفرق تجد صعوبات كبيرة في تسديد رواتب اللاعبين والأطقم الفنيّة في حال المنافسة العادية، فكيف لها أن تتمكّن من ذلك وهي متوقفة؟

تجميد الرواتب

يرى الصحافي الرياضي، معاذ نمرودي، بأنه "من الواجب إيجاد صيغة تُرضي اللاعبين لتخفيض رواتبهم اقتداءً بالفرق الأوروبية"، مضيفًا أن "فكرة تخفيض الرواتب يجب أن تجد ترحيبًا وإجماعًا من قبل اللاعبين، وهم ليسوا مجبرين على ذلك كون العقد مُمضى عليه من قبل الإدارة واللاعب".

وأردف نمرودي، في الصدد بأن "الأمر استثنائيٌّ ويجب على اللاعبين تعيين من يمثلهم للتفاوض مع الإدارة، وتقديم اقتراحات تخفيض الرواتب مثلًا، على أن يتم اقتطاع جزء من راتب الشهر الجاري والقادم".

كما اقترح المتحدّث، أنه "في حال رفض اللاعبين، يتم التعامل بصيغة أخرى تتمثل في تجميد الرواتب إلى غاية العودة الى النشاط الكروي وانتعاش الخزينة من جديد"، ليضيف "الأمر مستبعد لأن الاحتراف في الجزائر لا يشابه للاحتراف في أوروبا، بما أن الأندية في الجزائر تعتمد أساسًا على إعانة الخزينة وتعيش على نفقات الدولة".

شح الموارد

توقفُ منافسة الدوري الجزائري لكرة القدم، وافتقاد الفرق لجماهيرها يعدّ خسارة لمصدر من مصادر المال، فالعائدات المالية للتذاكر بالرغم من قلتها تعتبر ضربة موجعة لجميع الفرق.

في هذا الشأن يقول الناقد الرياضي، معاذ نمرودي في حديث إلى"الترا جزائر"، إنه "بدون هذا أو ذاك (يقصد غياب الجماهير وعائدات البث التلفزيوني)، توجد الفرق الجزائرية على فوهة بركان، فما بالك بحرمانها من مداخيل النقل التلفزي والتذاكر وهو ما يعقّد الوضع". مؤكّدًا أن "الأندية الأوروبية وقفت مكتوفة الأيدي أمام هذه الأزمة الحادة، رغم احترافيتها وإدارتها لأزمات مرت من قبل، فما بالك بالفرق الجزائرية التي تتغنّى بالاحتراف لكنه حبر على ورق".

عقود الورطة

لا يختلف اثنان أنه في حال ما تقرّر استئناف البطولة بعد الخامس من شهر نيسان/أفريل القادم، فإن بعض الأندية إن لم تكن كلّها ستصطدم بمشكل عقود اللاعبين، وتجديدها في حال استمرار انتشار وباء كورونا الجائح، فإنه سيتعيّن على الفرق الانتظار إلى غاية حزيران/جوان أو تموز/جويلية، لاستئناف النشاط الكروي، وسيتزامن ذلك مع نهاية التزامات اللاعبين مع فرقهم في تلك الفترة، فحسب وسائل إعلام محلية فإن أندية كلٍّ من وفاق سطيف واتحاد الجزائر ومولودية الجزائر، من أكبر الأندية المتأثّرة من هذه المشكلة.

فالوفاق مثلًا سيعرف انتهاء عقود خمسة لاعبين في بداية شهر حزيران/جوان، على غرار بوقلمونة ودراوي وفرحاني وغشة ورضواني، أما قراوي فينتهي عقده في بداية شهر تموز/جويلية، في حين أن ثمانية لاعبين مؤثّرين في اتحاد الجزائر ستنتهي عقودهم شهر حزيران/جوان، وعلى رأسهم مفتاح وزماموش وعرجي وبن خليفة وكودري وحمرة وبومشرة، أما مولودية الجزائر فستفتقد للثلاثي درارجة وحشود ونقاش في شهر حزيران/جوان.

وفي هذا الصدد، يعتبرمعاذ نمرودي أنه "في حال وصلنا إلى هذا الأمر فإنه يجب إيجاد حلّ، وإلا فلن تكون هناك منافسة"، متابعًا "في هذه الوضعية يجب تدخل كلّ من الاتحاد الجزائري للعبة والرابطة، وحتى مصلحة الضمان الاجتماعي لإيجاد صيغة مناسبة لهذه المعضلة".

مبادرة شباب بلوزداد

من جهته، باشر نادي شباب بلوزداد تحركاته للتوصّل لاتفاق مع اللاعبين والجهازين الفنّي والطبّي، بشأن خفض أجورهم في محاولة للحدّ من التداعيات المالية السلبية، التي أصبحت تعاني منها غالبية الفرق بعد تعليق المنافسة الكروية بسبب فيروس كورونا الجائح.

وقالت، مصادر إعلامية إنَّ أعضاء مجلس الإدارة اتفقوا بالإجماع على تخفيض الرواتب، لتفادي تسريح جزء من العمال برغم اعتراض بعضهم على إجراء أي تغييرات في المرتبات الماليّة وقيمتها.

استثناء..

قرار تخفيض رواتب اللاعبين من عدمه، والجلوس على طاولة المفاوضات، ربّما لا يمسُّ الفرق المملوكة من قبل شركات وطنية، على شاكلة فريق مولودية الجزائر التابع لشركة سوناطراك، اتحاد الجزائر الذي استحوذ مجمّع "ساربور" لغالبية أسهمه مؤخرًا، فيما يسير فريق شباب قسنطينة من قبل شركة آبار وذلك إلّا بقرار رسمي من قبل الدولة.

وفي الخصوص، علّق الصحافي نمرودي، قائلًا: "الأمر يبيّن أن الفرق المملوكة لمؤسّسات الدولة لا علاقة لها بالاحتراف مادامت غير مستقلة في التمويل".

 الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أوصى بأن العقود الحالية للاعبين والمدرّبين يجب تمديدها حتى نهاية المواسم المحلية المؤجلّة

وصايا الفيفا

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أوصى بأن العقود الحالية للاعبين والمدرّبين يجب تمديدها حتى نهاية المواسم المحلية المؤجلّة، مع إمكانية تأجيل فترة الانتقالات وفقًا لتواريخ الموسم الجديد، ودعت الاتحادية الدولية إلى "التعاون من أجل إيجاد حلول لدفع الأجور خلال فترات التوقّف، وذلك حسب وثيقة داخلية في الاتحاد الدولي لكرة القدم تم تقديمها إلى مجموعة عمل خاصة بفيروس كورونا".

 
 
 
 
دلالات: