20-يوليو-2019

مدينة أدرار (دي أوغوستيني/Getty)

كان الإعلان عن جائزة "محمّد ولد الشّيخ لنصوص الصّحراء"، مطلع العام الجاري، من طرف أسرة "المقهى الثقافي" التّابع لتعاونية النّخلة لفنون العرض والتّراث الشّعبي في ولاية أدرار جنوبي الجزائر، حدثًا مثيرًا للإعجاب والتّثمين، بالنّظر إلى طبيعة موضوع الجائزة. الصّحراء التّي بقيت موضوعًا هامشيًّا في الأدب الجزائري، رغم شساعتها في الجغرافيا والمخيال الشّعبيّ العامّ.

المشاركة باللّغتين الأمازيغيّة والفرنسيّة كانت صفريّة، واقتصرت فقط على اللّغة العربيّة بـ17 عشر نصًّا

اختارت الجائزة اللّغات الثلاث المستعملة في الفضاء الجزائريّ وهي العربيّة والأمازيغيّة والفرنسيّة. وعيّنت أربع لجان معظم أعضائها ينتمون إلى البيئة الصّحراويّة نفسها. ثلاث لتقييم النّصوص المترشّحة، ولجنة للجائزة التّقديريّة، التّي تمنح لكاتب يملك رصيدًا في الكتابة عن الصّحراء، من غير أن يترشّح لها.

اقرأ/ي أيضًا: جائزة للرّواية القصيرة في الجزائر

غير أنّ المشاركة باللّغتين الأمازيغيّة والفرنسيّة كانت صفريّة. واقتصرت فقط على اللّغة العربيّة بـ17 عشر نصًّا في الرّواية وأدب الرّحلة. وهما الحقلان اللّذان فضّل القائمون على الجائزة أن يكونا محلّ المنافسة، "بالنّظر إلى قدرة السّرد على وصف المكان والوصول إلى رصد تفاصيله وأعماقه وجمالياته"، يقول النّاشط جلول حدّادي رئيس الجهة المنظمة.

انتهى مجال المشاركة في 31 مارس/ آذار الماضي. فعكفت اللّجنتان على التّداول إلى غاية الأسبوع الأوّل من شهر جويلية/ تمّوز، حيث استقرّت آراء الأعضاء على أن تعود جائزة فرع الرّواية لنصّ "مول الضّاية" لعبد الهادي دحدوح من ولاية تمنراست، وتعود جائزة فرع أدب الرّحلة لزهية منصر من ولاية بومرداس عن نصّها "بحثًا عن أبناء الرّيح: يوم التقيت ألبرتو مورافيا في الصّحراء". فيما عادت الجائزة التّقديريّة مناصفة للرّوائيين جميلة طلباوي من ولاية بشّار والصدّيق حاج أحمد من ولاية أدرار.

ولأنّ نشر النّصوص المخطوطة المتوّجة كان ضمن امتيازات الجائزة، فقد وافقت الجهة المنظمة، بعد استشارة الكاتبين، على أن تتولّى دار "الوطن اليوم" نشر النّصّين المتوّجين في فرعي الرّواية وأدب الرّحلة.

يقول النّاشط الثقافيّ جلول حدّادي، المشرف على الجهة المنظمة للجائزة إنّها خطوة جاءت في وقتها، "فثمّة فراغ غير مبرّر في مجال الجوائز، التي تثّمن الصّحراء وإبداعات أقلامها الكثيرة والمثيرة للإعجاب". واعتبر محدّث "الترا جزائر" الدّورة الأولى من الجائزة تجريبيّة، "استخلصنا منها كثيرًا من التجارب والخبرات، التّي سنبني عليها في التّأسيس للجائزة، التّي ستتحوّل إلى مؤسّسة يكون مقرّها في مدينة أدرار".

من جهته، كتب رئيس لجنة النّصوص الرّوائي المتخصّص في ثيمة الصّحراء والأكاديمي الصدّيق حاج أحمد، في تدوينة فيسبوكيّة له: "تشهد اللّجنة، أنّها عملت في جوّ مريح، ولم تتلق أيّ ضغوطات أو حساسيات من الهيئة الرّاعية والمانحة، ولم تخضع في قراراتها إلّا للمسطرة الصّارمة والمعايير، التّي تبنّتها بإجماع أعضائها قبل بداية التّحكيم".

عادت جائزة الرواية إلى نصّ "مول الضّاية" لـ عبد الهادي دحدوح من ولاية تمنراست

يشار إلى أنّ الجائزة، التّي حملت اسم محمّد ولد الشّيخ، الذّي يعدّ سبّاقًا إلى الكتابة والنّشر في الجنوب الجزائريّ (1905 ـ 1938)، ترعاها ماليًّا وزارة الثقافة وتنظيميًّا تعاونية "النّخلة" لفنون العرض والتراث الشعبي، التّي تعدّ من أنشط الجمعيات الثقافيّة في ولاية أدرار. وضمّت لجنتا تحكيمها الكتّاب والأكادميين عبد الله حمّادي وأحمد دلباني وبوداود عميّر ووسيلة بوسيس وفاطمة بن شعلال وعبد الحفيظ بن جلولي والصدّيق حاج أحمد وعبد الله كرّوم وعبد الهامل وفايزة خمقاني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ناجي أمين بن باطة ينال جائزة الرّوائيين الشّباب

جائزة "الجزائر تقرأ" للرواية.. بديل شبابي