05-فبراير-2024
بن يوسف بن خجة يلقي خطابا

بن يوسف بن خدة (صورة: الأرشيف الفرنسي)

أعادت ندوة نظمها المتحف الوطني للمجاهد وهو هيئة رسمية تعنى بالتاريخ، استذكار مسار الزعيم السياسي الراحل بن يوسف بن خدة رئيس الحكومة المؤقتة في الجزائر غداة الاستقلال.

بن يوسف بن خدة من الشخصيات التي آثرت الانسحاب بصمت بعد الخلافات القوية التي أعقبت الاستقلال والتي أدت إلى إسقاط الحكومة المؤقتة

وجاء تنظيم هذه الندوة في الذكرى الحادية والعشرين لرحيل بن يوسف بن خدة، حيث تم تسليط الضوء على تاريخ الراحل من الحركة الوطنية إلى الثورة التحريرية ثم مرحلة ما بعد الاستقلال.

وقال الأستاذ الجامعي المختص في التاريخ، سيد أحمد بن نعماني، بالمناسبة أن "المجاهد الراحل بن يوسف بن خدة، يعد من قامات الجزائر وهو شخصية مخضرمة استطاعت أن تحمل على عاتقها مسؤوليات كبيرة إبان الثورة التحريرية". 

وعاد الأستاذ إلى نضال الراحل في المرحلة التي سبقت ثورة التحرير، مشيرًا إلى أنه "شارك في خلايا حزب نجم شمال إفريقيا وفي لجنة تحرير جريدة الأمة، ليصبح أحد قادة المنطقة الحرة (الجزائر العاصمة)".

وفي مداخلته، وصف المجاهد والدبلوماسي السابق، محمد دباح، المجاهد الراحل بن يوسف بن خدة بأنه كان رجلًا عظيمًا.
وقال إنه استطاع أن يقود الحكومة المؤقتة بكل احترافية، وأن يكون له "شرف الإعلان عن وقف إطلاق النار في 19 آذار/مارس 1962 للشعب الجزائري".

من جانبه، أحاط المجاهد عبد الله عثامنية، بالجانب الأخلاقي في شخصية الراحل، مؤكدا "أخلاقه العالية" وزهده في المناصب، حيث أنه اعتزل السياسة في أيلول/سبتمبر 1962 متفرغا للتدوين، حيث ألف ستة كتب تؤرخ للحركة الوطنية و ثورة التحرير.

وأشار بن نعماني إلى المسار العلمي المرموق للراحل، حيث أن بن يوسف بن خدة الذي ولد بولاية المدية سنة 1920 ونشأ في أسرة محافظة وحفظ القرآن الكريم، دخل المدرسة الفرنسية ليحصل في نهاية دراسته الجامعية على شهادة الدكتوراه في الصيدلة.

ويعد بن يوسف بن خدة من الشخصيات التي آثرت الانسحاب بصمت بعد الخلافات القوية التي أعقبت الاستقلال والتي أدت إلى إسقاط الحكومة المؤقتة بعد دخول جيش الحدود إلى العاصمة بقيادة الكولونيل هواري بومدين.

وباتت وسائل إعلام حكومية ومؤسّسات رسمية مؤخرًا، تطرق مواضيع تاريخية تتعلق بشخصيات أكلها النسيان بسبب مواقفها التي كانت معارضة لتوجه السلطة.

وقبل أيام، احتفت قنوات إعلامية حكومية بذكرى رحيل الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري الذي كان من الشخصيات المغضوب عليها بسبب مواقفها من السلطة في فترة الأزمة الأمنية وما تلاها.