29-أغسطس-2019

حظوظ المنتخب الوطني كبيرة في الدفاع عن لقبه القارّي (تصوير: خالد دسوقي/ أ.ف.ب)

لم يستأنف مدرّب المنتخب الوطني الجزائري جمال بلماضي عمله يوم الإثنين الماضي، بعد عطلة فاقت الشهر، تلت تتويجه مع الخضر بكأس أمم إفريقيا التي احتضنتها مصر هذه السنة، إذ كان يُنتظر أن يشرف مدرّب "الخضر" على تربّص لمنتخب اللاعبين المحليين، مثلما أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم "فاف" في وقت سابق، وذلك بعد أن تقرّر تحويل هذه المهمّة إلى الفرنسي لودوفيك باتيلي، لتتزايد بذلك الشكوك حول توتّر العلاقة بين الناخب الوطني، وإدارة خير الدين زطشي.

لم يقدّم اتحاد الكرة أيّ تبريرات حول تخلّي بلماضي عن أحد مهامه للمدرّب الفرنسي

بعد عودة المنتخب من مصر في شهر جويلية/ تمّوز الماضي، تواترت عدة أخبار تتحدّث عن خلاف بين جمال بلماضي واتحاد الكرة الجزائرية، الذي يبدو أنه أصبح لا يتحمّل شروط  الناخب الوطني، حتى ولو عاد باللقب الأفريقي من أرض الفراعنة، بعد 29 سنة من الغياب عن سجّل "محاربي الصحراء".

اقرأ/ي أيضًا: جمال بلماضي .. هل يستعيد هيبة "محاربي الصحراء"؟

الخلاف يطفو على السطح

في البداية، أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم "فاف"، السبت الماضي، عن استدعاء بلماضي لـ 22 لاعبًا معنيين بتربّص المنتخب الوطني للاعبين المحليين، بين يومي 26 إلى 28 أوت/ آب الجاري بالمركز التقني بسيدي موسى.

ويستعد منتخب اللاعبين المحليين، للقاء الذهاب الذي سيجري في 20 سبتمبر/أيلول المقبل بالجزائر، ضدّ المغرب حامل لقب النسخة الأخيرة لمنافسة "الشان"، لحساب الدور التّصفوي الأخير من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي  ستحتضنها الكاميرون.

وفُهم من هذا الاستدعاء، أن المدرّب الأربعيني، لن يرمي المنشفة رغم كل ما شاع حول رحيله عقب نهائيات كأس أمم إفريقيا، بسبب خلافاته مع أعضاء في "الفاف"، وأن المياه مع الاتحاد الجزائري عادت إلى مجاريها.

غير أن "فاف" استدركت إعلانها بعد 24 ساعة، ونفت ما أعلنت عنه سابقًا، موضّحة أن تربص منتخب اللاعبين المحليين سيشرف عليه الفرنسي لودوفيك باتيلي.

وأشار اتحاد الكرة، إلى أن كل الطاقم المساعد لجمال بلماضي، المكوّن من سيرج رومانو، وعزيز بوراس، وعمارة مرواني، وزهير بن سديرة، والمحضر البدني فريديريك فوري، سيرافقون المدرّب الجديد للمنتخب المحلّي في مهمّته.

ولم يقدّم اتحاد الكرة أيّ تبريرات حول تخلّي بلماضي عن أحد مهامه للمدرّب الفرنسي، وهو المرتبط بعقد يمتد حتى سنة 2020.

ورغم النتائج المبهرة التي حقّقها بلماضي في الموعد الإفريقي، ذهبت بعض التحاليل الإعلامية إلى القول إن اللاعب الدولي السابق لن يواصل تولّي الإدارة الفنية للمنتخب، نظرًا لأنه كان منذ البداية خيارًا محتمًا لاتحاد الكرة، فانتدابه على رأس الخضر، جاء بعد نفاذ كل الاحتمالات المطروحة.

وخلال "كان مصر" الأخير، كشف الإعلامي الجزائري في قنوات "بي إن سبورتس" محمد الوضاحي، عن طريقة تعاقد اتحاد الكرة مع جمال بلماضي الذي تربطه به صداقة متينة.

وقال الوضاحي لقناة "التاسعة" التونسية، إن "الاتحاد الجزائري قام بتعيين مدرب نكرة، وهو الاسباني لوكاس ألكراز، قبل أن يتّصل بي، لأكون وسيطًا بينه وبين بلماضي".

وأضاف المتحدّث "لقد قال لي جمال إنني مستعد للتخلّي عن كلّ شيء، لكن من المستحيل أن أكون الرقم اثنين في الطاقم الفنّي، لمدرب غير معروف بالأساس".

