22-أكتوبر-2024
شارع بيجو ليون (صورة: إكس)

شارع بيجو في ليون (صورة: إكس)

أعلن "الاتحاد الجزائري"، وهي جمعية للجالية الجزائرية في فرنسا، رفع دعوى قضائية ضد عمدة مدينة ليون، غريغوري دوسيه، وبلدية ليون بتهمة "تمجيد جرائم الحرب"، عل خلفية الاحتفاظ باسم السفاح بيجو في أحد أكبر شوارع المدينة.

الحملة متواصلة لتطهير شوارع فرنسا من اسم السفاح بيجو

ويثير اسم شارع يحمل اسم السفاح الفرنسي "توماس بيجو"، في الدائرة السادسة للمدينة الواقع شرق فرنسا، غضب الجزائريين، إذ يرتبط هذا الاسم بالجرائم الوحشية التي ارتكبتها القوات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر.

وفي بيان صادر عنه، قال "الاتحاد الجزائري": "لقد قرر محامونا، الأستاذ طاهر زرقاني والأستاذة ليندة هوفاف، تقديم شكوى باسمنا بتهمة تمجيد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضد السيد غريغوري دوسيه وبلدية ليون".

وترى الجمعية أن إبقاء اسم بيجو في الشوارع يمثل إهانة لضحايا الاستعمار وانتهاكًا للعدالة التاريخية.

وأشارت إلى أن القانون واضح بشأن هذه المسألة: "تقديم المجرمين بصورة إيجابية يُعد تمجيدًا لجرائمهم". وقد سبق للجزائريين ومؤيديهم أن طالبوا بإزالة أسماء الشخصيات الاستعمارية من الشوارع والأماكن العامة في فرنسا، واعتبروا أن هذه الأسماء تعكس استمرارية تمجيد ممارسات الاستعمار وقمع الشعوب.

وتشجعت الجمعية على هذه الخطوة، بعد القرار الأخير لعمدة باريس، آن هيدالغو، بتغيير اسم شارع في الدائرة السادسة عشرة للعاصمة الفرنسية، يحمل بيجو.

وأصبح شارع بيجو في العاصمة الفرنسية يحمل ابتداء من 13 تشرين الأول/أكتوبر، اسم المقاوم "هوبرت جيرمان"، وهو آخر جنود المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وقد توفي في عام 2021.

ونال القرار بتغيير الاسم موافقة بالإجماع في مجلس مدينة باريس في تموز/جويلية الماضي، لكنه لم يكن خاليًا من الجدل الذي يثيره كالعادة اليمين الرافض لأي خطوة تاريخية في مجال الذاكرة.

أساليب وحشية 

وكان بيجو (1784-1849) قائدًا عسكريًا خلال الاحتلال الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر واشتهر باستخدام أساليب وحشية في قمع المقاومة الجزائرية.

وتشير المراجع التاريخية إلى أن بيجو استخدم سياسة "الأرض المحروقة"، وهي استراتيجية عسكرية قاسية تمثلت في إحراق المحاصيل والمواشي والأشجار المثمرة لتجويع الشعب الجزائري.

كما لجأ إلى استخدام تقنية وحشية تقوم على خنق الجزائريين المختبئين في الكهوف بالدخان.

وشهدت فترة حكم بيجو محو قرى بأكملها، وارتكاب مجازر ضد المدنيين العزل، ما جعله أحد أبرز رموز القمع الاستعماري الفرنسي في الجزائر.

ورغم هذه الجرائم الموثقة، لا يزال اسم بيجو موجودًا في الفضاءات العامة بفرنسا، ما أثار هبة جزائريين وشخصيات فرنسية منصفة، لإزالة هذا الرمز الإجرامي من الفضاءات العامة.