18-ديسمبر-2017

سلمان وترامب وجهًا واحدًا حسب لافتة جماهير نادي عين مليلة (تويتر)

بات من المثير للدهشة بالنسبة للكثيرين والداعي إلى الدراسة والبحث علاقة الجزائر حكومةً وشعباً بالقضية الفلسطينية، فقد بقيت محكومة بالشّعار الذي أطلقه الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين في سبعينيات القرن العشرين "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". ولم يتغيّر حماس الجزائريين للحقّ الفلسطيني بتغيّر الأجيال.

رفعت جماهير نادي عين مليلة الجزائري صورة تجعل من وجهي ترامب والملك سلمان وجهًا واحدًا مع عبارة تقول إنهما وجهان لعملة واحدة

فرغم ما يُقال عن الجيل الجديد في الجزائر، خاصّة المولودين مع مطلع القرن الواحد والعشرين، من قبيل كونه مستقيلًا من الانشغال بالقضايا السّياسية، ويُعدّ همّه الأكبر أن يجد فرصة للهجرة ولو بطريقة غير نظامية إلا أن انخراطه في مساندة القضية الفلسطينية ظلّ قويًا وثابتًا. وتجلّى ذلك في معظم المقابلات الرّياضية التي تجرى في إطار البطولة الوطنية، حيث لا تخلو مقابلة من ترديد الأنصار لشعار "فلسطين الشهداء.. فلسطين الشّهداء".

اقرأ/ي أيضًا: لو كنتُ فلسطينيًا لرفعتُ العلم الجزائري

في سياق هذا الحماس الشبابي الجزائري لصالح كلّ ما يمتّ للحقّ الفلسطيني بصلة، وتفاعلًا مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ضاربًا بالحق والأعراف والقوانين الدّولية عرض الحائط، رفعت الجماهير المناصرة لفريق نادي عين مليلة في الشّرق الجزائري صورة مكبّرة تجعل من وجهي الرئيس الأمريكي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وجهًا واحدًا، وإلى جانبها صورة المسجد الأقصى مع عبارة باللغة الإنجليزية تقول إنهما وجهان لعملة واحدة.

يُفهم من الصّورة والتّعليق المرافق لها حجم استياء الجزائريين من الموقف السعودي المتواطئ بخصوص القرار الأمريكي، بالمقارنة مع مواقف دول أخرى، مثل تركيا التي قال رئيسها رجب طيّب أردوغان إنه سينقل سفارة بلاده إلى القدس الشّرقية بصفتها عاصمة لدولة فلسطين.

اقرأ/ي أيضًا: كنت فدائيًا في فلسطين

في هذا السياق، يعلق المصوّر عماد طيايبة في تصريح لـ"الترا صوت" أن الجزائريين لم يتجنّوا على العاهل السّعودي برفعهم لهذه الصّورة، "فهم انطلقوا ممّا يُقدّم به نفسه، من كونه خادم الحرمين الشّريفين والأب الرّوحي للأمّة الإسلامية، بينما لا يستغلّ هذا الثقل الرّمزي في تعطيل المشاريع الهادفة إلى تهويد القدس". ويسأل: "أ ليس المسجد الأقصى ملحقًا، من حيث القداسة بالحرمين الشّريفين في مكّة والمدينة بصفته أولى القبلتين ومسرى رسول الإسلام؟ فلماذا لا يكون الملك السّعودي خادمًا له أيضًا بحمايته وتمويل المشاريع الهادفة إلى الحفاظ على هويته الحقيقية؟".

من جهة ثانية، يقول الممثل أيمن بودواني لـ"الترا صوت" إن السعوديين مطالبون بأن يقنعوا العالم بأن حكومتهم ليست متخاذلة في حقّ الفلسطنيين، "ما معنى أن تصنّف منظمات المقاومة في خانة الإرهاب بينما تسعى إلى فتح جسور مع حكومة الاحتلال؟". ويضيف: "قبل أن يلومونا نحن الجزائريين على هذه الخطوة عليهم أن يسألوا حكومتهم عمّا فعلته؟".

تؤكد لافتة جماهير نادي عين مليلة الجزائري مدى استياء الجزائريين من الموقف السعودي إزاء قرار ترامب والتوجه الواضح نحو التطبيع سعوديًا

يذكر أنه حسب منابر إعلامية سعودية، فقد صرح السّفير السعودي في الجزائر سامي بن عبد الله الصالح أنه "جارٍ التّأكد من الأمر"، مضيفًا "هذا واجبنا ولا خير فينا إن لم نقم به. لن نترك هذه الخطوة دون ردّ".

وفهم ردّ السفير السعودي من طرف قطاع واسع من الجزائريين على أنه تهديد، فكثرت التعليقات حوله.

كتب الإعلامي قادة بن عمار: "تهديد السّفير السّعودي للجزائريين سيجعله يشاهد لافتة جمهور عين مليلة تنتشر في كلّ الملاعب والسّاحات قريبًا". فيما قال المعارض الجزائري المقيم في الخارج محمد العربي زيتوت "إن الشعوب المسلمة تدرك الحقّ بطبيعتها".

وعلق الكاتب ورئيس تحرير صحيفة العرب القطرية عبد الله العذبة: "سفير ملك السعودية في الجزائر يتوعد ويهدد بعد رفع هذه الصورة من طرف أنصار فريق عين مليلة. أعتقد أن الأقدر على هذه المسائل الحساسة هما المستشاران في الديوان الملكي السعودي دليم وتركي وناسة وليس السفير لمحدودية خبرته بالشيلات والأغاني". وذهب أحد النشطاء إلى القول ساخرًا "ألم يصرح الشيخ السديس أن الرئيس ترامب والملك سلمان يقودان العالم إلى مزيد من السلام؟ لقد قامت الجماهير الجزائرية إلى ترجمة التّصريح إلى صورة".

تفاعل الجزائريين مع لافتة جماهير عين مليلة

 

اقرأ/ي أيضًا:  

تغريدة عن القدس تطيح بعلا الفارس من "MBC"!

صورة كاملة للصفقة الكبرى.. هكذا سعى ابن سلمان للاعتراف بالقدس والضفة لإسرائيل