لم يكن الوضع العائلي للمدرّب بلماضي وقتها يسمح بمغادرة قطر، فنجلاه يمارسان كرة القدم هناك بمدارس كروية، إلا أنه كان مستعدًا للتضحية من أجل منتخب بلاده، يضيف الوضحاي.

ماذا يحدث؟

تنازل بلماضي عن تدريب منتخب اللاعبين المحليين، يوحي بوجود خلاف مع اتحاد الكرة الجزائرية، لا يتوقّف فقط عند عدم التفاهم مع مناجير المنتخب الوطني حكيم مدّان الذي استقال من منصبه، بعد أن بات اختلاف وجهتي نظرهما ظاهرة للإعلام، رغم رسائل الود التي تبادلها اللاعبان الدوليان السابقان في "كان مصر".

في 21 أوت/ آب الجاري، أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن مغادرة مدان منصب مناجير المنتخب، مع رسالة لحكيم مدان يوضّح فيها الأسباب التي دفعته غلى رمي المنشفة.

وبرّر اللاعب السابق لشبيبة القبائل استقالته، بالتعب الذي ناله بعد عامين ونصف من الإجهاد خدمة للمنتخب الوطني وتطبيقًا لبرنامج "الفاف".

وأبدى مدان رضاه عن العمل الذي قدّمه مع المنتخب الوطني، غير أنه استنكر ما أسماه الحملة البغيضة التي استهدفته مؤخرًا رفقة اتحاد الكرة، لكن دون أن يحدّد الأطراف التي تقف وراء ذلك.

واختتم المتحدّث رسالته قائلًا إنه يأمل أن ينجح الجهاز الفنّي للمنتخب الوطني ولاعبوه في الاستحقاقات المقبلة، وسيبقى مُشجّعًا وفيًّا لمحاربي الصحراء.

ويعود خلاف الرجلين، إلى إخفاء مدانقضية قدوم فتاة إلى مركز سيدي موسى ،في تربص مارس الماضي للبحث عن أحد لاعبي المنتخب عن بلماضي، ما جعل الرجلين يفقدان الثقّة ببعضهما البعض حتى قبل انطلاق "الكان".

رهانات قادمة

رغم حجم الخلاف بين بلماضي واتحاد الكرة، فإن الناخب الوطني مطالب بطيّ هذه الصفحة استعدادًا للاستحقاقات القادمة، فتصفيات كأس أمم أفريقيا 2021 التي ستحتضنها الكاميرون ستنطلق في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

تبدو حظوظ الخضر في التأهّل وافرة للدفاع عن تاجه الإفريقي، نظرًا إلى أن المجموعة الثامنة بحسب القرعة، تضمّ فريقي زيمبابوي وبوتسوانا، وهما فريقان مستواهم متواضع، مقارنة بالمستوى الذي ظهر به الفريق الوطني في الدورة الإفريقية الأخيرة، إذ يرجّح تأهله في صدارة المجموعة، حتى أمام زامبيا التي تبقى منتخبًا يخفي الكثير من المفاجآت. ويتأهّل صاحبا المركز الأوّل والثاني لدورة الكاميرون، وتصب التوقعات في خانة تأهّل الخضر رفقة منتخب الرصاصات النحاسية زامبيا.

يبدو أن بلماضي قد يكون مطالبًا بالتحضير أكثر مما أعدّه لـ"كان مصر"، إذ أن مهمة الدفاع عن اللقب لن تكون سهلة، كون الخضر صار كتابًا مفتوحًا أمام جميع المنافسين، ويعدّون لهم العدّة الكاملة قبل مواجهتهم للتغلّب عليهم، إضافة إلى أن احتمال استضافة الجزائر لهذه الطبعة في حال انسحاب الكاميرون مثلما أعلن وزير الشباب الرياضة رؤوف برناوي في وقت سابق، يزيد من المسؤولية الملقاة على الناخب الوطني.

على بلماضي و"الفاف" رمي خلافاتهما جانبًا إن كانا يريدان أن تشارك الجزائر في كأس العالم

كما ينتظر المنتخب الجزائري في الأشهر المقبلة، التصفيات المؤهّلة لمونديال قطر 2022، وهو مطالب بأن يكون حاضرًا فيه، بعد أن غاب عن مونديال روسيا 2018، الأمر الذي يحتّم على بلماضي و"الفاف" رمي خلافاتهما جانبًا إن كانا يريدان أن تشارك الجزائر في أكبر "عرس كروي" في العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

5 أسباب لتفاؤل الجزائريين في أمم أفريقيا 2017

يوسفي بلايلي.. مجرّد مدمن على كرة القدم