03-مايو-2023
ريمة

(الصورة: مدريد توتال)

من على شرفة صغيرة في مستشفى إيزابيل زندال بالعاصمة الإسبانية مدريد، تسترق ريمة عنان بعض أشعة الشمس وهي بالكاد تستطيع أن تضع لباسًا على جسدها الغارق في الحروق، بعد أن حاول جارها أن يحرقها حيّة شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي بعد أن رفضت الزواج منه.

ريمة: أرَدْتُ أن أموت لكن الآن سأروي قصتي

في مقابلةٍ مع صحيفة "مدريد توتال" تروي ريمة تفاصيل قصّتها الحزينة والمؤلمة، وكيف عادت إلى الحياة بأعجوبةٍ، تقول ريمة التي أُحرقت حية في الجزائر، وأُعيد إحيائها في مدريد: "أردت أن أموت لكن الآن سأروي قصتي".

تَظْهر ريمة في صور نشرتها الصحيفة وهي ترتدي لباس نوم يكشف عن حروق من الدرجة الثالثة والرابعة، وهي أخطر الحروق التي تم تشخيصها، والتي أتت على 70 بالمائة من جسدها، فقد أحرقها أحد جيرانها حيَّةً بينما كانت تنتظر الحافلة للذهاب إلى العمل، بعد أن أوقفت العلاقة التي كانت بينهما، تقول ريمة أنه قال لها "إذا لم تكوني ملكي، فلا يمكن أن تكوني لأحد".

رغم أنها لا تتقن اللغة الإسبانية، ولا تكاد تتلفّظ إلا بكلمة "شكرًا"، إلاّ أنّها كشفت عن رغبتها في البقاء والعيش في إسبانيا، حيث تودّ الشابة الجزائرية إكمال حياتها في البلد الذي عادت إليه من جديد إلى الحياة، بعد أن تم إرسالها بصفة مستعجلة للعلاج.

تملأ الدموع عيني ريمة وهي تتذكر الأسابيع التي عاشتها بعد الحادثة ، فقد طلبت عائلتها المساعدة الطبية في فرنسا وإسبانيا، هنا أوضحت ريمة أنّ "فرنسا طلبت المال مقدمًا لبدء إجراءات دخولها"، على عكس إسبانيا التي فتحت لها أبواب مستشفياتها، وفي غضون ساعات قليلة، تم نقل ريمة إلى وحدة الحروق في مستشفى لاباز.

وصلت الشابة الجزائرية البالغة من العمر 28 عامًا على متن طائرة طبية برفقة شقيقها الذي بالكاد يتحدث الفرنسية قليلاً، بعد أكثر من أسبوعين من الغيبوبة، استيقظت المعلّمة الشابة في بلد غريب حيث لا يتحدث أحد لغتها، على حد قولها.

تُوَاصل ريمة رواية قصّتها: "عندما استيقظتُ، كنت أظن أنّني متزوجة ولديّ ولد. كان هذا أول ما سألت به أخي"، وتشرح ذلك: "وفقًا للأطباء فإن آلية الدفاع هذه شائعة جدًا، فأثناء الغيبوبة، يتم إنشاء حقيقة موازية في عقل المريض".

تعترف ريمة أنّ "المعجزة التي حدثت مع عودتها إلى الحياة، لم تحدث داخل كيانها، كانت مرتبكة، محطمة، تعاني من ألم شديد وفي حالة صحية حرجة، لم تكن ترغب إلا في الموت".

بدأت ريمة تتعافى تدريجيًا من الحروق التي يعاني منها جسدها، بفضل الكثير من العلاج الطبيعي ، يمكنها التحدث مرة أخرى والمشي بخفة، تفكر في مستقبلها بينما تتعلم اللغة الإسبانية لأنه إذا كان هناك شيء واحد واضح لها، فهو أنها تريد البقاء والعيش في إسبانيا.

تقول ريمة: "هنا أشعر بأمان وحماية أكبر، ما حدث لي يمكن أن يحدث للعديد من النساء لأننا نعامل كشيء لا يصلح إلا للزواج وإنجاب الأطفال فقط، في إسبانيا يمكنني أن أكون ما أريد".