03-أبريل-2017

طفل لاجئ من موزامبيق (أ.ف.ب)

ساد غضب واستياء كبير في الجزائر بعد بث تسجيل فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه فنان فكاهي معروف في الجزائر وهو يقوم بإخافة وترويع طفل لا يتجاوز الحادية عشرة، من المهاجرين الأفارقة في الجزائر.

ساد غضب واستياء كبير في الجزائر بعد بث فيديو يظهر فنانًا فكاهيًا معروفًا مع رفاقه بصدد ترويع وإخافة طفل لاجئ أفريقي والسخرية منه

وظهر في الفيديو المصور داخل مطعم الفكاهي المعروف باسم "سليم ألك" -والذي ينتج برنامجًا فكاهيًا في قناة جزائرية محلية- وزميل له وهما يقومان رفقة مجموعة بترويع الطفل الأفريقي، وكان هذا الأخير يصرخ من الخوف قبل أن يهرب إلى خارج المطعم. وتخلل الفيديو ضحكات أطلقها أولئك "المروعون للطفل".

اقرأ/ي أيضًا: أطفال أفارقة في الجزائر.. تحية للابتسامات البيضاء

وطالب ناشطون وإعلاميون على مواقع التواصل الاجتماعي بإيقاف الفنان الفكاهي ومحاسبته على ترويع الطفل الأفريقي، بما يتناقض مع القوانين المحلية التي تحمي الأطفال، ومع العادات والتقاليد الجزائرية التي ترحب بمختلف اللاجئين.

وطالب ناشطون السلطات العمومية والهيئات المدنية العاملة في مجال حماية الطفولة بالتحرك لمساءلة الفنان الفكاهي على هذه الفعلة التي أثارت استياء كبيرًا في الجزائر، في خطوة يمكنها أن تعيد النظر في حقوق الأطفال الأفارقة في مختلف الشوارع الجزائرية وحمايتهم من أي خطر يتعرضون إليه.

وذكر المحامي والناشط الحقوقي نور الدين بلعابد لـ"ألترا صوت" أن "الجزائر تحمي حقوق المهاجرين الأفارقة على أراضيها خصوصًا وأنهم جاؤوا هربًا من البؤس والحرب والفقر، ولذلك فإن ما حصل غير معقول". ومن جهته علق الإعلامي الجزائري رضا شنوف أن "الفكاهي قام بفعل مشين في حق طفل دفعته الظروف لأن يسأل الأمن والأمان في بلادنا، ليقوم بترويعه بدلًا من مساعدته".

كما دعا شنوف إلى "ضرورة وضع حد لهذه التصرفات اللاإنسانية من خلال محاسبة أمثال هؤلاء أمام القضاء"، في إشارة منه إلى أنه وفي وقت سابق اعتقلت السلطات الجزائرية أشخاصًا ظهروا في تسجيلات مصورة مماثلة كان ضحيتَها أطفال، في لقطات تخويف باستعمال الكلاب، وقدمتهم أمام العدالة.

اقرأ/ي أيضًا: مخيم "الشوشة".. قصص منسيين في سجن مفتوح

طالب إعلاميون جزائريون بضرورة الرقابة على البرامج الفكاهية التي تمس كرامة الإنسان أحيانًا وتستهزئ ببعض الأفراد

وفي سياق ذي صلة، طالبت أصوات إعلامية عديدة في الجزائر بضرورة الرقابة على هكذا برامج فكاهية تبثها وسائل الإعلام المحلية، والتي تمس كرامة الإنسان وتحط منها وتستهزئ ببعض الأفراد، خاصة وأن عدم الالتفات إلى مثل هذه السلوكيات "غير المقبولة" يمكن أن يفتح الباب أمام التمادي في مثل هذه تصرفات.

كما طرح هذا الفيديو العديد من التساؤلات حول غياب الوازع الأخلاقي والثقافة القانونية لدى الفنان الفكاهي في الجزائر، وخصوصًا فيما يتعلق بحقوق الأطفال.

وعلى الأرض، ينتشر في شوارع المدن الجزائرية عدد من العائلات الأفريقية، وخصوصًا من النساء والأطفال الذين نزحوا من الدول الحدودية مع الجنوب الجزائري، خاصة من مالي والنيجر، هروبًا من الفقر والمجاعة والنزاعات العرقية ومن الحرب التي فككت دولهم، ويعيشون على التسول وطلب الصدقات من المحسنين في الجزائر، فيما وفرت السلطات الجزائرية بعض المراكز موزعة على مستوى عديد الولايات الجزائرية لإيوائهم.

اقرأ/ي أيضًا:

المهاجرون الأفارقة في الجزائر.. شقاء الأحلام

شوقي بوزيد يصرخ.. ماما أفريقيا