جزم كثيرون أن مسيرته الكروية قد انتهت، بعد إقصائه لمدّة أربع سنوات، ثمّ تخفيفها إلى سنتين، بعد ثبوت تعاطيه لمادّة الكوكايين. وكان متوقّعًا أن تكون نهايته مثل الأسطورة دييغو مارادونا، أو في أحسن الحالات مثل الأرجنتيني كلاوديو كانييغا الذي عاد للعب بعد أن تراجع مستواه.
أُبعد يوسف بلايلي عن الملاعب ولم يتجاوز حينها سنّ الـ 23، بسبب تعاطيه الكوكايين
هدف لاعب المنتخب الجزائري يوسف بلايلي في شباك منتخب السنغال بالأمس، ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الثالثة في كأس الأمم الإفريقية، أعاد إلينا تجربة الإخفاق التي مرّ بها على طريقة "الفلاش باك".
اقرأ/ي أيضًا: 5 أسباب لتفاؤل الجزائريين في أمم أفريقيا 2017
أُبعد يوسف بلايلي عن الملاعب سنة 2015 ولم يتجاوز حينها سنّ الـ 23، بسبب الكوكايين، وبعد إكمال العقوبة انتقل إلى نادي أونجي الفرنسي، غير بقاءه لم يدم طويلًا.
استعاد هذا اللاعب مستواه تدريجيًا مع نادي الترجّي التونسي، الذي التحق به في جانفي 2018، ورافق منتخبه الجديد للتويج برابطة الأبطال لمرّتين على التوالي، حيث سجّل أهدافًا حاسمة لصالح فريقه. وهو اليوم يصنع ألعاب المنتخب الجزائري في "الكان".
في حالةٍ تشبهُ حالة هذا اللاعب، غالبًا ما يربط التفكير الجماعي، نجاح أيّ شخصٍ بماضيه المليء بالخيبات، ويحاول إسقاط كل هذا على حالات أخرى، ويعمل على تفعيل عنصر المقارنة بين الماضي والحاضر في حالة الإعجاب بهذا الشخص "الناجح" من منظورهم وضرب الأمثلة بمساره وتحدّياته.
أمّا في الحالة التشفّي فالعكس تمامًا؛ إذ يقوم التفكير الجماعي، بربط الحالة المأساوية لهذا الشخص "الفاشل" بتاريخه الحافل بالانتصارات والإنجازات والتتويجات، مع الحرص أن يكون هذا الفشل بعد مسيرة النجاح في ترتيب الأحداث، عكس الحالة الأولى.
لكن، كيف عاد يوسف بلايلي إلى التألّق بهذه السرعة متجاوزًا كل هذه الصدمات؟.
في هذا السياق، يفسّر علم النفس السلوكي، استجابة الأفراد للصدمات يكون عبر خيارين؛ إمّا بالانطواء على الماضي أو بالتحرّر منه، ويتّفق هذا الخطاب عالم النفس السويسري كارل يونغ (1875-1961)، الذي يقول إن الفرد يتعرّض لصدمة، يفقد توازنه، ثم يستجيب لها بنوعين من الاستجابة.
النوع الأوّل من الاستجابة؛ وهو العيش في الماضي لاستعادته، أو الاكتفاء باستذكاره تعويضًا عن الواقع، وهو ما يدفع الفرد نحو الانطوائية أو محاولة الانتحار، وهو ما شاهدناه في حالة اللاعب الإنكليزي بول غاسكوين، أو البارزيلي باولو سيزار اللذان انتهى بهما الأمر مفلسين تمامًا بسبب الإدمان.
تبيّن أن إدمان يوسف بلايلي على الكوكايين كان مجرّد حدث عارض في حياته
أما النوع الثاني، فهو أن يتقبّل الفرد الصدمة، ويعترف بها، ومن ثمّ يحاول التغلّب عليها، وهو ما شاهدناه في حالة يوسف بلايلي، الذي تبيّن أن إدمانه على الكوكايين كان مجرّد حدث عارض في حياته، وأن إدمانه على كرّة القدم كان أقوى.
اقرأ/ي أيضًا: