18-أكتوبر-2024
إمام

(فيسبوك)

عُثِر، فجر أمس الخميس، على إمام مسجد علي بن أبي طالب، المدعو مزيان جلال، بمنطقة الدهسة، في برج بوعريريج، مشنوقًا ببيت الوضوء، وفق مصادر متطابقة.

مصالح الأمن تحقّق في القضية التي أثارت جدلًا واسعًا وفتحت مجدّدًا ملف الجمعيات الدينية المسجدية

ونعت مديرية الشباب والرياضة لولاية برج بوعريريج (شرق)، الإمام الراحل مزيان عبر فيسبوك قائلة: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الإمام مزيان جلال إمام مسجد أبي بكر الصديق الدهسة، بلدية برج زمورة."

وتقدّم مدير الشؤون الدينية والأوقاف، لخضر فنيط، باسمه وباسم كافة موظفي القطاع بالتعازي الخالصة إلى عائلة الفقيد.

ونقل موقع "الخبر" بأنّ مصدرًا من مديرية الشؤون الدينية أكّد "تشريح جثة الضحية، ونقلها إلى مسقط رأسها، بولاية عين الدفلى، مع وفد من الأئمة وسكان منطقة الدهسة لتقديم العزاء لأسرة الفقيد."

ولفت إلى أنّ "نتائج التحقيق حول الحادثة سيكشف عنها لاحقًا".

آخر رسالة..

ووفق رسالة تداولها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، سبق، وأنّ حذّر الإمام المغدور من "ضغوط يتعرّض لها من الجمعية الدينية واستحواذها على مفاتيح المسجد والتدخل في تسيير شؤون المسجد."

وفي الشكوى التي وجهها الإمام زيان جلال إلى مديرية الشؤون الدينية، فإنّه "كان الموظف الوحيد في المسجد. وأقوم بالآذان والصلوات الخمس وبالتعليم القرآني والدروس الليلية بعد المغرب لا سيما الخطب ودروس الجمعة والسهر على إطفاء المصابيح في المسجد.... إلخ من المهام الأخرى."

ودعا في الرسالة إلى "التدخل وإضافة إما قيّم أو مؤذن أو أستاذ تعليم قرآني، خاصة وأن اللجنة المسجدية منعت المتطوعين الذين يحبون أداء شعائر الله في المسجد بأن لا يقوم بأي مهمة في المسجد وهذا من أجل عدم مساعدتي."

وزاد: "ولعلمكم سيدي المحترم بأنه قد مضى لي 03 سنوات في هذا المسجد ولم ألقى أي مشكل من طرف المصلين ورواد المسجد."

وأشار إلى أنّ "رئيس الجمعية في المسجد تجرّأ بالإساءة لي وأهانني ورفع صوته علي أمام المصلين والقذف في شخصيتي وشرفي، وأهان حتى سيادتكم المحترمة..."

تضامن..

وخلّفت حادثة مقتل الإمام مزيان جلال، بمسجد علي بن أبي طالب، حالة من التضامن والتآزر على منصات التواصل الاجتماعي. حيث دوّن فاروق ابن زياد، قائلًا: "رحمك الله وأسكنك فسيح جناته إمامنا الفاضل جلال مزيان إمام مدرس بمسجد علي إبن أبي طالب الدهسة بلدية برج زمورة ولاية برج بوعريريج.. وقد كان إمامًا بأحد مساجدنا ويشهد له كل سكان بلدية إبن زياد ولاية قسنطينة بالطيبه والأخلاق الفاضلة وحسن المعاملة وهو إنسان متمكن في القرآن والسنة نزل علينا خبر وفاته وهو في عز شبابه كالصاعقة حزن عليه الكبير والصغير."

وتأسّف فاروق لما جاء في رسالة الإمام المغدور إلى مديرية الشؤون الدينية "قبل وفاته، كتب هو شخصيا يشتكي إلى مديرية الشؤون الدينية لولاية برج بوعريريج، عن المشاكل التي كان يعاني منها مع بعض الأشخاص."

كما تساءل هنا "نطرح بعض الأسئلة عن أسباب الوفاة (نعلم أن الأجل والموت حق والساعة حق) ولكن أسباب الوفاة تبقى مجهولة وغامضة". ولهذا "نطلب من السلطات المعنية لولاية برج بوعريريج فتح تحقيق في أسباب وفاة شيخنا الجليل رحمة الله عليه".

وتداولت صفحات كبرى رسالة الشكوى التي تقدّم بها إمام مسجد علي بن أبي طالب، مؤكدة بأنّه "لاتزال أهم المشكلات والعائقات للسادة الأئمة هي الجمعيات الدينية التي تجاوزت حدودها ومهامها الخاص من بناء وترميم وصيانة."

كما حمّل متفاعلون مع خبر العثور على الإمام مشنوقًا المدير الولائي للشؤون الدينية والأوقاف وكذا الإدارة المسؤولية الكاملة في عدم إنصاف الإمام والتدخل من أجل إعادة الاعتبار له.

 

مسجد