01-مارس-2024
الشريعة

توافدٌ كبير تشهده منطقة الشريعة الجبلية

انخفضت مستويات الحرارة لأقل من 3 درجة تحت الصفر 2024 بعدة ولايات جزائرية ، وعادت الثلوج إلى التساقط بقوة، والتراكم بسمك كبير عبر عدة مناطق من الوطن.

انتعشت السياحة الثلجية بمجمل المناطق الجبلية وعبر المرتفعات على غرار الشريعة بولاية البليدة وتيكجدة بولاية البويرة

وانتعشت السياحة الثلجية بمجمل المناطق الجبلية وعبر مرتفعات تجاوزت الألف متر، على غرار الشريعة بولاية البليدة وتيكجدة بولاية البويرة المجاورتين للعاصمة، واللتان شهدتا إنزالا كبيرا بالمواطنين خلال الساعات الأخيرة وعاشت العديد من الأسر الجزائرية لحظات استثنائية على وقع تساقط الثلوج واستمتعت بأجواء  التزلج فوق المرتفعات وتم اصطحاب وفود مدرسية للتنفيس والمرح نهاية الأسبوع.

كما انتعشت بالموازاة مع ذلك العديد من النشاطات التجارية الخاصة ببيع ألبسة الثلج على غرار المعاطف والقفازات وأحذية الثلوج وحتى نشاطات الأكل السريع وبيع الشاي والمطاعم بالمناطق التي تعرف إقبالا كبيرا للمواطنين للاستمتاع بمناظر الثلج، حيث يمارس الكثير من سكان المنطقة أو وافدين إليها من ولايات مجاورة "بزنس الثلج"، والذي قد لا يستمر لفترة طويلة في السنة إلا أنه يحقق أرباحا طائلة.

1000 شخص يزور "الشريعة" في اليوم

وفي زيارة قادت "الترا جزائر" إلى مرتفعات حظيرة شريعة تزامنا وفترة تساقط الثلج، سجلت السلطات بالمنطقة، إقبال أزيد من ألف شخص على هذه المرتفعات يوميا وفق ممثلي الحماية المدنية هناك، وذلك منذ ساعات الصباح الباكرة ويستمر التوافد إلى غاية الرابعة مساء، ثم تقوم مصالح الأمن أو أعوان الحماية المدنية بغلق المداخل في حال شهدت المنطقة اضطرابات جوية تنذر بتراكم الثلوج لدرجة غلق المكان ووقف حركة السير، وذلك حتى لا يجابه القادمون إلى المرتفعات أي مشكل أو عجز عن العودة إلى الديار مساء، مثلما حدث قبل سنوات.

ويكون التوافد إلى مرتفعات الشريعة إما عبر سيارات شخصية للسياح والعائلات أو من خلال رحلات مبرمجة للوكالات السياحية التي تحضر برمجة يومية إلى الشريعة وتيكجدة ومنطقة ثنية الحد بولاية تيسمسيلت منذ بدية التهاطل.

المستفيدون الأوائل من عودة الثلوج

ويعد أصحاب الوكالات السياحية المنظمة للرحلات الداخلية، المستفيدين الأوائل من عودة الثلوج نهاية فيفري / شباط الماضي، حيث باشر هؤلاء بالسرعة القصوى تنظيم رحلات سياحية يومية إلى كل المناطق المرتفعة التي تتوفر على حظائر ومناظر طبيعية ساحرة.

 وتعادل تكلفة التنقل للشخص الواحد من العاصمة إلى الشريعة 1500 دينار وترتفع التكلفة إلى كل من تيكجدة وثنية الحد إلى 2000 دينار، وهو المبلغ الذي يشمل النقل فقط في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا أو السابعة كأقصى حد والعودة مساءا بداية من الثالثة بعد الزوال.

ويتم نقل الوفود في حافلات صغيرة تنتظر عودتهم مساء عند نفس نقطة الانطلاقة، وتتنافس الوكالات يقول سليم طياحي وهو صاحب وكالة "ديما تور" للسياحة والأسفار بالجزائر العاصمة لـ "الترا جزائر" على جلب أكبر عدد من الحجوزات من خلال محاولة إدراج برنامج ترفيهي مغري للزبائن على غرار زيارة الشرفات الأكثر ارتفاعا والغابة والمناطق المخفية أو غير المعروفة لغير المقيمين بالمنطقة، لزيادة حماس المسجلين.

