23-مارس-2024
حجز أماكن في المساجد (فيسبوك/الترا جزائر)

(الصورة: فيسبوك)

فريق التحرير - الترا جزائر

تداول جزائريون صورًا وفيديوهات من داخل المساجد، تظهر أماكن محجوزة في الصفوف الأولى خارج أوقات الصلاة، عمد أصحابها إلى وضع أغراضهم في المساجد بغرض الالتحاق بها لاحقًا.

يحجز كثير من الناس أماكن في المساجد باستعمال أغراض شخصية مثل الكراسي والمفاتيح والنظارات والطاقيات وأعواد السواك.

وتناقل فيسبوكيون منشورات تظهر سجادات وحمّالات مصاحف وطاقيات، مسابح، مفاتيح، نظارات شمسية، أعواد سواك، وكراسٍ ومعاطف مرتبة جنبًا إلى جنب في الصفوف الأولى في بعض المساجد، قصد أصحابها حجز أمكنة إلى حين دخول وقت الصلاة.

على طريقة حجز الأماكن في مكاتب البريد ببطاقات الهوية في شباك التخليص، وحجز الأماكن في المستشفيات أمام مراكز الأشعة والفحص، وكما اعتاد الجزائريون في كثير من المؤسّسات على اعتماد طريقة وضع الأغراض أمام الشبابيك لحجز الأماكن تفاديًا للوقوف المطول، صار مألوفًا أن يحجز الجزائريون أماكنهم في المساجد بالطريقة نفسها.

لكن هذه الظاهرة تزايدت بشكلٍ كبير في شهر رمضان، بسبب إقبال كثيرين على المساجد لأداء صلاة التراويح، حيث تكون المساجد ممتلئة على آخرها ويضطر كثيرون للصلاة في الشارع.

هذه الظاهرة أثارت جدلًا واستنكارًا وسط جزائريين، فاستعانوا بمنشورات رافضة للظاهرة، وحملات فيسبوكية تدعو إلى تحييد الأغراض جانبًا وعدم الاكتراث بحجز الأماكن في المساجد.

في هذا السياق، يقول عبد الحفيظ لسال في تدوينة فيسبوكية " بعض الناس يحجزون الأماكن الأمامية في المساجد، ثم يتوجهون للمقاهي أو اماكن أخرى".

وأضاف صاحب المنشور موضحًا: "السبب الوحيد الذي تحجز فيه مكانك هو عندما تكون تنتظر في الصلاة ويحدث طارئ أو يسقط وضوؤك، في هذه الحالة يمكن حجز مكانك وإعادة الوضوء والرجوع بسرعة، ما دون ذلك، تعتبر تصرفات تناقض الشرع والأخلاق".

من جهته، علق أبو محمد مقداد، منتقدًا هذه الظاهرة بالقول: "المساجد بيوت الله، والخلق عيال الله متساوون من دخل أولا يحق له أن يختار مجلسه ومن دخل متأخرًا يجلس حيث ينتهي به المجلس، ولا يحق حجز الأماكن لأنها ليست ملكية خاصّة وعين فقط مكان الإمام والمؤذن".

في هذا السياق، وفي إطار حملة قادها شباب ضدّ هذه الظاهرة، تداول متابعون فيديوهات من داخل المساجدّ، بتوظيف مشاهد تمثيلية، للتنبيه من تكرّر هذه الظواهر.

كما تداول متابعون انتقادًا للشيخ رشيد بن عطاء الله لهذه الظاهرة، حيث اعتبر في فيديو متداول، أن حجز الأماكن في المساجد يؤدي إلى مشكلة، وأن من يقوم بهذا العمل لم يسأل العلماء والمشايخ.

وعلّق: "من أراد الصلاة في التراويح في الصفوف الأولى فليأت باكرًا"، وأضاف "هناك من يجلس في بيته ويتناول الحلويات ويشرب الشاي ومكانه محجوز في المسجد، ومن يفطر على عجل ويذهب إلى المسجد يلتقي بالكراسي وبقية الأغراض.

إلى هنا، يدعو متابعون أن يتدخل أئمة المساجد، لمنع هذه الظاهرة في الجزائر، بعدما خلقت حالة تذمر واسعة وسط جزائريين، معتبرين أن مثل هذه التصرفات، كثيرًا ما تُحدث مناوشات بين المصلين وخلافات قد تتطور إن لم يكن هناك تدخّل في إطار تنظيمي، يكون في شكل تعليمات تعلّق داخل المساجد للتذكير بتفادي حجز الأماكن.