03-مايو-2019

من الحفل التأسيسي للاتحادية الوطنية للثقافة والفنون (فيسبوك)

على إيقاع أصوات الأمواج الهادئة، شهد قصر الرياس ميلاد الاتحادية الوطنية للثقافة والفنون، في احتفالية تأسيسية شارك فيها حوالي 45 كاتبًا وفنانًا يمثلون مختلف الفعاليات الثقافية والفنية من السينما والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى، ومن مختلف الأجيال، ومن ربوع ولايات الجزائر.

أعلن 45 مثقفًا وفنانًا، تأسيس الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون، كأول تنظيم نقابي مستقل للمثقفين بعد الحراك الشعبي

فضاء إبداعي خارج الأطر الرسمية

من أصداء روح الحراك الشعبي، قرر كتاب وفنانون تأسيس جمعية وطنية خارج الوصاية البيروقراطية والرعاية الوزارية، في فضاء إبداعي خارج الأطر الرسمية، فأسسوا "الاتحادية الوطنية للثقافة والفنون"، لتكون بمثابة تنظيم نقابي مستقل، للدفاع عن حقوق المثقفين والفنانين، وتعزيز الإنتاج الإبداعي الحر.

اقرأ/ي أيضًا: المؤسسات الثقافية في الجزائر كأداة لخدمة النظام

ويعاني الفنان الجزائري حالة من التهميش والإقصاء، ويعيش كثير من الفنانين أوضاعًا اجتماعية مزرية رغم الميزانية الضخمة التي تمتعت بها وزارة الثقافة في سنوات البحبوحة المالية، إذ لم ينعكس ذلك على نمو العمل الثقافي، ولا على وضعية الفنان والمثقف اجتماعيًا واقتصاديًا.

الاتحادية الوطنية للثقافة والفنون
صورة جماعية لمؤسسي الاتحادية للثقافة والفنون

وعن المبادرة وأهدافها يصرح رئيس الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون، عبد العالي مزغيش، لـ"الترا جزائر" بأن "الاتحادية وإن كانت تنظيمًا ثقافيًا وفنيًا يتنظر اعتماده، إلا أنها انطلقت في النشاط مع البيان الذي أصدره المثقفون، ووقعوا عليه بالمئات في أيلول/سبتمبر 2018، للمطالبة بتحسين الوضع الثقافي، رافضين الفساد المعشش في القطاع، وأسلوب التسيير القائم على الشللية".

وأضاف مزغيش: "والاتحادية اليوم هي ثمرة هذا الرفض لمركزية النشاط الثقافي، واحتكار المؤسسات الوصية للفعل الفني والأدبي، دون إشراك فاعل وواع للمجتمع المدني"، مشددًا على مطالبهم بـ"الحق في المساهمة في الترويج لثقافة متعددة ومتنوعة، وتمثل واجهة قوية غير مبتذلة للوطن".

تنظيم نقابي يتجاوز جامع

من جهته كتب الناقد والمخرج المسرحي حبيب بوخليفة، الأمين العام للاتحادية، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، موضحًا مقاصد وأهداف الاتحادية، قائلًا إنها "تنظيم نقابي يعزز المشهد الثقافي في بلادنا، ويسعى إلى تعزيز مكانة المثقف والفنان والكاتب، وتجاوز التهميش والتعاسة والبيروقراطية وترسيخ دوره في بناء الدولة الجزائرية بخدمته وعمله على تجاوز مشاكله وما يتعرض له من مظالم وتهميش".

وعن التحديات المستقبلية، يتابع بوخليفة في تدوينته: "أمام منخرطي الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون، عمل كبير لكسب ثقة الطبقة الفنية والأدبية في ظرف يتطلب شفافية المسعى ونزاهة الرجال، واتحادنا جميعا، وبالمحبة لتجاوز الحواجز التي وقفت سابقًا في وجه كل المبادرات الطيبة للنهوض بقطاع الثقافة ووضعية الفنان".

وأضاف: "لعل أول شيء مهم، أن نضع خلافاتنا الشخصية جانبًا، وأن نؤجل خصوماتنا إن لم تكن موضوعية، لنسمح لأنفسنا من فتح حوار بناء نتمكن من خلاله من تدارك الخلل وترميم الشرخ بين الأخوة الفنانين والمثقفين".

يقول المؤسسون إن الاتحادية للثقافة والفنون هي ثمرة رفض لمركزية النشاط الثقافي واحتكار المؤسسات الرسمية للفعل الفني والأدبي

واستحسنت الكثير من الوجوه الثقافية والفنية وحتى الإعلامية، مبادرة ميلاد أول تنظيم للمثقفين والفنانين الجزائريين بعد الحراك الشعبي، والذي يأمل مؤسسوه أن يجمع بين العمل النقابي المطلبي، وبين توحيد الجهود لتعزيز مساحات الإنتاج الإبداعي الحر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الثقافة الجزائرية: حين تصير الرداءة منظومة حاكمة

المثقف والسّلطة في الجزائر.. قناع لوجهين