19-ديسمبر-2019

عبد المجيد تبون أثناء أداء اليمين الدستورية (تصوير: فاروق باتيش/ الأناضول)

لم يخرج خطاب الرئيس عبد المجيد تبون، الوافد الجديد على قصر المرادية، بعد أداء اليمين الدستورية اليوم الخميس، عن الوعود التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، وكان أبرزها تعديل الدستور وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية، وتحديد حصانة المسؤولين ومحاربة الفساد.

كرّر عبد المجيد تبون خلال خطاب موجّه للشعب الجزائري ما جاء في برنامج حملته الانتخابية

كرّر تبون خلال خطاب موجّه للشعب الجزائري، استعادة ما جاء في برنامج حملته الانتخابية، واستعراض التزاماته في الشقّ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ومجال الحريّات الإعلامية والعامة، مؤكّدًا على موقف الجزائر الدولي من علاقته بالمغرب والقضية الفلسطينية وعدّم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول، والمعاملة بالمثل.

الجديد الذي جاء به تبون على الصعيد الدولي، هو تطرّقه إلى قضية دول الساحل وليبيا، حيث أشار الرئيس الجديد، إلى ضرورة أن تلعب الجزائر دورًا إقليميًا في المنطقة، وأن تُساهم في حلّ هذه النزاعات، ووعد أيضًا بتخفيف إجراءات الحصول على التأشيرة الجزائرية للسيّاح الأجانب.

وقال الرئيس الجزائري، إنّ قضية الصحراء بيد الأمم المتحدة وهي لن تؤثّر على علاقات الجزائر بالمغرب، وأن الجزائر أولى المعنيين باستقرار ليبيا، وتمدّ يدها لكل الدول العربية دون استثناء لتجاوز المحن والمصائب، مذكّرًا بأن القضية الفلسطينية هي من ثوابت السياسة الخارجية الجزائرية، داعيًا في الوقت نفسه، المجتمع الدولي لتحمّل مسؤوليته التاريخية من القضية الفلسطينية.

على الصعيد الاجتماعي، ذكّر نزيل قصر المرادية الجديد، بالتزاماته برفع القدرة الشرائية، ورفع الضريبة على محدودي الدخل، والقضاء على مشكلة السكن. هنا، يعلّق تبون قائلًا: "لن أرضى أن يسكن الجزائري في كوخٍ حفاظًا على كرامته".

ولم ينسَ تبون مغازلة الحراك الشعبي، ودعوته الضمنية إلى الحوار، بالقول إنه "يتوجّب علينا أن نتجاوز معًا وبسرعة الوضع السياسي الراهن". وأضاف المتحدّث بأنّه سيسعى إلى حلّ جميع النزاعات العالقة بين فئات المجتمع. متجنّبًا الحديث عن معتقلي الرأي في الحراك الشعبي، والمطالب التي لا زال يرفعها في المسيرات الشعبية المتواصلة وعمليات القمع التي تطال المتظاهرين.

رغم الحصار المفروض على وسائل الإعلام الجزائرية العمومية والخاصّة، ومنعها من تغطية الحراك الشعبي خلال الفترة الأخيرة، وعدم استضافة الأصوات المناوئة للسلطة، وإجبارها على تسويق خطابها الداعي لإجراء انتخابات رئاسية، والتعتيم على معتقلي الحراك، إلا أنّ تبون قال إن وسائل الإعلام ستجد كلّ الدعم من الدول وتعزّز المهنية والاحترافية بعيدًا عن التضليل والتجريح، وإيجاد حلّ لمشكلة الإشهار العمومي الذي سيطرت به السلطة على وسائل الإعلام لسنوات طويلة.

في الجانب السياسي، أطلق عبد المجيد تبون في خاطبه الأخير، وعودًا "كبيرة"، تمثّلت في تعديل الدستور خلال الأشهر القادمة والتغيير الجذري لطبيعة الحكم في الجزائر، وتأسيس جمهورية جديده قوامها الديمقراطية واحترام الحرّيات، واستعادة هيبة الدولة من خلال مكافة الفساد وسياسة اللاعقاب، والتوزيع العشوائي للريع البترولي، مردفًا بالقول "أتعهّد بدستور يقلّص من صلاحيات رئيس الجمهورية، ويفصل بين السلطات ويحدّد حصانة الأشخاص ولا يمنح الفاسدين أيّة حصانة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تبون في أوّل ظهور له: مشتاقٌ لزيارة منطقة القبائل

دعوة تبون إلى الحوار.. اختراقٌ للحراك أو حلّ للأزمة؟