09-أبريل-2020

اتفاق خفض الإنتاج يأتي عقب الانهيار المتواصل لأسعار النفط عالميًا (الصورة: النهار)

فريق التحرير - الترا جزائر

اتفقت مبدئًيا مجموعة "أوبك+"، الخميس، خلال اجتماعها الاستثنائي عبر تقنية المحادثة عن بعد (فيديو كونفرانس)، على خفض إنتاج النفط بمقدار 10 ملايين برميل يوميًا في شهري أيار/ ماي وحزيران/ جوان المقبل، إلى جانب خمسة ملايين برميل من إمدادت منتجين آخرين.

وزير الطاقة محمد عرقاب اعتبر نتائج الإجتماع بـ"الفرصة التاريخيّة"

وأفادت وكالة "رويترز" عن مصادر في "أوبك+"، قولها إنّ التحالف الذي يضمّ منظمة "أوبك" ومنتجين من خارجها على رأسهم روسيا، يبحث خططًا لخفض إنتاج النفط لعامين على الأقلّ على أن يجري التنفيذ تدريجيًا.

ونقلت "رويترز" أن "المجموعة أكدت في وقت سابق أنها تريد مشاركة الولايات المتحدة، أحد أكبر ثلاثة منتجين للنفط في العالم إلى جانب روسيا والسعودية، في التخفيضات، سيما وأن إنتاج واشنطن انخفض تدريجيًا بالفعل نظرًا لتدني أسعار النفط.

كما أعلن رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، كيريل دميترييف، مساء الخميس، أن روسيا والمملكة العربية السعودية اتفقتا على المضي قدمًا في الصفقة التي تهدف إلى استقرار الوضع في سوق النفط، التي لن تشارك فيها فقط دول "أوبك +" فحسب، بل ستشارك دولا أخرى أيضًا.

وقال دميترييف في تصريح نقلته وكالة "سبوتنيك" عن تلفزيون بلومبرغ إن "حقيقة أن روسيا والمملكة العربية السعودية وضعتا جانبًا بعض الخلافات واتفقتا على المضي قدمًا في صفقة لا تشمل فقط "أوبك +"، ولكن أيضًا الدول الأخرى التي تشارك في استقرار السوق، هي لحظة تاريخية ومهمة للغاية".

من جانبه، دعا محمد عرقاب، وزير الطاقة ورئيس مؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" و "أوبك +"، الخميس، إلى اتخاذ إجراءات "حاسمة وفورية" من أجل ضمان استقرار سوق النفط، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لأن النفط في حالة "سقوط حر" لا يمكن تحمله.

وقال محمد عرقاب، في كلمة ألقاها أثناء الإجتماع، "نحن عند نقطة تحول حاسمة"، معتبرًا "الاجتماع فرصة تاريخية لاتخاذ إجراءات حاسمة وفورية"، وأنه فرصة "لتعاون متعدد الأطراف وللشمولية وللمرونة" في هذه الأوقات الصعبة.

و تطرق عرقاب في حديثه، إلى آثار انتشار جائحة كورونا منذ الاجْتماع الأخير لـ"أوبك+ في آذار/مارس المنصرم في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى شلِّ الاقتصاد العالمي شيئًا فشيئًا.

وقال بهذا الخصوص "الدول والمواطنون حول العالم يعانون عواقِب الآثار الاقتصادية لهذا الوباء، كما أنه أثَّر على سوق النفط بشكل غير مَسْبوق. إنّ تدمير الطلب على النّفط على نطاق واسع وما يَنْتُجُ عنه من اختلالٍ كبير في التوازن بين العرْض والطلب يمكن أن يُؤَدي إلى التّعْبِئَة السريعة لسعة التخزين العالمية ويتتسبب في وَقْفِ الإنتاج".

وحذر الوزير عرقاب، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية، من أن "العالم اليوم في قلبِ مأساة إنسانية لم نشهدها من قبل، وأن الوباء قد مسّ كلّ جزء من الأرض، وأن الناس يعانون، خصوصًا أفقرهم"، على حد قوله.

يذكر أن محادثاتٍ بين دول "أوبك+"، شهر آذار/ مارس الفارط، فشلت في خفض أسعار النفط، ما انجر عنه سقوط حرّ في الأسعار، وتراجعت أسعار خام برنت القياسي العالمي بنسبة 22 في المائة وأسعار الخام الأميركي نايمكس بنسبة 20 في المائة، وسجلت مستويات غير مسبوقة منذ سنوات طويلة، سببها الانتشار المتسارع لوباء كوفيد 19.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيروس كورونا يجبر "أوبك" على خفضٍ جديدٍ للإنتاج

صعد البترول.. هبط البترول