22-مارس-2024
(الصورة: فيسبوك) سيارات تيبو أمام نقطة بيع في الجزائر

(الصورة: فيسبوك)

يبدو أن بداية شهر رمضان هذه السنة كانت مختلفة بالنسبة لزبائن السيارات الذين يستمتعون اليوم بنهاية أزمة عمرت لأزيد من أربع سنوات، أدت إلى إلهاب الأسعار في السوق بشكل غير مسبوق، حيث تجاوزت نسبة الزيادات المائة بالمائة.

يفترض أن تستلم جيلي الجزائر إلى غاية شهر أفريل لمقبل 9 آلاف مركبة من إجمالي العدد الفائق للسيارات الذي يطلبه الزبائن

فالموانئ اليوم تستقبل عشرات البواخر المحملة بالسيارات شهريًا لمختلف المتعاملين، حيث استقبل ميناء جنجن بولاية جيجل على سبيل المثال خلال شهر مارس/ آذار 4 بواخر محمله بالسيارات لمتعامل العلامة الصينية جيلي، كل باخرة تضم 1100 سيارة.

كما باشرت البنوك عملية التمويل بالتقسيط بمجرد بداية بيع السيارات المنتجة محليًا لعلامة فيات المنتجة بمصنع وهران، في حين أعلن متعاملون آخرون عن بداية تسويق سياراتهم هذا الشهر على غرار المتعامل "بايك"، الذي يطرح سيارات مطورة بتكنولوجيا مرسيدس الألمانية.

فكيف ستؤثر كل هذه الخطوات على سوق السيارات في الجزائر وهل ستشهد فعلًا أسعار المركبات منحى تنازليا بعد العيد؟

عشرات آلاف السيارات

يبدو أن بداية شهر رمضان تزامن هذه السنة مع وصول العديد من البواخر من آسيا وأوروبا محملة بالسيارات المستوردة من الخارج والتي يعادل عددها عشرات الآلاف، وبداية انتشار حقيقي لسيارات بترقيم "صفرين" في الطرقات الجزائرية، بدل السيارات المهترئة والحظيرة القديمة التي لاحظها الجميع خلال السنوات الماضية.

 فعلى سبيل المثال تتواجد إلى غاية 20 مارس/ آذار على مستوى ميناء جنجن بولاية جيجل ثلاثة آلاف سيارة لعلامة جيلي التي استقبلت خلال الأيام الأخيرة ثلاثة بواخر وباخرة رابعة ستصل الميناء بتاريخ 29 مارس/ آذار المقبل ليرتفع العدد الاجمالي للسيارات التي استقبلتها في شهر واحد بالموانئ إلى 4 آلاف مركبة.

ويفترض أن تستلم جيلي الجزائر إلى غاية شهر أفريل/ نيسان المقبل تسعة آلاف مركبة، من إجمالي العدد الفائق للسيارات الذي يطلبه الزبائن، ومعلوم أن هذا المتعامل سبق واستقبل باخرة أولى تتضمن 870 مركبة خلال شهر فيفري / شباط الماضي وسلمها جميعا للزبائن.

كما شرعت جيلي الجزائر في استقبال سيترات نموذجية لبعض الأصناف لاول مرة مثل سيارة "جي إيكس 3 فان" التي يعادل سعرها 2.29 مليون دينار أي 17 ألف و20 دولار.

بالمقابل كانت علامة "شيري الجزائر" قد استقبلت بتاريخ 26 فيفري / شباط باخرة تضم 2600 سيارة، تم تسليمها اليوم إلى أصحابها في انتظار وصول بواخر جديدة، حيث ينتظر أيضًا وصول 2400 سيارة أخرى لشيري لتكتمل كوطة  خمسة آلاف مركبة وعدت بتسليمها قريبا لأصحابها.

ويأتي ذلك بالموازاة مع استمرار كافة وكلاء السيارات الآخرين في استقبال المركبات على مستوى ميناء جنجن بولاية جيجل على غرار أوبل  وأيضا بايك الذي شرع في استقبال الطلبيات رسميا، ووعد بالالتزام بالآجال التي حددها دفتر الشروط للتسليم والتي يجب أن لا تتجاوز 45 يوما، يقول صاحب العلامة نور الدين سرياك ل"الترا جزائر" مشددا على أن الوكيل قدم طلبية للسلطات الرسمية لاستيراد 80 ألف مركبة خلال سنة 2024 ويترقب رد الجهات المعنية، ويعمل على توفير السيارات بجودة عالية وعدد كاف لإغراق السوق وتحقيق الوفرة، فأزمة السيارات في الجزائر حسبه ستصبح من الماضي.

وبالموازاة مع ذلك يقول النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني والبرلماني أحمد ربحي ل"الترا جزائر" أنه قدم سؤالا لوزير المالية لعزيز فايد يطرح من خلاله سؤالا حول سبب تأخر السيارات الجديدة للوكلاء المعتمدين في الموانئ وتعطل جمركتها وهو ما يكلف الوكيل أعباء إضافية ويجعل المواطن ينتظر لأسابيع أخرى قبل استلام سيارته، مشددا على أنه ينتظر اليوم رد الوزير الكتابي.

