16-مايو-2019

من احتجاجات ورقلة على ارتفاع أسعار الكهرباء (إسلام صمادي)

احتج سكان عدد من مناطق الجنوب على ارتفاع فواتير الكهرباء، منظمين وقفات لمطالبة الهيئات الرسمية، وعلى رأسها الشركة الوطنية للكهرباء والغاز، مسح الفواتير طيلة فترة الصيف وتزويدهم بالإمكانيات اللازمة لمجابهة الحرّ.

خرج سكان عدد من ولايات الجنوب في احتجاجات على ارتفاع فواتير الكهرباء، مطالبين بإيجاد حل جذري لمشكلة تتكرر كل صيف

وخرج سكان كل من مناطق ورقلة وتيماوين وأدرار وبشار، في وقفات احتجاجية أمام مقرات الشركة الوطنية للكهرباء والغاز، لحملها على مراجعة الفواتير التي باتت تثقل كاهل السكان في الصيف. كما قدموا عريضة احتجاجية موقعة من قبل أعيان المناطق للدفع بتسريع إيجاد حل للأزمة المتكرر صيف كل سنة. 

فواتير الكهرباء تثقل جيوب سكان الجنوب الجزائري

اقرأ/ي أيضًا: فواتير الكهرباء والغاز تستنزف جيوب الجزائريين

وتعرف مدينة ورقلة تحديدًا، احتجاجات متكررة بسبب ارتفاع فواتير الكهرباء، حيث يطالب المواطنين بإيجاد حل للأزمة المتفاقمة في شهور الصيف، بتغفيض قيمة الكهرباء، بعد مسح الفواتير المتراكمة.

الجنوب الغني الفقير!

وتعد ولايات الجنوب منجمًا للثروات الطبيعية وعلى رأسها النفط، ومع ذلك تزداد معدلات الفقر والحاجة بين مواطني الولايات الجنوبية، وتكرر احتجاجاتهم المطلبية، ومن بينها الاحتجاجات على كلفة الكهرباء كل صيف.

يقول طالب في كلية العلوم السياسية بجامعة الوادي، من مدينة بشار، إن "مناطق الجنوب منجم لمختلف الثروات الطبيعية. ومع ذلك سكان الجنوب محرومون من الكثير من الحقوق".

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها العديد من الشعارات الاحتجاجية، من بينها شعار متكرر هو "متى نحس أننا جزائريون"، يلخص جملة المشاكل التي يعيشها سكان ولايات الجنوب، الذين "سئموا الوعود السياسية غير المجدية"، وفقًا لحضر بنيوب، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة تمنراست.

وقال بنيوب لـ"الترا جزائر" إن "الجنوب الجزائري على فوهة مشاكل ساخنة منذ سنوات، وكل مرة يفتح ملف فواتير الكهرباء يتلقى السكان وعود بتوسية وضعية مؤقتة، كأن تخفض شركة سونلغاز الفواتير، غير أنها لم تحل المشكل من أساسه".

احتجاجات ورقلة على فواتير الكهرباء

وأوضح بنيوب أن احتجاجات سكان الجنوب على الفواتير ليست الأولى من نوعها، ففي 2016 خرج السكان في مناطق مختلفة بعد قرار السلطات رفع أسعار الكهرباء والغاز. ولم تف السلطات أيضًا بالوعود التي أطلقتها آنذاك.

من جانبه اعتبر الناشط الحقوقي من منطقة بشار، علي لمهاني، في تصريح لـ"الترا الجزائر"، أن الولايات الجنوبية "منكوبة"، محيلًا إلى الحرارة المرتفعة طوال فصل الصيف، والتي قد تصل 50 درجة مئوية وفقًا للسكان، وذلك بدءًا من شهر أيار/مايو الجاري إلى نهاية آب/أغسطس، وقد تمتد الفترة حتى أيلول/سبتمبر.

وقال لمهاني إن مشكلة الولايات الجنوبية تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة، التي تدفع السكان إلى استخدام المكيفات الهوائية واستهلاك كميات كبيرة من الكهرباء، لتصل فاتورة الكهرباء إلى 40 ألف دينار جزائري، "وهو لا يقدر على دفعه عامل أو موظف".

فيما قال سليمان سعداوي، النائب البرلماني عن حزب جبهة التحرير الوطني، في تصريح لـ"الترا جزائر"، إن مناطق الجنوب الجزائري "تتحمل عبء فشل الحكومة"، مؤكدًا على أن فواتير الكهرباء "مبالغ فيها في ولايات الجنوب، في نفس الوقت الذي يضطر فيه أهالي الجنوب إلى استخدام مضاعف للمبردات والمكيفات في فترة الصيف".

احتجاجات ورقلة على فواتير الكهرباء

وطالب سعداوي من الحكومة الجزائرية مراجعة جدول تسعيرات الكهرباء في مختلف المدن الجزائرية بما يتماشى مع الطابع المناخي والجغرافي للمناطق الصحراوية.

7 أشهر بفواتير مبالغ فيها

وعلى الأرض يتحدث سكان الولايات الجنوبية بأن الظروف المناخية تدفعهم إلى استعمال المكيفات منذ بداية شهر أيار/مايو على الأقل، وربما من قبله، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، الأمر الذي قد يحتاج إلى "سياسة طاقوية وخصوصية في التسيير، خصوصًا فيما يتعلق بالموارد ذات الاستهلاك الواسع"، كما يقترح عمار حمروني، عضو جمعية "ناس الخير" بولاية أدرار.

وأشار حمروني إلى وجود عدة مقترحات من أجل تسيير الطاقة الكهربائية في الجنوب، وأهمها رفع نسبة الاستهلاك للاستفادة من دعم الدولة خلال فترة الصيف، فيما يطالب البعض إضافة إلى دعم الحكومة، بسن معاملة دفع الفواتير بالتقسيط حتى بعد دعم الحكومة للولايات الجنوبية.

هذا وتتعاظم المشاكل الاجتماعية في ولايات الجنوب. وترى الباحثة في علم الاجتماع نورية بن بوزة، أن الجنوب "مازال مهمل رغم أنه الممون الرئيسي للجزائر بفضل مداخيل الغاز والنفط والكهرباء". 

رغم أنها مدن تنام على الغاز والنفط، إلا أن مناطق الجنوب تعرف احتجاجات اجتماعية متكررة بسبب الفقر والتهميش

وقالت بن بوزة لـ"الترا جزائر"، إن الاحتجاجات المتكررة التي تعرفها مناطق الجنوب منذ سنوات، تخرج من مدن "تنام على الغاز والنفط"، بتعبيرها، ومع ذلك تجتاح البطالة شبابها، وتعرف ولاياتها إجمالًا تهميشًا في الصحة والنقل والتزويد بالمياه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجنوب الجزائري صيفًا.. موسم الهجرة شمالًا

البطالة تدفع شباب الجزائر إلى الصحراء