09-أبريل-2020

سوق فرحات بوسعد في العاصمة (تصوير: رياض كرامدي/أ.ف.ب)

تباينت آراء متابعين للشأن الصحّي والوقائي حول الإجراءات الجديدة التي أقرّتها حكومة عبد العزيز جراد، قصد الوقاية من تفشي وباء كورونا المستجد، وتضمّن القرار تمديد ساعات الحجر المنزلي الجزئي من الساعة الثالثة مساءً الى السابعة صباحًا، ويخص هذا الإجراء ولايات الجزائر العاصمة، وهران، بجاية، سطيف، تيزي وزو، تيبازة، تلمسان، المدية وعين الدفلى.

رخّصت الحكومة بعض النشطات التجارية للمنتجات والخدمات، في إطار تلبية حاجيات المواطنين والتموين

من ناحية أخرى، رخّصت الحكومة بعض النشطات التجارية للمنتجات والخدمات، في إطار تلبية حاجيات المواطنين والتموين، ومنحت هذه التراخيص لقطاعات عدة منها صيانة السيارات، قطع غيار السيارات، إصلاح العجلات، تجارة الحواسيب وتجهيزات الإعلام الآلي، إضافة إلى لوازم المستثمرات الفلاحية وتجارة بيع الخردوات والعقاقير المنزلية.

اقرأ/ي أيضًا: كلوروكين" يُشفي 237 مصابًا بكورونا والوفيات تتجاوز الـ 200 وفاةً"

خطوة في الطريق الصحيح

وفي ردود أفعال متفاوتة، استحسن جمع من المواطنين خطوة الحكومة، واعتبروها خطوة جيّدة في سبيل ضمان الحد الأدنى من تموين السوق، وتوفير ضروريات الحياة، إضافة إلى الاستجابة لحاجات المواطن وما قد يعترضه من طوارئ في حياته اليومية.

من جهتها، أثارت الممثلة الجزائرية نوال إيمان جدلًا كبيرًا على منصّات التواصل الاجتماعي، بعد توجيه رسالة إلى السلطات بعدم فرض الحجر المنزلي دون الأخذ بعين الاعتبار لبعض الحالات الطارئة والمستعجلة. موجّهة نداءً إلى رئيس الدولة عبد المجيد تبون بضرورة توفير الحد الأدنى من الخدمات، في مقابل فرض الحجر الصحّي على المواطنين.

 
 

الضرر أكثر من المنافع

في هذا السياق، يرى متابعون أن الحجر المنزلي الجزئي، وتمديد الحظر التجوال الصحّي، من الساعة الثالثة مساءً إلى السابعة صباحًا، يبقى من الإجراءات غير الفعالة في الحدّ من تفشي وباء كورونا، حيث أن هذا النوع من الاحترازات لا يمنع الاختلاط بين الأفراد والأصدقاء، ولا يفرض احترام إجراءات التباعد الاجتماعي. هنا، كتب الإعلامي محمد جرادة على صفحته في موقع فيسبوك معلقًا على قرار الحكومة: "الناس في سباق مع توقيت بداية الحجر زوالًا، اكتظاظ وازدحام".

من جهته، استنكر البروفيسور والطبيب سليم بن خدة فتح بعض النشطات التجاري،  وقال على صفحته في الفيسبوك أن فتح 14 نشاطًا تجاريًا جديدًا والإبقاء على الحجر الجزئي مع تقليص مدّة الخروج سيزيد من الازدحام والاتصال بين الناس ونشر العدوى.

وفي السياق ذاته، قال الصحافي مروان لوناس، أن البعض كان ينتظر تشديد إجراءات مواجهة انتشار الفيروس، في حين تقرر السلطات تشجيع الناس على الخروج، وإعادة ملء الشوارع نهارًا من خلال السماح ببعض الأنشطة التجارية . 

يتحجّج  هؤلاء في هذه التصريحات أن تحديد ساعات الحجر المنزلي من الساعة 15 زوالًا إلى الساعة السابعة صباحًا، من شأنه خلق حركية واسعة خلال هذه الفترة الزمنية، جراء ضيق الوقت.هنا، وقفت "الترا جزائر" على إقبال كبيرٍ على الأسواق والمتاجر في حركة غير اعتيادية، كما شهدت الشوارع حركة كثيفة وازدحامًا مروريًا في الطرق السريعة، وطوابير طويلة أمام المحلّات التجارية.

وبخصوص الإقبال على محلات المواد الغذائية، قال صاحب سوبيرات "زهور" بمحافظة حسين داي، بأنّ المحل يشهد إقبالًا كبيرًا منذ بداية تحديد ساعات الحجز المنزلي خاصة عند  الثانية زولًا، إذ يعرف توافدًا غير مسبوق للزبائن وبشكلٍ كبير جدًا، وأضاف المتحدّث أن الحجر المنزلي فرض تغيير أوقات العمل، بتمديد الفترة الصباحية والغلق في تمام الساعة الواحدة زوالًا، وهذا راجع حسبه إلى أن بعض العمال يقطنون في أماكن بعيدة. 

جدير بالذكر، أن مديرية الوظيف العمومي كانت قد حدّدت توقيت العمل ما بين الساعة الثامنة صباحًا والساعة الثانية بعد الزوال، وهي الخطوة التي تتماشى مع إجراءات الحجر المنزلي الجديدة.

تمويل شهر رمضان

 يرى بعض التجار من جهتهم، أن الإقبال في الأسواق والمتاجر خلال هذه الفترة من السنة عاديٌ جدًا، وغير مرتبط بتحديد فترة الحجر المنزلي، حيث أن شهر رمضان على الأبواب، إذ تشهد الأسواق خلال هذه الفترة بالتحديد حالة اكتظاظ وازدحام كبيرين قصد تمويل البيوت بمستلزماتها لشهر رمضان، كما تشهد بعض الأسواق بالعاصمة بدأ عرض بعض المنتوجات التي تميز هذه الفترة تحديدًا خاصّة المكسرات ومكوّنات الأطباق الخاصة بهذا الشهر والتي لا تتوفر غالبًا خلال بقية العام.

يبقى حلّ الحجر الشامل، أفضل خيارٍ قد تلجأ إليه الحكومة في خطوة تصعيدية لمواجهة هذا الوباء العالمي

لهذا، ومهما تكون مبرّرات الحكومة في تموين السوق أو توفير الحد الأدنى عبر السماح لبعض الأنشطة التجارية بالمواصلة خلال فترة الحجر هذه، فإنّ الأمر مرتبط حتمًا باحترام المواطن لجملةٍ من الإجراءات الوقائية، والتي يعدّ التباعد الاجتماعي أهمّها، إضافة إلى التقيد بشروط النظافة، ويبقى حلّ الحجر الشامل، أفضل خيارٍ قد تلجأ إليه الحكومة في خطوة تصعيدية لمواجهة هذا الوباء العالمي، اقتداءً بتجارب دول أخرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وزارة الصحة تدعو للمرافقة النفسية للمصابين بكورونا

إعلام الأزمات.. التلفزيون العمومي أمام امتحان استعادة المشاهد الجزائري