بعث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم السبت، برسالة تعزية إلى عائلة المناضل السياسي الفرنسي، ألبان ليشتي، الذي وافته المنية أول أمس الخميس.
تبون: الجزائر فقدت برحيل ليشتي أحد أصدقاء الثورة الجزائرية البارزين ومناضلا فذا من أحرار العالم
وجاء في رسالة التعزية: "ببالغ التأثر، بلغني نبأ وفاة المناضل السياسي الفرنسي، ألبان ليشتي، أحد أصدقاء الثورة الجزائرية البارزين، والذي رفض حمل السلاح في وجه الشعب الجزائري عقب تجنيده من قبل الاستعمار الفرنسي".
وأضاف: "وإذ تفقد به الجزائر مناضلا فذا من أحرار العالم، أتقدم باسمي الخاص، وباسم الشعب الجزائري، بأصدق التعازي وعميق المواساة إلى أسرته وإلى أحرار العالم من أمثاله".
والخميس، رحل، المناضل ألبان ليشتي، وهو أوّل مجند فرنسي دافع عن القضية الجزائرية وأول من رفض إطلاق النار على الشعب الجزائري إبان ثورة التحرير الوطني، عن عمر يناهز 89 عاما.
وكان ألبان ليشتي، قد تظاهر وهو في عمره 21 عامًا، رافضا القمع والعنف الممارس ضد الشعب الجزائري ليصبح أول جندي فرنسي يرفض حمل السلاح ضد الجزائريين.
وخلال حزيران/جوان 1956، تم إبلاغ كتيبة ألبان بالمغادرة اتجاه الجزائر. وفي 2 تموز/جويلية من نفس السنة، رفع، قلمه ليخاطب رئيس الجمهورية الفرنسية وقتها رينيه كوتي، قائلا: "في هذه الحرب، الجزائريون هم الذين يدافعون عن نسائهم وأطفالهم ووطنهم، إن الجزائريين هم الذين يناضلون من أجل السلام والعدالة."
وأضاف: "لهذا السبب لا أستطيع حمل السلاح ضد الشعب الجزائري الذي يناضل من أجل استقلاله."
وفي اليوم الخامس تم إرساله إلى الجزائر العاصمة، أين تم تصنيفه من قبل الاحتلال على أنه "جبان"، و"فرنسي سيئ"، ويجب عليه أن يوضح موقفه للجنود الآخرين الذين اتسموا بالعدوانية والهمجية.
وقضى ألبان ليشتي فترة طويلة في سجون الاستعمار العسكرية في الجزائر (تيزي وزو، حسين داي)، ثم في سجون فرنسا، ليُطلق سراحه في 8 آذار/مارس 1962، بعد ست سنوات قضاها وراء القضبان.