13-يوليو-2019

رئيس المجلس الشعبي الوطني الجديد محسوب على المعارضة الإسلامية (بلال بن سالم/Getty)

في سابقة سياسية، انتخب البرلمان الجزائري مساء يوم الأربعاء الماضي، سليمان شنين رئيس كتلة التحالف الإسلامي "الاتحاد من أجل النهضة و التنمية والنهضة" رئيسًا للبرلمان، خلفًا للرئيس المستقيل معاذ بوشارب.

 انتخاب سليمان شنين على رأس المجلس الشعبي الوطني هو المرّة الأولى التي تتمكّن فيها المعارضة من الحصول على أرفع منصب في الدولة

صوتت كتل الموالاة الأربعة؛ وهي حزب جبهة التحرير الوطني وحزب التجمّع الديمقراطي، وتجمّع أمل الجزائر والحركة الشعبية، لصالح سليمان شنين، بعد تنحّي ممثل "الحزب الحاكم" لصالح مرشح المعارضة.

اقرأ/ي أيضًا: ندوة المعارضة.. حلول في الوقت بدل الضائع

يعدّ أيضًا انتخاب شنين على رأس المجلس الشعبي الوطني، المرّة الأولى التي تتمكّن فيها المعارضة السياسية، من الحصول على أرفع منصب في الدولة بعد رئيس الدولة ومجلس الأمّة.

رصدًا لردود الفعل الأولى، بعد تعيين سليمان شنين رئيسًا للبرلمان، أعرب النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والتنمية والبناء لخضر خلاف، عن ترحيبه باختيار مرشّح المعارضة من التيار الإسلامي الوطني لرئاسة الغرفة السفلى، واعتبر النائب أنها "سابقة في تاريخ البرلمان الجزائري"

في السياق نفسه، أكّد رضوان بوهيدال، أستاذ العلوم السياسية لـ "الترا جزائر" أنّ هذا التطوّر، سابقة في تاريخ البرلمان الجزائري، معتبرًا أن الهدف كان أسمى، وهو تفادي التصادم مع الحراك الشعبي والدفع به إلى خلق مطالب جديدة.

يقلّل الأستاذ بوهيدال من تأثير هذه الاختيار على سير أشغال الهيئة التشريعية، على اعتبار أن الأغلبية ستبقى حكرًا على جبهة التحرير الوطني وحزب التجمّع الديمقراطي، وأن أيّ تشريع أو مقترح أو مصادقة، يمرّ على الأغلبية وليس على الرئيس. وأكّد المتحدّث أن البرلمان ومنذ 22 فيفري/ شباط، يوجد في حالة جمود كلّي، مشيرًا أنه لم يشهد أيّ قانون خرج من صلب السلطة التشريعية.

هنا، يستطرد المتحدّث "البرلمان أصبح -بشكل غير رسمي- برلمانًا مؤقتًا تنتهي عهدته بتسليم السلطة لرئيس منتخب، لأن رئيس القادم يجب أن يقدم على حلّ هذه المجالس كأولى إجراءات قبل البداية بأيّ إصلاحات عميقة.

من جهته، تحفظت حركة مجتمع السلم "حمس"، أكبر فصيل إسلامي ممثّل في البرلمان، عن ترشيح شنين لخلافة معاذ بوشارب، وفي اتصال مع ناصر حمدادوش البرلماني عن حركة "حمس"، قال في حديث إلى "الترا جزائر" إنهم "قرّروا مقاطعة أشغال المجلس منذ شهور، انسجامًا مع الحراك الشعبي، وهو ما جعلهم غير معنيين بما يحدث فيه الآن على حدّ تعبيره.

وأضاف حمدادوش أن ترشّح شنين، لم يسبق الإعلان عنه إلى غاية يوم انتخابه، في تطوّر سريع ومفاجئ للجميع، مؤكّدًا أنه لم يتمّ الاتصال به إلى غاية يوم تعيينه، وهو ما جعل مراجعة قرارهم أمرًا صعبًا.

ويعلّق المتحدّث حول ظروف تعيين سليمان شنين، بأن "هناك ترتيبات أو توافقات فوقية غير معنيين بها، ولم نكن نعلم بها، وإلا كيف يمكن تفسير توافق الموالاة وانسحاب جميع مرشحيها، وهو ما يوحي ببقاء الإيعاز، الذي لا يزال يتحكّم في مؤسسات الدولة".مستدركًا " ليس لدينا اعتراض على ترشّح شنين أو اتخاذ موقف سلبي منه، لكن المجلس الشعبي كلّه في ميزان الحراك الشعبي، فيه نظر".

يعتبر حمدادوش، أن اختيار شنين هو صفقة سياسية أو تقارب بين السلطة والتيّار الإسلامي على حساب الحراك الشعبي، مستطردًا أن الشعب الجزائري له من الوعي السياسي ما يميّز به بين الألوان السياسية، إذ لا يؤمن بهذه التصنيفات الأيديولوجية على حدّ قوله.

يردّ النائب البرلماني على القراءات التي تصنّف حزب "حمس" في خانة الأحزاب ذات التوجّه الإسلامي قائلًا " غالبًا ما يحمّلوننا أوزار شركائنا في العائلة السياسية، فنحن تيّار وطني نوفمبري، ولا يمكن سجننا في التيّار الإسلامي، وكـأننا لسنا وطنيين ولسنا ديمقراطيين، وكل يتحمّل مآلات مواقفه".

التيارات الإسلامية ترفض التصينيفات الأيدولوجية وتتبنى مصطلح التوافق الوطني والانتقال الديمقراطي

وتابع حمدادوش، أن خيار "حمس" هو التوافق الوطني والانتقال الديمقراطي، الذي يتجاوز الاصطفاف الأيديولوجي، والاستقطاب الفكري، والصراع الحزبي، يضيف المتحدّث.  

 

اقرأ/ي أيضًا:

فشل المعارضة في تحديد مرشّح توافقي يحرك الشارع الجزائري

الجزائر..المعارضة تتخوف من انغلاق سياسي