26-يونيو-2022
الأمير

(الصورة: فيسبوك)

ظهرت في حفل افتتاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط في طبعتها الـ 19، بوهران، صور لشخصيات صنعت جزءًا من تاريخ منطقة حوض المتوسط، في صورة عالم الرياضيات الإيطالي ليوناردو فيبوناتشي الذي عاش طفولته في بجاية، وكذا الأديب الإسباني ميغال دي سيرفانتيس صاحب الرواية العظيمة دونكيشوت، وكذا الأمير عبد القادر، والعلامة ابن خلدون.

حفل وهران أعاد إلى الواجهة شخصيات صنعت جزءًا من تاريخ منطقة حوض المتوسط

وتعتبر الجزائر القاسم المشترك ونقطة التقاطع في حيوات هذه الشخصيات التاريخية، حيث عاشت فيها فترة من حياتها، أثرت وتأثرت بها، فيما يعدُّ الأمير عبد القادر واضع أسس الدولة الجزائرية الحديثة.

ميغال دي سيرفانتس

في منطقة الحامة بالجزائر العاصمة وغير بعيد عن حديقة التجارب، تقع مغارة ميغال دي سرفانتس، التي جعلتها وزارة الثقافة متحفًا معتمدًا بعد أن عنيت بعمليات ترميم وإعادة اعتبار. في تلك المغارة مكث دي سرفانتس هاربًا من السجن.

لقد كان مبحرًا من نابولي، جنوب إيطاليا، متجهًا نحو إسبانيا، وهناك وقع في أسر البحرية العثمانية وتم اقتياده إلى الجزائر، وبيع في سوق النخاسة بـ200 أوقية ذهبية للقائد البحري "دالي مامي".

سارفنتاس

تشهد المغارة على فترة زمنية عاش فيها دي سرفانتس في مدينة الجزائر، مخالطاً أهلها لخمس سنين في السجن والأسواق وفي بلاط السلاطين، لقد كان تأثره بمحيطه وبما رآه من الجزائريين آنذاك جليًا في ثلاثة فصول من روايته الشهيرة" دونكيشوت دي لا مانشا"، كان دي سرفانتس يسجل يوميًا ذكريات وملاحظات ويكوّن علاقات وصداقات.

وظف دي سيرفانتس كل مشاهداته من أجل تأثيث رواية "دون كيشوت دي لا مانشا"، فلقد كان يحكي عن لغة الناس هناك وعن طبائعهم ولباسهم وطريقة العيش داخل القصر وخارجه، ففي الفصل 41 والذي عنونه بـ"قصة أسير"، يخيل لك وكأنك تمسك بيد دون كيشوت وتهيم في شوارع "مزغنة"، حنين يربط دي سرفانتس بالجزائر التي عاد لها مرّة أخرى قاصدًا "باهية المدن" وهران.

ليوناردو فيبوناتشي

في مدينة بيزا إحدى حواضر إقليم توسكانا الإيطالي القريب من البحر المتوسط، وفي عام 1180م وُلِد ليوناردو في تلك المدينة التي كانت تعجّ بخليط من الأُمم ، وأصبحت هذه المدينة حلقة الاتصال بين تجارة الشرق والغرب، واستطاعت بالسبل الدبلوماسية والتجارية أن تقيم فنادق تجارية في أهم مدن البحر المتوسط وسواحله من القسطنطينية والإسكندرية وحتى بجاية.

ومن هنا، عَمِل والد ليوناردو رئيسا للمركز التجاري لبيزا في مدينة بجاية على ساحل البحر المتوسط الجنوبي في الجزائر، عاش ليوناردو سنوات الطفولة مع والده في مدينة بجاية،  أُولع ليوناردو بالأرقام العربية، وكان ذكيا محبا لهذا العلم، ولم يلبث أن تعلّم الضرب والقسمة وأجادهما، ليؤلف في الثالثة والعشرين من عمره كتاب العدّ" أو "العدّاد" باللغة اللاتينية ليصبح ثورة في تاريخ علم الحساب والرياضيات في القارة الأوروبية في القرن الثالث عشر الميلادي.

إبن خلدون

كان عبد الرحمان ابن خلدون، المولود في تونس، رجلا رحّالة شغوفا بالعلوم، عندما وصل إلى الجزائر، وكان اسمها وقتها المغرب الأوسط، تنقّل بين العديد من مدنها إلى أن وصل إلى مدينة تيهرت (تيارت) سنة 1375م.

بن خلدون

وصل ابن خلدون إلى تيهرت سنة 1375م فارا من حكام تلمسان الزيانيين، فاحتضنه أهلها واستقبلوه واستضافوه في قلعة بني سلامة، لكنّه آوى إلى مغارة طلبا للراحة والخلوة.

وى ابن خلدون إلى مغارة في فرندة، واتخذها خلوة له ألف فيها ما سيعرف فيما بعد بأعظم كتاب في علم الاجتماع البشري، استمرت إقامة ابن خلدون في المغرة من 1375 إلى 1379، وهي أربع سنوات ابتعد فيها عن صخب الحياة ليؤلف نظريات ويقص أخبار الدول وقيامها وسقوطها، وأخبار القبائل وطبائع الشعوب.

الأمير عبد القادر

الأمير عبد القادر بن محي الدين المعروف بـ عبد القادر الجزائري ولد في قرية القيطنة قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 1808 هو قائد سياسي وعسكري مجاهد عرف بمحاربته للاحتلال الفرنسي للجزائر قاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عاما أثناء بدايات غزو فرنسا للجزائر.

صورة

كما يعتبر الأمير مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي، نفي إلى دمشق حيث تفرغ للتصوف والفلسفة والكتابة والشعر وتوفي فيها يوم 26 مايو 1883.