أطلق حزب جبهة التحرير الوطني "الأفلان"، مشاورات "ماراطونية" مع قاعدته الحزبية في ولايات الوطن، للخروج بموقف موحّد بشأن رئاسيات 12 كانون الأوّل/ ديسمبر المقبل، في حين لم يتضّح بعد إن كان الأمين العام المؤقّت، علي صديقي، سيلجأ إلى خَيار اللجنة المركزية، للفصل في خيار الحزب من الرئاسيات، أم سيكتفي بتعليمات باسم المكتب السياسي.
تتخبّط القيادة الحالية لـ "الأفلان" بخصوص الخروج بموقفٍ نهائي من المترشّح الذي ستدعمه في الرئاسيات القادمة
يتواصل تخبّط القيادة الحالية للحزب "العتيد"، بخصوص الخروج بموقفٍ نهائي من المترشّح الذي سيدعمه في رئاسيات نهاية السنة، ولم ينتهِ آخر اجتماع للمكتب السياسي الخميس المنقضي إلى موقفٍ قار من الملفّ، واكتفى المشاركون بتجديد دعمهم للانتخابات الرئاسية وضرورة المشاركة فيها.
اقرأ/ي أيضًا: قدماء جبهة التحرير.. "أفلانيون" رحّب بهم الحراك الشعبي
ويخوض التشكيل السياسي الحالي منذ سجنِ الأمين العام السابق، محمد جميعي بتهم متعلّقة بقضايا فسادٍ، جولات ولائية تضمّ مناضلين في القواعد المحليّة للحزب، من أجل مشاركتهم الرؤى السياسية ووضع سكّة "الأفلان" على منهجٍ واحد مع الرئاسيات.
في السياق نفسه، قال القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، وعضو مجلس الأمّة، عبد الوهاب بن زعيم، "أطلقنا مشاورات ولائية في 10 محافظات لتجنيد المناضلين للذهاب نحو الصندوق في الـ 12 كانون الأوّل/ ديسمبر، كما ركزنا في نقاشاتنا على المصلحة العليا للبلاد".
وعن خيار الحزب في دعم أحد المترشّحين للرئاسيات أردف موضحًا: "المادّة 21 من القانون الأساسي، تنصّ على أن القرار الخاص بالرئاسيات وكلّ ما يتعلّق بالاستحقاقات من اختصاص اللجنة المركزية، وهي من تحدّد موقف الحزب منها والبرنامج الذي سيدعمه الحزب، سيما وأن الإعلان الرسمي عن المترشّحين للرئاسيات سيكون الأسبوع المقبل".
وتابع: "بعد تحديد هويّة المترشّحين الرسميين للرئاسيات، ستدرس اللجنة المركزية برامج المترشّحين قبل إعلان الدعم لأي طرف معين، البرنامج الأقرب إلى حزبنا سندعمه".
ضياع البوصلة
وفي ردّه عن سؤال لـ "الترا جزائر"، حول تفرّق آراء القاعدة الشعبية لـ"الأفلان" بين ثلاثة مترشّحين للرئاسيات هم رئيسي الحكومة الأسبقين علي بن فليس وعبد المجيد تبون، وكذا رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، شدّد بن زعيم أن: "قرار دعم أحد المترشّحين للرئاسيات سيكون لا محالة من قيادة الحزب في الأسبوع المقبل، وستكون هناك تعليمات من المكتب السياسي لقاعدتنا في الولايات".
وأوضح: "رغبات المناضلين لا يمكن كبحها لأنّ المناضل في الأخير يبقى مواطنًا والصندوق فيصل في العملية الانتخابية".
وعلى عكس الطرح "الأفلاني"، يرى الباحث في العلوم السياسية، جلال مناد، أنّ: "عدم إفصاح الحزب عن مرشّحه لانتخابات كانون الأوّل/ ديسمبر المقبل، يعزّز فرضية إحالة الجبهة على المتحف، ولذلك فحالة العجز والتشتّت والوهن تجعل الحزب الأوّل في البرلمان والمجالس المحليّة المنتخبة أمام أخطر امتحان في تاريخه".
وذكّر، جلال مناد، بأن: "السنوات الأخيرة أزّمت الوضع الحزبي، وقد زاده الحراك الشعبي تعقيدًا، ولذلك لا نتصوّر أن مناضلي الحزب ومتعاطفيه سينضبطون مع أيّة دعوة تصدر من قيادة الجبهة، بدليل أن ما يزيد عن 1500 مقرّ محليُّ يتسحوذ عليه الحزب تتواجد الآن في وضع الغلق، إذن لم يعد للحزب تواجد على الأرض".
كما ينظر المحلّل السياسي، أن جبهة التحرير الوطني القريب من جهاز السلطة الحاكمة لأكثر من 57 عامًا، تعوّد كوادره على تلقي الإيعاز في كل المناسبات الانتخابية وحتى في المحطات السياسية الحاسمة، لذلك "لا نتوقّع منه إلا أن يظلّ على العهد لسنوات أخرى، ما لم يخضع إلى عملية إصلاح جذري وحقيقي تمكّنه من الاستمرار في الحياة السياسية وإلا ستعصف به الظروف إلى الأرشيف".
جلال مناد: يعتقد آلاف الشباب أنّهم همّشوا من حزب جهبة التحرير لسنوات
وأكمل المختصّ في الشأن السياسي في حديث لـ "الترا جزائر": "هناك تيّارات تتناطح في الحزب، وأجنحة تتصارع، وكلّ جهة تعتقد أنّها الوريث الشرعي لجبهة الثوّار، بينما يعتقد آلاف الشبان أنّهم واجهوا الإقصاء لسنوات وأنه على شيوخ الحزب أن يتنحّوا".
اقرأ/ي أيضًا: