21-مارس-2024
عمار بن جامع

عمار بن جامع، ممثل الجزائر الدائم بالأمم المتحدة (الصورة: فيسبوك)

قال الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة، عمار بن جامع، إنّ التدخلات الخارجية التي تغذي الأزمة في السودان يجب أن تدان علنا وبحزم، داعيًا أطراف النزاع إلى الالتزام بوقف إطلاق النار كمرحلة أولى.

ممثل الجزائر بالأمم المتحدة: علينا أن نركّز على أفضل السبل لتخفيف التوترات بالتنسيق مع السلطات السودانية لأن الملف لا يقل أهمية عن ملف آخر مدرج بجدول أعمال مجلس الأمن

وأكّد بن جامع، في تصريح مشترك لمجموعة "أ 3+" (الجزائر والموزمبيق وسيراليون وغويانا) حول المذكرة البيضاء بشأن "مخاطر اللأمن الغذائي في السودان"، أنه "مضت حوالي سنة على الأزمة التي نشبت في السودان والتي أودت بحياة العديد من المواطنين العزل وأجبرت الآلاف الآخرين على النزوح، مما أدى إلى تسجيل عمليات ترحيل مكثفة بداخل وخارج حدود السودان".

وتابع: "مثلما جاء في المذكرة التي قدمها مكتب تنسيقية الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة طبقا للائحة 2417 فان الوضع بات مخيف ويستدعي كل انتباهنا"، مضيفا أنه "من المقلق للغاية أن يعيش 18 مليون شخصًا في السودان حالة لا أمن غذائي حادة".

ووفق السفير الجزائري بالأمم المتحدة فإنّه "9 من أصل 10 أشخاص يعيشون حالة لا أمن استعجالية في السودان، ويتواجدون في مناطق النزاع بالدارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة."

كما أوضح أن "هذه الحقيقة تؤكد أهمية الحل السياسي لتسوية مستدامة للأزمة الإنسانية"، داعيًا أطراف النزاع "بشكل واضح إلى الالتزام بوقف إطلاق النار كمرحلة أولى حاسمة، تحسباً للتوصل إلى حل سياسي".

في السياق ذاته، أوعز: "المصادقة على اللائحة 2724 في 8 آذار/مارس الداعية إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان المعظم حملت الكثير من الآمال، لكن لا يزال هناك الكثير لفعله لضمان التطبيق التام لهذه اللائحة".

وهنا لفت الدبلوماسي إلى أنّه "ننتظر بفارغ الصبر انعقاد الدورة المقبلة لمسار جدة وندوة باريس الإنسانية المقبلة"، معربًا عن تفاؤله بشأن "توصل الطرفين إلى التزامات ملموسة من قبل الأطراف السودانية".

وبالنسبة لمجموعة أ 3+، فإنّ عملية سياسية شاملة تأخذ بعين الاعتبار جميع الانشغالات وكل وجهات النظر تتطلب دعما واسعا وصادقا من قبل المجتمع الدولي"، وعليه أكّد بن جامع أنّ "التدخلات الخارجية التي تغذي الأزمة وتعيق الجهود الرامية للسلام يجب أن تدان علنا وبحزم".

وفي تطرقه من جديد إلى الوضع الإنساني السائد بالسودان، صرح أنه "من غير المعقول أن نتصور أن يواجه بلد كالسودان، يعرف بثرواته الوفيرة وتقاليده الزراعية مخاطر جسيمة من انعدام الأمن الغذائي".

وفي الصدد، تأسّف المتحدث لكون الحرب أدت إلى "واقع مختلف ومؤسف"، مشيرًا إلى أنّ "ما يثير القلق حقًا هو التأمل في الأرقام التي تعكس التأثير المباشر لتدهور الوضع الإنساني على الأطفال".

وفي هذا الصدد، اعتبر بن جامع أنه "من الضروري ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود وضمان إيصالها إلى المناطق المتضررة"، ملاحظاً أنّ "قرار الحكومة السودانية القاضي بتسهيل الدخول الإنساني عبر عدة نقاط حدودية، لاسيما الجوية، جدير بالتقدير ويتطلب تنفيذاً سريعاً لمواجهة التحديات العاجلة".

أما فيما يخص التمويل، أشار السفير إلى "وجود حاجة ملحة لتكثيف الدعم وإعداد مخطط استجابة إنسانية شامل والقضاء على خطر انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع واستعادة الأنظمة الغذائية والبدء في إعادة إعمار البلاد".

وأوضح بن جامع باسم أعضاء مجموعة أ 3+، أنّ المواجهة المسلحة في السودان "أخلت بالأنظمة الغذائية بالبلاد وتسببت في تدمير الهياكل الحساسة، مما أدى إلى تعطيل اقتصادها".

وأمام هذا الوضع "ندعو المانحين الدوليين إلى مضاعفة الجهود لتحسين الوضع الإنساني ومساعدة السودان للمضي على طريق الاستقرار والأمن الدائم وإعادة البناء بعد الأزمة".

وخلُص بن جامع إلى أنّ "الوضع بالسودان لا يقل أهمية عن أي ملف آخر مدرج بجدول أعمال هذا المجلس، يجب أن نركّز على أفضل السبل لتخفيف التوترات بالتنسيق مع السلطات السودانية، ويحقّ للشعب السوداني البريء أن يحظى بالكرامة والحماية وبمستقبل أفضل".