29-مايو-2021

صبري بوقدوم، وزير الشؤون الخارجية (الصورة: النهار أونلاين)

فريق التحرير - الترا جزائر 

أكّد وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، اليوم السبت، أنّ الدبلوماسية الجزائرية لم تدخر جهدًا، وتحرّكت بكل ما تملك من رصيد وقوّة تأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي لإعادة ليبيا إلى مكانتها ضمن المغرب العربي، أفريقيا والأمم.

بوقدوم: الجزائر بادرت حين غفل البعض واستصعب البعض الآخر الأمر

وقال بوقدوم في كلمته الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي الجزائري-الليبي بالجزائر: "إنّ الجزائريين كافة ينزلون ليبيا ولأسباب شتى منزلة خاصّة، فكيف لنا أن ننسى ما قدمه الشعب الليبي الشقيق من دعم مادي ومعنوي للثورة الجزائرية المجيدة، وكيف لنا أن لا نستحضر في هذا المقام بكل فخر واعتزاز "معركتي إيسين" في الثالث من تشرين الأوّل/أكتوبر 1957 و25 أيلول/سبتمبر 1958، التي اختلط فهما الدم الليبي بالدم الجزائري، في أسمى صور التضحية وأرقى معاني الإيمان بالمصير المشترك للشعبين".

وانطلاقًا من هذه المعاني السامية والقيم المشتركة، يضيف يوقدوم، "لم يكن ممكنا للجزائر وأختها الشقيقة ليبيا تمر بمحنتها الكبيرة أن تقف موضع المتفرّج، فلبت نداء الأخوة وواجب الجيرة وتحركت الدبلوماسية الجزائرية بكل ما تملك من رصيد و قوة تأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي لكي ترجع ليبيا إلى مكانتها ضمن المغرب العربي، إفريقيا والأمم".

ولفت الوزير، إلى أن "الجزائر بادرت حين غفل البعض واستصعب البعض الآخر الأمر، إلى استقبال كافة الفرقاء الليبيين على اختلاف مشاربهم للتقريب بينهم وللبحث عن حلول توافقية يضعها الليبيون أنفسهم بما يبعد بلادهم عن الأطماع والتدخلات الأجنبية المتربصة بخيراتها وبمقدرات شعبها، وواكبت في الوقت ذاته ودعمت كافة المساعي والمبادرات الدولية الجادة والمخلصة الرامية لوقف الفتنة في ليبيا، بما في ذلك مسار برلين وتوقيع الاتفاق السياسي الليبي تحت الرعاية الأممية".

وجدد بالمناسبة، "دعم الجزائر الكامل لجهود السلطات الليبية، مجسدة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية لإعادة الاستقرار السياسي والأمني بليبيا، وتحقيق المصالحة الوطنية بين كافة أفراد الشعب الليبي وتوحيد مؤسّسات الدولة وتقويتها، تمهيدًا لإجراء انتخابات عامة حرّة ونزيهة تصون سلامة ووحدة التراب الليبي وتضع ليبيا على سكة إعادة الإعمار والازدهار والنمو".

كما أكّد بوقدوم، أن هذا المنتدى الاقتصادي الجزائري الليبي الهام، "يمثل بما يصبو إليه من إرساء لأسّس شراكة اقتصادية حقيقية وشاملة بين البلدين، شكلًا آخر لا يقل أهمية عن الدعم السياسي والأمني الذي تقدمه الجزائر إلى جارتها وشقيقتها ليبيا"، مشددًا على أن "طموح الجزائر في الشراكة الاقتصادية المنشودة مع ليبيا أكبر من أن يقتصر على الرفع من المبادلات التجارية، وإنما يتعداه إلى تشجيع تدفق الاستثمارات المباشرة المتبادلة وإنشاء الشركات المختلطة والاشتراك في رأس مال المؤسسات وغير ذلك من الآليات الكفيلة بالاستغلال الأمثل لفرص التعاون الكبيرة بين البلدين".

ولتحقيق هذا المسعى الاستراتيجي، يُضيف الوزير فقد "اتخذت السلطات الجزائرية مجموعة من القرارات والتدابير الكفيلة بتوفير الإطار المؤسساتي والقانوني بما يمكن المبادرين الاقتصاديين ورجال الأعمال الجزائريين والليبيين من إطلاق مشاريع تعاون وشراكات ترتقي إلى مستوى المؤهّلات الكبيرة التي يتمتع بها اقتصاد البلدين".

وأعلن  بوقدوم، في هذا الصدد أنه "تبعًا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، القاضية بإعادة فتح المعبر الحدودي "الدبداب" مع ليبيا، فإن الجانب الجزائري بصدد وضع آخر الترتيبات اللوجيستية والتقنية بالتنسيق مع الجانب الليبي، كما يعكف الجانبان الجزائري والليبي على استكمال المحادثات النهائية لإعادة فتح الخط البحري الرابط بين طرابلس والجزائر العاصمة للاستغلال في مجال نقل السلع والبضائع".

 

اقرأ/ي أيضًا:

مسؤول بالرئاسة: نقل جماجم الجزائريين كان لإثبات تفوق الجنس الأبيض

بوقدوم: ملف الذاكرة مع فرنسا ما زال مفتوحًا