11-يناير-2020

لقاء وزير الخارجية الجزائري بنظيره التركي (تصوير: فاتح أكتاس/الأناضول)

الترا جزائر - فريق التحرير

تراجعت مصر خطوة للوراء، في مغامرة دعم الجنون العسكري للواء المتقاعد خليفة حفتر، وتوسعه نحو المناطق الغربية في ليبيا، وأعادت ضبط بوصلتها الدبلوماسية على الحلّ السياسي.

سارعت السلطات المصرية، إلى إرسال وزير خارجيتها سامح شكري إلى الجزائر

وأمام إصرار الرئيس التركي طيّب رجب أردوغان، على إرسال قوّات عسكرية لدعم حكومة الوفاق في ليبيا، اضطرت القيادة المصرية، إلى البحث عن حلفاء جدد للوقوف ضدّ سعي تركيا، لإيجاد موطئ قدم في دولة تقع على الحدود المصرية.

وسارعت السلطات المصرية، لمواجهة هذه التطوّرات الجديدة، إلى إرسال وزير خارجيتها سامح شكري إلى الجزائر المتحفّظة عن للحلّ العسكري، والرافضة رفضًا مطلقًا في الوقت نفسه، للدعم المصري السعودي الإماراتي الفرنسي، للواء خليفة حفتر، إذ تؤكّد أنها تعترف بحكومة الوفاق كممثلِ شرعي للشعب الليبي، وتعتبر طرابلس خطًا أحمرًا.

وأظهر بيان الرئاسة الجزائرية، عقب استقبال سامح شكري، نوعًا من التحوّل في الموقف المصري، حيث عبّر البلدان عن قلقهما من الوضع في ليبيا وتداعياته على الأمن والسلم في المنطقة "نتيجة التدخّلات الأجنبية التي تغذي النزاع المسلّح، القائم في هذا البلد الشقيق".

وأضاف البيان أن "هذا الوضع الخطير، يشكّل مصدر قلق بالغ لدى البلدين، يزداد تفاقمًا بالتصعيد العسكري الملاحظ في الميدان، وجمود المسار السياسيّ، مما يستلزم عدم ادّخار أي جهدٍ من أجل وقف إراقة الدماء فورًا، حتى تتوفّر الشروط الملائمة التي تسمح باستئناف المسار التفاوضي، والوصول إلى حلّ سياسيٍّ شامل، يحفظ ليبيا شعبًا وترابًا، ويعزّز الاستقرار في المنطقة". 

وفي ختام هذه المقابلة، جرى "الاتفاق على العمل من أجل أن تكون الندوة الدولية، حول ليبيا المزمع عقدها في برلين منطلقا جادًا لحلٍّ سياسي للأزمة الليبية، وكذلك تم الاتفاق على المزيد من التنسيق والتشاور والعمل المشترك،  لما للجزائر ومصر من قدرة على تقديم مساهمة حاسمة للتعجيل بإنهاء مأساة الشعب  الليبي الشقيق عن طريق الحل السياسي الدائم والشامل".

وحرصت الجزائر على لسان أعلى سلطة فيها، على التأكيد للجانب المصري، بأن " أن القوّة العسكرية مثلما أظهرته التجارب، لا تحلّ المشاكل بل إن الحلّ الوحيد للأزمات مهما استفحلت هو الحلّ السياسي".  وجدّد الرئيس تبون بهذه المناسبة "رفض الجزائر أن يكون دم أشقائنا الليبيين، ثمنًا لحماية المصالح الأجنبية في هذه الربوع".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجزائر تفعّل أعلى هيئة أمنية للعب دورٍ أكبر في ليبيا ومالي

دور الجزائر في الأزمة الليبية.. تقليصًا لمساحة فرنسا ومصر والإمارات