22-فبراير-2022

قدامى المحاربين في صفوف الحركى (تصوير: توماس سامسون/أ.ف.ب)

أكد الباحث في ملف "حرب الجزائر" بيار دوم، في كتاب "آخر المحرمات" أن غالبية الحركى الجزائريين قرروا البقاء في بلادهم بعد الاستقلال ومغادرة الفرنسيين عام 1962.

بيار دوم: غالبًا ما كان سبب التحاق الحركى بالجيش الفرنسي هو أن عائلاتهم كانت تموت جوعًا في معسكرات الاعتقال

ويشير بيار دوم أنه بعد الاستقلال، بقي غالبية الحركى في الجزائر ولم تصدر جبهة التحرير الوطني أمرًا بإعدامهم، مضيفًا " في فرنسا كما في الجزائر، الخطابات السائدة مليئة بالأخطاء".

وأوضح المتحدث "أول خطأ كبير هو الاعتقاد بأن الحركى التحقوا بالجيش الفرنسي حبّا في العلم الفرنسي، وبخيار أيديولوجي". معلّقا " في الغالب، كان السبب أن عائلاتهم كانت تموت جوعًا في معسكرات اعتقال أنشأها الجيش الفرنسي ".

وتابع " فيما وقع آخرون بين مطرقة عنف الجيش الفرنسي وسندان بعض عناصر جيش التحرير الوطني. وبالنسبة للبعض، كان السبب النزاعات العشائرية القديمة الموروثة عبر الأجيال".

ويكشف الكتاب الذي كان ثمرة تحقيق دام لسنتين بأن "الغالبية العظمى من الحركى عادوا إلى قراهم، لكن كثيرين منهم اعتقلوا وتعرّضوا للتعذيب. فقد أنشأت جبهة التحرير الوطني محاكم شعبية وتم إعدام الحركى المتهمين بالتعذيب أو الاغتصاب على الفور، وهناك حديث عن آلاف وحتى بضع عشرات آلاف من القتلى بين صفوف الحركى".

 وأردف دوم "أما في فرنسا، فمن بين 90 ألف شخص وصلوا في عام 1962، توزّع النصف دون أن تعرف هوياتهم في مناطق عدة، والنصف الآخر احتُجز في معسكرات في ظروف معيشية مهينة، حرمان من الحرية وعزل عن المجتمع الفرنسي وتعليم سيء الأطفال، ورعاية طبية مزرية وعنصرية من الحراس".

وفي تصريحات مشابهة، قالت الوزيرة المنتدبة المكلفة بشؤون الذاكرة وقدامى المحاربين، جينيفيف داريوسيك، إن "ظروف حياة الحركى في فرنسا بعد نهاية ثورة التحرير الجزائرية صفحة قاتمة لفرنسا".

وأوضحت في تصريحات صحفية أن "نحو نصف الحركى الجزائريين تم ترحيلهم إلى مخيمات وضِياع أنشأت خصيصًا لهم".

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد 60 سنة من التهميش.. فرنسا تتّجه للاعتراف بالحركى وتعويضهم ماليًا

فرنسا تعتذر من الحركى.. ورقة انتاخبية أم تسوية تاريخية؟