11-أبريل-2020

الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية، محمد السعيد (الصورة: أوراس)

فريق التحرير - الترا جزائر

أثارت تصريحات الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية، محمد السعيد، حول مسؤولية مظاهرات الحراك الشعبي في تفشي وباء كورونا، استهجان وجود بارزة في المظاهرات، بسبب غياب الدقة في كلام المسؤول.

جاء كلام محمد السعيد في معرض ردّه على سؤال حول وجود تضييق على حرية التعبير والإعلام

وقال محمد السعيد، في حوار له مع التلفزيون العمومي، إن من كانوا يدعون للخروج للمظاهرات يوم الثلاثاء والجمعة وأرادوا أن يضيف يوم السبت، لديهم مسؤولية في انتشار فيروس كورونا، بتصرّفهم وقد يكونون مسؤولين عن وفيات حدثت بسبب المرض.

وجاء كلام محمد السعيد، الذي كان من وجوه المعارضة قبل فترة، في معرض ردّه على سؤال حول وجود تضييق على حرية التعبير والإعلام وسجن الصحفيين في الفترة الأخيرة.

وأضاف أن "حرية التعبير مصونة دستوريًا إذا كانت تحترم القانون، أمّا إذا خرجت عن إطارها القانوني فتصبح من اختصاص العدالة"، لافتًا إلى أن "حرية الصحافة هي وسيلة لبناء المجتمع وليس للإساءة إليه وإلى مقومات الدولة".

ولاقى كلام محمد السعيد، استهجان كثير من النشطاء، بسبب ربطه انتشار فيروس كورونا بالمظاهرات، على الرغم من التزام الحراك الشعبي بالحجر الصحي وتعليقه كليًا التظاهر.

وذكر سعيد صالحي، نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، ردًا على كلام الناطق باسم الرئاسة، إن الحراك قرّر إراديًا و تلقائيًا تعليق كل المسيرات وإقرار هدنة صحية، حفاظًا على الصحة العمومية تفاديًا الانتشار الوباء بعد المسيرة 56، عكس السلطة التي لا زالت تمارس القمع وتستغل هذه الهدنة لكسر الحراك الشعبي و ملاحقة نشطائه.

وأبرز عبد الغني بادي المحامي والحقوقي، أن يوم الجمعة 20 آذار/مارس 2020 بمناسبة المسيرة 57، كانت الشوارع خالية من المتظاهرين، وذلك قبل الإعلان الرسمي عن الحجر الصحي الجزئي بتاريخ 25 آذار/مارس وقبل منع التجمعات العمومية.

وأضاف بادي في منشور له، أن المواطنين كانوا يطالبون بغلق المجال الجوّي مع الدول الأوروبية التي تفشى فيها الوباء، لكن السلطات تباطأت في ذلك.

وتحدث نشطاء آخرون عن اعتراف السلطات نفسها بأن 90 في المائة من حالات العدوى في الجزائر، كانت عن طريق الاتصال بأشخاص قادمين من الخارج.

وعُرف محمد السعيد خلال مساره السياسي، بالتجوال بين السلطة والمعارضة، فقد شغل منصب وزير الإعلام سنة 2008 في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، قادمًا من حزب معارض، ثم قام بنفس السلوك مع الرئيس الحالي، الذي قبل عرضه بالالتحاق بالرئاسة رغم أن حزبه كان من معارضي تنظيم الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وزارة الصحة تدعو للمرافقة النفسية للمصابين بكورونا

إعلام الأزمات.. التلفزيون العمومي أمام امتحان استعادة المشاهد الجزائري