يعد أصحاب الوكالات السياحية المنظمة للرحلات الداخلية، المستفيدين الأوائل من عودة الثلوج

ومن بين الأشخاص الذين يحققون أعلى نسبة أرباح خلال فترة تساقط الثلوج هم باعة ملابس الثلج والذين ينشطون سواء بالعاصمة أو حتى بالقرب من الحظائر الثلجية إذ أنه بمجرد أن تطأ قدماك منطقة الشريعة أين تتهاطل الثلوج تجد بائعي المعاطف والأوشحة والجوارب والقفازات وبأسعار مرتفعة جدا، مع طوابير من المواطنين يقتنون هذه المنتجات قبل خوض غمار تجربة الثلج، لاسيما أولئك الوافدين أول مرة، وهم لا يدركون حجم البرد الشديد هناك.

كما ترتفع أسعار هذه المستلزمات بكافة المناطق وليس فقط على مستوى الحظائر حيث يرتفع سعر القفازات إلى 1000 دينار  والجوارب 200 دينار والمعاطف الدافئة بين 6 آلاف و30 ألف دينار حسب الجودة والنوعية.

الشريعة

كما يرتفع سعر الخدمات بالمناطق الثلجية فيعادل سعر كأس شاي صغير 50 دينار وطبق بيتزا 700 دينار ووجبة الفطور بين 500 و2000 دينار أو أكثر، حسب ما تتضمنه الوجبة، مع تأجير مستلزمات التزلج الثلجي مثل العربات التي تؤجر بما يعادل 300 دينار لكل 30 دقيقة.

وتنتعش أيضا مبيعات الوجبات المنزلية مثل "المحاجب" و"الكسرة" وهي أطباق شعبية جزائرية تعرض هناك بقوة من قبل نساء يصنعنها أو أطفال يعرضون هذه الأطباق للبيع على الوافدين، وتسجل حركة النقل هناك ارتفاعا قياسيا خلل فترة الثلج، وهو ما يجعل أصحاب سيارات الأجرة أو "الطاكسي" يعتبرون "الشريعة" منطقة نشاط، ويتوافدون إليها منذ الساعات الباكرة للنقل من وإلى حظيرة الشريعة.

الشريعة

تحسين الخدمات أولوية

وفي السياق يشيد الخبير الاقتصادي كمال ديب في إفادة لـ "الترا جزائر"  بجمالية عدة مناطق في الجزائر وقدرتها على جلب عدد كبير من السياح المحليين والأجانب بفضل تنوعها الطبيعي، وتباينها بين الجبال والصحراء والبحار والأنهار، إلا أنه يشدد على ضرورة الترويج لهذه المناطق بشكل أحسن مستقبلا، باستخدام التكنولوجيا الحديثة والرقمنة، وعدم التغافل عن أهمية التسويق للجزائر كوجهة سياحية عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

وبخصوص السياحة الثلجية، يؤكد ديب أن الصور الملتقطة بتيكجدة وشريعة خلال الأيام الماضية قادرة على جلب ملايين السياح مثلما جذبت عشرات ملايين المشاهدين افتراضيا، إلا أن الأمر يتطلب الترويج الحسن والاستثمار السياحي بتلك المناطق من خلال إنشاء منتجعات ومركبات سياحية وفنادق وتحسين خدمات النقل والإيواء والإطعام، وفتح محلات تجارية جديدة وخلق نشاطات مرافقة لقدوم آلاف الزوار للشريعة على سبيل المثال، فمثل هذه إجراءات حسبه ستعمل على رفع نسبة الإقبال وتعظيم أرباح القطاع السياحي.

وختم المتحدث تصريحه قائلا: "يجب إعطاء قطاع السياحة نفسا جديدا وريتم مختلف خلال العام 2024، من خلال الاستثمار، سواء تعلق الأمر بالاستثمارات الصغيرة مثل النشاطات التجارية المصغرة أو الاستثمارات الكبرى على أعلى مستوى في البنى التحتية كالطرقات والنقل والفنادق.