14-فبراير-2024
تصريح صادم على قناة فرنسية

قناة سي نيوز الفرنسية (صورة: منصة إكس)

في انحراف جديد للإعلام اليميني الفرنسي حول فلسطين، أدلت ضيفة إسرائيلية على قناة "سي نيوز" بتصريحات صادمة تدعو لمحو غزة، في مقابل تواطئ من المذيع الذي ردّ عليها بالقول: "نعم هذا صحيح".

سياسي فرنسي دعا هيئة "لاركوم" الفرنسية وهي بمثابة شرطي البث السمعي البصري في البلاد للتدخل من أجل وقف تجاوزات القناة

وقامت القناة نفسها بمشاركة فيديو المداخلة دون أي مراعاة للأخلاق المهنية التي تطبق على الطرف الفلسطيني بصرامة شديدة، ما أثار صدمة لدى روّاد مواقع التواصل الذين استنكروا غض الطرف عن كل ما يصدر من الطرف الإسرائيلي.

وفي الفيديو، تظهر سيدة تدعى سابين تاسا، تم تقديمها على أنها إحدى ناجية من هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأنها فقدت زوجها وابنها، وهي تتحدث عن مساندتها لاستمرار العملية العسكرية في غزة.

وقالت هذه المرأة بالحرف: "أنا إسرائيلية. أقول أنه يجب ألا نترك غزة، ويجب ألا نتوقف.  سيكون يومًا رهيبًا، إذا غادرنا غزة، فلن يكون إسرائيل. سوف يتم محونا.  يجب أن نقصفهم ونوقفهم ونمحوهم".

والأدهى من ذلك، موقف الصحفي مدير الحوار الذي لم يشعر بأي حرج في وقف هذه التصريحات التي تدعو صراحة إلى الإبادة الجماعية لسكان غزة أو استدراكها،  بل راح يعقب عليها: "نعم، هذا صحيح".

وأثار كلام هذه الإسرائيلية الذي انتشر على مواقع التواصل، استياء كبيرا خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها هذه القناة التي تتكلم بلسان اليمين المتطرف على تمرير رسائل تنطوي على تبرير للجرائم المرتكبة في حق الفلسطينيين.

وسبق لنجم هذه القناة المذيع باسكال برو أن أدلى بكلام صادم هو الآخر، حيث ظهر في مقطع مسرب على هامش البث، وهو ينهر أحد ضيوفه بسبب دفاعه عن الفلسطينيين، معتبرا أنه لا يسمح بالتعاطف معهم، لأن الفلسطينيين، حسب قوله يريدون موت "إسرائيل".

ولمواجهة تجاوزات هذه القناة، دعا السياسي أمين ساها وهو منتخب في مجلس محلي، هيئة "لاركوم" الفرنسية وهي بمثابة شرطي البث السمعي البصري في البلاد للتدخل، وكتب على منصة إكس تغريدة يقول فيها: "إلى متى سنسمح بهذا"، مرفوقا بفيديو تصريحات الإسرائيلية.

وتبرز هذه الحادثة، وفق مراقبين، ازدواجية المعايير المطبقة في التعامل مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في التناول الإعلامي واختيار المصطلحات التي تعتبر المدنيين الفلسطينيين بأنهم ضحايا جانبيون للحرب وتصف القتلى الإسرائيليين بضحايا الإرهاب.

وما يبرز ذلك بوضوح، حادثة الصحفي الفرنكو جزائري محمد قاسي الذي أحيل على لجنة تأديبية في قناة "تي في 5 موند" وأوقف لأيام من الظهور في الشاشة، فقط لأنه وجّه سؤالا مزعجا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول اقتحام مستشفى الشفاء في غزة.

وفي تلك الواقعة، سأل الصحفي قاسي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول ما إذا كانت الاستراتيجية المعتمدة من قبل الجيش الإسرائيلي في استهداف المدنيين خاصة اقتحام مجمع الشفاء، تشبه تلك التي تقوم بها حركة حماس، والتي حاول الضابط الإسرائيلي وضعها في خانة الإرهاب.

وفي ظل الانتقادات الموجهة للتعاطي الفرنسي مع القضية الفلسطينية عموما، نشرت السفارة الفرنسية في الجزائر، قرارا صدر عن خارجية بلادها، يشير إلى اعتماد "جزاءات إزاء مستوطنين إسرائيليين متطرّفين متورّطين بأعمال عنف إزاء مدنيين فلسطينيين في الضفة الغربية، مستهدفةً 28 شخصًا بحظر إداري من دخول الأراضي الفرنسية".

وبدا لافتا أن نشر السفارة الفرنسية لهذا القرار على صفحتها على فيسبوك وباللغة العربية، غرضه مخاطبة الجزائريين والعرب عموما، أنها لا تتبنى ما يفعله المستوطنون في حق الفلسطينيين، لكنها فيما يخص غزة تبتعد عن أي لغة تدين بصرامة الجرائم الإسرائيلية لحد الآن، على الرغم من استهداف القصف حتى المركز الفرنسي في غزة وسقوط ضحايا يحملون الجنسية الفرنسية.