03-ديسمبر-2019

اتجه حزب جبهة التحرير الوطني نحو دعم عز الدين ميهوبي (Getty)

تسارعت الأحداث ببيت الحزب العتيد جبهة التحرير الوطني، وجهرت قيادة المكتب السياسي بدعمها المرشح لرئاسيات الـ 12 من كانون الأول/ديسمبر، عز الدين ميهوبي، دون توسيع استشارة أعضاء اللجنة المركزية في قرار يراه "الأفلانيون" حاسمًا.

يرتقب أن يخلف قرار الحزب العتيد "الأفلان" في التوجه نحو دعم الغريم التجمع الوطني الديمقراطي، زوبعة كبيرة في الحزب

وانتهى اليوم الثلاثاء، الاجتماع الذي عقده الأمين العام بالنيابة لحزب جبهة التحرير الوطني، علي صديقي، مع عدد من أعضاء المكتب السياسي إلى اعترافه بالتواصل مع الأمين العام بالنيابة لـ "الأرندي"، عز الدين ميهوبي، وتحادثهما عن البرنامج الرئاسي للحزب الغريم وإمكانية التوجه نحو دعمه وإعلان ذلك في غضون أيام.

اقرأ/ي أيضًا: حوار| عز الدين ميهوبي: المرحلة الانتقالية قفزٌ إلى المجهول

وحاول خليفة محمد جميعي على كرسي مبنى حيدرة، علي صديقي، إقناع الحضور من الأعضاء الفاعلين في قيادة الحزب ببرنامج المترشح عز الدين ميهوبي، كـ "التوجه السياسي والقاعدة النضالية الواسعة". ويرى صديقي أن حزب "الأفلان" سيراعي في خطوته مصلحة الجزائر والمسار الانتخابي في اختيار المترشح الذي سيدعمه المناضلون للتصويت لصالحه في الاستحقاقات القادمة.

كما أكدت تسريبات من قيادة الحزب لـ "الترا جزائر"، أن المترشح عز الدين ميهوبي طلب ملاقاة قيادة "الأفلان" لتقديم برنامجه الانتخابي وعرض إمكانية دعمه كمرشح موحد لحزبي السلطة، دون تحديده لموعد اللقاء.

وكانت القيادة قد أطلقت عقب مشاورات ولائية وقاعدية حملةً واسعةً لإقناع الجزائريين بضرورة إنجاح المسار الانتخابي والمشاركة بقوة في انتخابات الـ 12 كانون الأول/ديسمبر الداخل.

انشقاق..

يرتقب أن يخلف قرار الحزب العتيد "الأفلان" في التوجه نحو دعم الغريم التجمع الوطني الديمقراطي، زوبعة كبيرة في الحزب باعتبار أن الأمين العام بالنيابة، علي صديقي، لا يحظى بإجماع في الحزب وكذا عدم شرعيته حسب القانون الداخلي لـ"الأفلان".

وتأسف رئيس حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، لما آل إليه الحزب العتيد، واصفًا خيار تيارِ الأمين العام بالنيابة، صديقي، بـ"الخارق لقانون الحزب" كونه لم يُمرِّر الاستشارة عن اللجنة المركزية باعتبارها السيدة في قرارات الحزب.

وعن إمكانية إقناع المكتب السياسي للمناضلين بالاصطفاف وراء المرشح ميهوبي، قال عبادة، القيادي السابق في "الأفلان" في حديث مع "الترا جزائر"، إن "القاعدة الشعبية فصلت في مرشحها مباشرة عقب عدم دخول الأفلان إلى السباق الرئاسي وهي حرة في ذلك ويستحيل على الحزب أن يوجهها في الوقت بدل الضائع". وأردف: "المناضلون في واد وخيارات الأمين العام بالنيابة غير الشرعي في وادٍ آخر".

كما سجل عضو مجلس الأمة عن حزب "الأفلان"، محمود قيساري، أول رفضٍ لقرارات صديقي، مؤكدًا "أن حزب جبهة التحرير الوطني، لن يدعم مرشحًا خارج الأفلان."

ونشر السيناتور قيساري تدوينة على حسابه الرسمي "فيسبوك" يوضّحُ فيها أن "قيادة جبهة التحرير الوطني الحقيقية آثرت التراجع خطوة للوراء، لمَّا أدركت أن الشعب يتوق للتغير"، مشيرًا إلى أن الحزب لم يدخل غمار الرئاسيات باسم الجبهة وهو "خير دليل على وقوفه بجانب الشعب".

كما تابع: "عدم دخول الأفلان للرئاسيات لا يعني على الإطلاق أنه ليس لديه من إطارات الحزب شخصية لقيادة البلاد حتى يصل بِه الأمر لدعم مرشح من حزب طالما كان قاطرته".

وكانت قيادات وشخصيات بارزة في "الأفلان" قد غيّرت في الأيام الأخيرة بوصلتها نحو المترشح عز الدين ميهوبي، بعد أن اختارت في بداية الحملة الانتخابية دعم المترشح الحر المحسوب عن حزب جبهة التحرير الوطني سابقًا، عبد المجيد تبون.

مغازلة

مالَ المترشح للرئاسيات عز الدين ميهوبي في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية، إلى مغازلة واضحة للحزب العتيد "الأفلان"، بعد أن تعهد مرشح "الأرندي" إلى تأسيس قطب وطني مع عدة فعاليات يتقدمهم حزب جبهة التحرير الوطني إذا ما أصبح رئيسَا للجمهورية.

كانت قيادات وشخصيات بارزة في "الأفلان" قد غيّرت في الأيام الأخيرة بوصلتها نحو المترشح عز الدين ميهوبي، بعد أن اختارت في بداية الحملة الانتخابية دعم عبد المجيد تبون

وقال ميهوبي في تجمع شعبي له بولاية الأغواط إنه "سيعمل إذا ما حظي بثقة الشعب الجزائري على رصِّ الصف ببناء جدار وطني وإعادة ترميم التيار الوطني بعد الهزات التي تعرض لها في الفترة الأخيرة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

مُرشح السلطة.. حرب بين المترشحين عبد المجيد تبون وعز الدين ميهوبي

 حوار | علي بن فليس: حاصر الحراك الجزائري التصحر السياسي والمغامرة بمصير الدولة