11-أكتوبر-2019

جمال بلماضي، مدرب المنتخب الجزائري (تصوير: جافيار سوريانو/ أ.ف.ب)

حين وصل جمال بلماضي إلى الجزائر لحضور أول ندوة صحفية له كناخب وطني، كان منتخب المحاربين في أسوأ حالاته. ما زالت هناك آثار صدمة الخروج قبل الأوان في التصفيات المؤهّلة لكأس العالم، رغم جوّ التشاؤم السائد، أعلن بلماضي عن أهدافه: "سنذهب إلى مصر من أجل التاج الإفريقي".

يعترف بلماضي أن المنتخب الإفواري كان أصعب الفرق التي واجهها المنتخب الجزائري في بطولة كأس أفريقيا

في تلك الأثناء، وُصف نجم أولمبيك مرسيليا السابق بالمجنون، فلا أحد كان ينتظر تصريحًا مماثلًا من مدرّب في أوّل ندوة صحفية له، لكن بعد 10 أشهر من ذلك اليوم، حقّق بلماضي وعده، وعاد بالكأس الإفريقية من مصر، مرصّعا قميص الأفناك بنجمة ثانية.

اقرأ/ي أيضًا: بلماضي لن يُدرّب اللاعبين المحلّيين.. الخلاف مع "الفاف" يشتدّ

أكد جمال بلماضي في حوار مع موقع "فيفا"، أنه يشاهد في كل يوم يمرّ عليه في الجزائر، مدى أهميّة الذي أحرزه مع الفريق، في بطولة كأس أمم أفريقيا الماضية بمصر، ويشعر بالفخر لمّا حققه مع منتخب بلاده.

ذكريات أرض الكنانة

في خضم الحديث عن تتويج الخضر بكأس إفريقيا، قال بلماضي إنّه كان يشعر برغبة كبيرة لدى اللاعبين في الذهاب بعيدًا في المسابقة، "تيقنت منذ اليوم الأوّل أن اللاعبين يريدون التتويج، ومع تقدم فعاليات البطولة وفوزنا في مباريات الدور الأوّل بالنتيجة والأداء، شعرنا بأننا نقترب من تحقيق الهدف الذي حددناه لأنفسنا".

وفي جواب عن أصعب  المنافسين الذين وقفوا في وجه "الخضر" في المشوار الأفريقي، ردّ بلماضي: "كل المباريات كانت صعبة، لكن لقاء كوت ديفوار كان الأصعب، خضنا فيه شوطين إضافيين وأصابنا الإجهاد جرّاء ذلك، مباراة نيجيريا كانت شاقّة أيضًا، كنّا نعتقد أنّ اللقاء يتجّه لوقت إضافي، قبل أن يظهر محرز في ركلة حرّة طارت بنا إلى النهائي".

محرز كان كلمة السّر

يُجمع المتتبّعون أن رياض محرز تغيّر كليّا منذ قدوم جمال بلماضي، فلقد صار لاعبًا إيجابيًا دفاعيًا وهجوميًا، كما بات القائد الأوّل للفريق، ويتحدّث بلماضي عن الدور الفعّال لنجم مانشستر سيتي، قائلًا إن "رياض لعب دور القائد بإتقان. كان مؤثرًا للغاية في صفوف الفريق داخل وخارج الملعب، كما كان مهمًا للغاية في بناء اللعب. سجّل أهدافًا في أصعب اللحظات. محرز هو نجمنا وما قام به يستحق الاعتراف والإشادة".

ويضيف بلماضي أن "محرز لم يكن وحده، بل تألق معه إسماعيل بن ناصر وجمال بن العمري وعيسى ماندي ورايس مبولحي ويوسف بلايلي وبغداد بونجاح، دون أن ننسى بقيّة اللاعبين، لكن ما يميّز محرز أنه نجم يُلفت الأنظار، الجميع كانوا ينتظرون مشاهدة محرز في مواجهة السنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح. محرز كان حاضرًا في الوقت الذي نحتاجه فيه، وكان في حسن ظنّ وثقة الجميع".

السبيشل وان

أصبح بلماضي يُلقّب بـ "السبيشل وان الأفريقي"، ونال اعترافًا رسميًا من الفيفا بعد حلوله في قائمة أفضل مدربي العالم، في قائمة ضمّت أحسن المدربين على غرار غوارديولا ويورغن كلوب، عن ذلك يقول بلماضي: "من الرائع أن تكون في القائمة، خاصة إلى جانب أسماء معروفة في عالم التدريب، لكنني في الوقت نفسه، أعتبر أن التموقع في القائمة هو ثمرة عمل الطاقم التدريبي بأكمله وكذلك اللاعبين".

جمال بلماضي: ""هدفنا الأوّل الآن هو بلوغ نهائيات كأس العالم 2022 في قطر"

مونديال قطر ليس مضمونًا

تحدّث بلماضي أيضًا عن مستقبل الخضر، ومشوار المنتخب في تصفيات أفريقيا المؤهّلة لكأس العالم القادمة: "هدفنا الأوّل الآن هو بلوغ نهائيات كأس العالم 2022 في قطر. التصفيات الإفريقية ستكون صعبة وطويلة ولكن علينا أن نتحمّل مسؤولياتنا كأبطال للقارة، وعلينا أن نُكافح لبلوغ المونديال، الأمر لن يكون سهلًا". ويضرب بلماضي مثالًا بالمنتخب الكاميروني، الذي تراجع أداؤه بعد تتوجه بكأس القارّة السمراء، "يجب أن نتعلّم الدرس من المنتخب الكاميروني، حيث فاز بلقب كأس أمم أفريقيا 2017، لكنّه فشل بعد ذلك في التأهّل إلى مونديال 2018، وظهر بمستوى متواضع في كأس أفريقيا بمصر، نحن نعلم أنّ النتائج غالبًا ما تتراجع عقب الفوز بالبطولات الكبرى، يجب أن نحسن التعامل مع الوضع".

 

اقرأ/ي أيضًا:

جمال بلماضي .. هل يستعيد هيبة "محاربي الصحراء"؟

محاربو الصحراء وأسود التيرانغا.. تاريخ المواجهات