البنوك تعلن عن عروض جديدة

ومثلما كان متوقعًا، ومع بداية تسويق سيارة فيات المصنعة في الجزائر، أعلنت البنوك عن مباشرة عملية التمويل بالتقسيط للسيارات المنتجة محليا، وفق القرض الاستهلاكي، حيث كشف مجمع ستيلانتيس عن أسعار سياراته المركبة محليًا ويتعلق الأمر بصنفين من المركبات تبدأ من 217 و235 مليون سنتيم للمركبتين المصنعتين في وهران.

وأعلن بالتزامن مع ذلك كل من بنك البركة الجزائر وبي أن بي باريبا عن وفرة التمويل الاستهلاكي لهذه السيارات، في حين كشفت بنوك أخرى غير مستفيدة من الحصرية في تسويق سيارات فيات الجزائرية عن إمكانية تمويل السيارات عن طريق مرابحة الآمر بالشراء يقول ممثل القرض الشعبي الجزائري سفيان مزاري على سبيل المثال، مشددا على أن البنك الذي يمثله لا يرفض تمويل اقتناء فيات الجزائرية بالتقسيط في حال حاز الزبون على فاتورة نموذجية من المصنع أو الجهة المسوقة.

وبالتزامن مع بداية مصنع وهران في تسويق مركباته يستعد متعاملون آخرون في قطاع السيارت في الجزائر لإنجاز مصنعهم محليا منها جيلي المنتظر أن ينجز مصنعه بولاية المدية، وشيري ببرج بوعريريج وهيونداي بولاية عين تيموشنت ومصنع بايك بولاية باتنة الذي سيشرع في الإنتاج قريبًا، ومصنع كيا أيضًا بنفس الولاية والذي سبق وأن زاره وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون قبل مدة ويرتقب أن يستأنف الإنتاج هو الآخر.

ويرتقب أن تشرع هذه المصانع جميعًا في البيع بالتقسيط عبر البنوك في المراحل اللاحقة على خلاف السيارات المستوردة اليوم التي لا تتيح إمكانية الاستفادة من  الإدراج في القرض الاستهلاكي.

انخفاض في الأسعار في الأفق

ويعتقد رئيس تجمع الميكانيك عادل بن ساسي في تصريح لـ "الترا جزائر" أن كافة المعطيات المتوفرة اليوم منها وصول عدد هائل من المركبات للموانئ سواء محملة في البواخر أو الحاويات قادمة من موانئ صينية وأوروبية، ناهيك عن بداية مصنع فيات بولاية وهران رسميا في تسويق مركباته وبأسعار اقل من المستوردة ولو بنسبة قليلة إضافة إلى إعلان البنوك عن بداية التمويل بالتقسيط لاقتناء هذه السيارات يبشر اليوم ببداية انخفاض جاد في أسعار السيارات في السوق الجزائرية.

ويعتبر بن ساسي أن الأسعار التي كانت مرتفعة بشكلٍ قياسي خلال الفترة الماضية ستشهد انخفاضًا ملحوظًا وتدريجيًا خلال الأيام المقبلة، فالمواطن الواعي والمتعقل لن يغامر بأمواله لاقتناء السيارة من سوق السيارات المستعملة، بل سيلجأ مستقبلًا إلى الوكيل المعتمد الذي يوفر خدمة ما بعد البيع والضمان وقطع الغيار والتأمين وكل ذلك بأسعار مخفضة ووفق امتيازات خاصة بعيدا عن الأسعار الخيالية التي كانت معتمدة خلال الفترة الماضية.

ويتوقع بن ساسي أن تنخفض أسعار السيارات خلال المرحلة المقبلة بين 10 و20 مليون سنتيم وقد يمتد هذا الانخفاض إلى أزيد من 30 مليون سنتيم أي بين 620 إلى 1860 دولار، خلال المرحلة المقبلة وهذا في ظل الوفرة وتعدد الخيارات، متوقعًا أن يستمر هذا الانخفاض ويتوسع بشكل أكبر بمجرد دخول متعاملين آخرين السوق متوقعين، من أوروبا وآسيا بعلامات كورية ويابانية أخرى، وهذا ما سيعيد السوق إلى ما كانت عليه قبل بداية الأزمة سنة 2019.

رئيس تجمع الميكانيك عادل بن ساسي لـ "الترا جزائر": الأسعار التي كانت مرتفعة بشكل قياسي خلال الفترة الماضية ستشهد انخفاضًا ملحوظًا وتدريجيًا خلال الأيام المقبلة

وسيعمل الوكلاء حسب المتحدث على خفض أسعارهم كما ستنهار الأسعار بسوق السيارات المستعملة، التي لن تحظى بالإقبال الذي كانت تعرفه من قبل حينما كانت الملاذ الوحيد للمواطن الذي يبحث عن اقتناء سيارة.