01-فبراير-2024
الأمين العام السابق للأفلان

(الصورة: الحوار الجزائرية)

احتفت قنوات إعلامية حكومية بذكرى رحيل الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري الذي كان من الشخصيات المغضوب عليها بسبب مواقفها من السلطة في فترة الأزمة الأمنية وما تلاها.

عبد الحميد مهري عرف بشخصيته القوية خلال توليه قيادة حزب جبهة التحرير الوطني أثناء فترة الأزمة الأمنية سنوات التسعينات

ونظمت اليوم الخميس جريدة المجاهد الحكومية بالجزائر العاصمة ندوة تاريخية تم خلالها استذكار المسار النضالي للمجاهد والدبلوماسي السابق عبد الحميد مهري بمناسبة إحياء الذكرى الـ12 لرحيله.

وتحدث وزير التربية السابق، علي بن محمد، بهذه المناسبة إلى دور الراحل عبد الحميد مهري في هيكلة المنظومة التربوية الوطنية، مشيرا الى أنه كان "رجلا متكامل المعارف والقيم".

وأبرز بن محمد أن مساهمة عبد الحميد مهري، بعد تعيينه أمينا عاما لوزارة التربية في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، كان لها "أثر إيجابي"، حيث "نجح في إعادة هيكلة المنظومة التربوية وكان له الفضل في انشاء الطور الثاني المتوسط في سلك التعليم".

ولفت الوزير السابق الى مساهمته في "التعريب التدريجي للمدرسة الجزائرية وفرض إجبارية التعليم لكل المتمدرسين إلى غاية الانتهاء من الطورين الأول والثاني".

كما نوّه القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، نذير بولقرون، بمسار الراحل عبد الحميد مهري منذ انضمامه الى الحركة الوطنية، مرورا بالمسؤوليات التي تقلدها بعد الاستقلال بوزارة التربية الوطنية وعلى المستوى الدبلوماسي وكذا على رأس حزب جبهة التحرير الوطني.

وأكد بولقرون وهو صحفي وكاتب بـ"الحنكة الدبلوماسية والتفاوضية التي تميز بها الفقيد مهري"، ودوره في معالجة الأزمة التي عرفتها البلاد خلال الفترة التي عين فيها أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني (1988-1996).

وعرف عبد الحميد مهري بشخصيته القوية خلال توليه قيادة حزب جبهة التحرير الوطني أثناء فترة الأزمة الأمنية سنوات التسعينات، حيث رفض الانخراط في مسار السلطة آنذاك على الرغم من أن حزبه كان دائما في صف الموالاة.

 وطالب الراحل بحل سياسي يجمع جميع الأطراف بمن فيهم الإسلاميون الذين دخلوا في صراع مع السلطة بعد إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لسنة 1991، حيث شارك في مسار سانتيجيديو الذي جمع أقطاب المعارضة الجزائرية آنذاك بالعاصمة الإيطالية روما.

لكن الراحل بفعل سياساته لم يعمر طويلا على رأس الحزب وتم الإطاحة به في ما عرف بالمؤامرة العلمية، وتعرض إثر ذلك لتهميش استمر بقية سنوات عمره.