19-يونيو-2023
كاترين كولونا

كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية (الصورة: Getty)

فريق التحرير - الترا جزائر 

أعرب حزبا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي أكبر تشكيلتين سياسيين في الموالاة عن استنكارهما الشديد لتصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا حول نشيد قسمًا.

أوضح الأفلان أنه يستهجن ويستنكر بشدة تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية

وأوضح الأفلان في بيان له أنه يستهجن ويستنكر بشدة تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية بشأن القرار السيادي الذي اتخذه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والذي يثبت المقاطع الخمسة للنشيد الوطني.

وقال إن تلك التصريحات الصادرة عن المسؤولة الفرنسية عن الشؤون الدبلوماسية في حكومة الرئيس الفرنسي ماكرون تأتي في سياق الإمعان في ترجمة العقلية الاستعمارية والاستعلائية كما تكشف الوجه الحقيقى للسياسة الفرنسية تجاه الجزائر المبنية على الحقد والكراهية.

وأبرز أن هذه التصريحات تعتبر خرقا صارخا للأعراف الدبلوماسية وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة، كما تعتبر شاهدا آخر من شواهد عدم الجدية فى بناء علاقات تقوم على أسس صحيحة ومبادئ ثابتة، تتميز أساسا بالندية والمنافع المشتركة.

واعتبر الأفلان أن النشيد الوطني "قسمًا" ، الذي تتجرأ الوزيرة المذكورة على التحامل عليه ومحاولة التشكيك فيه والمطالبة بتكييفه، ليس مجرد كلمات قابلة للحذف والإلغاء والتعويض، فهو "القسم الذي يروي قصة شعب مكافح في سبيل استرجاع استقلاله واستعادة دولته التي أراد الاستعمار محوها من خريطة الجغرافيا وسجل التاريخ".

من جانبه، قال التجمع الوطني الديمقراطي من خلال تصريح صافي العرابي المكلف بالإعلام في الحزب، إنه يبدي رفضه القاطع لتصريحات عضو الحكومة الفرنسية كاثرين كولونا، بشأن مقطع "الوعيد" بالنشيد الوطني الجزائري.

واعتبر الحزب أن تصريحات الوزيرة الفرنسية فجّة وغير دبلوماسية وتأتي في سياق حملة سياسية مناوئة تقوم بها أحزاب وشخصيات يمينية متطرفة تقحم الجزائر في جدل قضايا الهجرة والحرب الدائرة في أوروبا.

وأبرز أن تصريحات كولونا تعبر عن موقف حكومي فرنسي في ظرف يحتاج فيه البلدان إلى تجاوز الخلافات بمنطق الندية لا بمنطق الاستعلاء الذي يتسم به الساسة الفرنسيون.

واستغرب الحزب "محاولة الوزيرة الفرنسية إملاء شروطها ورغباتها علينا ونحن دولة سيدة وحرة ومستقلة نعرف متى وكيف نقرر ونكيّف أوضاعنا كما نشاء لا كما تشاء كاثرين كولونا".

وتساءل: "لماذا دومًا يقوم الطرف الفرنسي بإثارة الجدل، كلما حاول البلدان البحث عن منافذ لإرساء علاقات تعاون وتفاهم؟ ولماذا ينزعج الساسة الفرنسيون كلما استدعى الجزائريون صفحات من تاريخهم النضالي ضد جبروت الاستعمار الفرنسي؟".

وأكد أن ما يزعج الفرنسيين هو تمسك الجزائريين بتاريخهم وذاكرتهم وإصرارهم على ممارسة سيادتهم كدولة حرة ومستقلة ومتحررة من قيود الآخر ووصايته.

وكانت وزيرة الشؤون الخارجية، كاترين كولونا، قد أبدت استغرابها من قرار توسيع استخدام المقطع الذي يتحدث عن فرنسا في النشيد الجزائري وفق ما صدر في مرسوم على الجريدة الرسمية الجزائرية.

وذكرت كولونا في حوار مع قناة أل سي إي الفرنسية أن القرار الجزائري لا يتناسب مع الوقت الحالي، متسائلة عن سبب “ توسيع استخدام نشيد يعود إلى فترة تاريخية مختلفة”.