خيّم الحزن والسوداء على منصات التواصل الاجتماعي بالجزائر، بعد المجزرة الشنيعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني مساء الثلاثاء في قطاع غزّة بقصفه مستشفى الأهلي المعمداني.
الجزائريون من مثقفين وفنانين ومختلف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على غرار باقي الشعوب العربية عبّروا عن حزنهم وغضبهم ونددّوا بهذه الجريمة البشعة، واستنكروا صمت الحكومات العربية أمام ما يحدث من تقتيل وقصف ودمار في غزّة وأمام مرأى العالم.
وضجّت منصات التواصل فيسبوك و"إكس" (تويتر سابقًا) وإنستغرام بصور ومشاهد أليمة من قلب غزّة الصامدة، مشاهد تقشعر لها الأبدان تظهر وحشية الكيان الصهيوني في التفنن في قتل المدنيين والأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وأطباء ذنبهم الوحيد أنّهم كانوا يتلقون العلاج أو يتفقدون مرضاهم أو يلقون النظرة الأخيرة على أحبائهم الذين فقدوهم بسببه.
مساء أسود، عاشته منصات التواصل بالجزائر، اتشحت بالسواد حزنا وألما وتضامنا مع فلسطين ومع أهلنا في غزة الصامدة المقاومة، حيث غيّر نشطاء صور بروفايلاتهم باللون الأسود، وآخرون اختاروا السواد على "ستوريهاتهم وجدرانهم" ليدوّنوا عليه كلمات وعبارات نابعة من القلب تعبيرا عن الحزن والشعور بالتقصير إزاء إخوتهم، مكتفين بالإدانة والتضرع إلى الله عزّ وجل لنصرة الغزّاوين على الصهاينة.
حداد على المنصات
الروائي والأكاديمي الجزائري الصديق حاج أحمد الزيواني أعلن حدادًا على شهداء غزة، وقام بتغيير صورة بروفايله إلى اللون الأسود.
من جهته، الفنان والمغني إبراهيم حدرباش علّق داعيًا: "يا الله". كما قام بتبديل صورة بروفايله إلى اللون الأسود، تضامنًا مع غزة التي فقدت 500 شهيدًا في مساء واحد.
الأكاديمي والروائي والمترجم سعيد بوطاجين كتب على "خانة" سوداء، منتقدا صمت الجامعة العربية وقال على حسابه بفيسبوك: "على الجامعة العربية أن تنكس رأسها الليل الذليل، أما رايات الشعوب فأكبر منها."
بدوره، الروائي والشاعر ووزير الثقافة الأسبق عزالدين ميهوبي انتقد الإعلام الغربي المنحاز للصهاينة وكتب: "بعد قصف المعمداني: أضحى الإعلام الغربي طفلا تائها، يبحث عن مفردات لتبرير فعلة الطفلة الرّعناء."
وأضاف ميهوبي: "لن تفلتوا دم الشهداء.. لعنة تطاردكم حتّى القيامة!."
وعلى السواد، الكاتب محمد الأمين ربيع، تابع بوجع ما حدث وكتب قائلا حول مجزرة المعمداني: "الأبرياء الذين كانت أبصارهم شاخصة إلى السماء ينتظرون نصرا، ارتقوا إلى ربّ السماء، لكن دماؤهم ودموعهم وصرخاتهم ستبقى هنا تدين كل عميل."
على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، علّق الإعلامي والمعلق الرياضي الجزائري بقنوات "بين سبورت" حفيظ دراجي حول جريمة المعمداني وقال: "لا حول ولا قوّة إلاّ بالله".
وأضاف دراجي: "مجزرة دموية مرعبة في غزّة، 200 شهيد على الأقلّ في غارة إسرائيلية على ساحة مستشفى الأهلي المعمداني."
لا حول ولا قوة الا بالله
مجزرة دموية مرعبة في #غزة 🇵🇸
200 شهيد على الأقل في غارة إسرائيلية على ساحة مستشفى الأهلي المعمداني#Gaza_Genocide | #Gaza_under_attack#فلسطين | #PalestineGenocide pic.twitter.com/Nnon2ktmTM— hafid derradji حفيظ دراجي (@derradjihafid) October 17, 2023
ناشطة تدعى "الجزائرية 213" قالت حزينة على منصة "إكس" إنّ "500 شهيد في قصف مروّع على مستشفى في غزة قبل قليل، يعجز اللسان عن التعبير والروح تختنق من هول ما يحدث، من هول القتل ومن هول الذل والهوان وقلة الحيلة. الفلسطينيون يقتلون بتواطؤ دولي وعربي.. وتلك الدول المطبّعة، لم تجرؤ حتى على استدعاء سفرائها لدى الكيان. لا نصير إلاّ الله."
500 شهيد في قصف مروّع على مستشفى في غزة قبل قليل ، يعجز اللسان عن التعبير والروح تختنق من هول ما يحدث ، من هول القتل ومن هول الذل والهوان وقلة الحيلة.
الفلسطينيون يقتلون بتواطئ دولي و عربي ..
وتلك الدول المطبّعة ، لم تجرؤ حتى على استدعاء سفراءها لدى الكيان.لا نصير إلا الله☝️ pic.twitter.com/fN68bdSj6i
— ᴀʟɢᴇ́ʀɪᴇɴɴᴇ ²¹³🇩🇿 (@Bonoise23Dz) October 17, 2023
أمّا نسرين تأسفت لحال غزّة وفلسطين اليوم وقالت معلقة على المجزرة: " أعصابنا تعبت ودموعنا نشفت والله، الله يرحمهم ويتقبلهم مع الشهداء."
وعلى منصة إنستغرام، عبّرت تايلور وورد زوجة اللاعب الدولي الجزائري رياض محرز، عن حزنها وأسفها لما وقع مساء الثلاثاء بغزة بعد قصف مستشفى المعمداني، ودعت إلى ضرورة وقف تقتيل الفلسطينيين.
وقالت تايلور في "ستوري": "قلبي يؤلمني الآن، كيف يمكننا كبشر أن نفعل هذا ببشر آخرين؟ إلى متى سيستمر هذا؟! بغض النظر عن العرق أو الدين، فإن كل حياة لها نفس القدر من الأهمية، قـتل المزيد من الناس ليس هو الحل بالتأكيد، هذا يحتاج إلى التوقف!"