29-أكتوبر-2019

رشيد كوار، باحث جزائري في الجامعة الروسية (فيسبوك/ الترا جزائر)

يعرض رشيد كوّار، الباحث في العلاقات الدولية في الجامعة الروسية، أبعاد القمّة الروسية الأفريقية المُنعقدة مؤخّرًا في مدينة سوتشي، والتي جمعت رئيس الدولة الجزائري عبد القادر بن صالح، مع نظيره الروسي فلادمير بوتين، ويُجيب في هذا الحوار على أسئلة "الترا جزائر"، حول التوجّهات الجديدة والمصالح المشتركة بين موسكو والقارّة السمراء ومن بينها الجزائر، وما هي الإمكانيات الروسية لمساعدة دول المنطقة؟ وهل بإمكان روسيا منافسة الصين وبقيّة الدول الأوروبية؟

رشيد كوار: "يُمكن لروسيا أن تُقدّم دفعًا لبعض الصناعات التي تُعتبر رائدة فيها، مثل الصناعات العسكرية والطاقة النووية السلمية"

  • ماهي أبعاد القمة الروسية الأفريقية؟ هل هي سياسية أم اقتصادية؟

مبدئيًا، هذا النوع من القمم يغلُب فيه الجانب السياسي على الاقتصادي؛ حيث حاول المشاركون تحقيق العديد من المكاسب السياسية، ولعلّ نوعية ومستوى التمثيل يعكس الأهميّة السياسية لهذه القمّة. إلى جانب هذا، فإن الجانب الاقتصادي احتلّ حيّزًا كبيرًا من هذا الحدث، إذ اتّجهت روسيا إلى تسجيل حضورها على الصعيد الاقتصادي في القارّة الأفريقية عن طريق توقيع شراكات جديدة مع عدّة دول أفريقية، وتوسيع سوق السلع والمٌنتجات الروسية خاصّة في مجال الإنتاج العسكري والأمن السيبراني والمحروقات والطاقة النووية. وعليه نستطيع القول إنّ الحدث خدم البُعدين معًا؛ السياسي والاقتصادي.

اقرأ/ي أيضًا: القمح الروسي بدل الفرنسي.. توجّه إلى تبعية أخرى؟

  • ماذا يمكن أن تقدّم روسيا لتنمية الدول الأفريقية؟

يُمكن لروسيا أن تُساهم في تنمية القارّة الأفريقية، عن طريق تقديم خيارٍ جديد لطرق تمويل المشاريع التنموية في المنطقة. خيارٌ يقوم على شراكة حقيقية وليس على شروط إمبريالية تهدف للسيطرة على اقتصاديات الدول الأفريقية، والجزائر من بينها طبعًا، ويُمكن لروسيا أن تُقدّم دفعًا لبعض الصناعات التي تُعتبر رائدة فيها، مثل الصناعات العسكرية والطاقة النووية السلمية. إضافة إلى هذا يُمكن لروسيا أن تُساهم في تكوين الإطارات والأخصّائيين لصالح الدول الأفريقية، حيث أن التعليم في روسيا متطوّر بشكلٍ كافٍ ومنخفض التكلفة، مقارنة مع تكاليف التعليم في الدول الغربية والمتطوّرة.

  • لماذا جاء هذا الاهتمام الروسي في هذه الفترة تحديدًا؟

أظنّ أنّ الاهتمام ليس وليد اليوم، ولكنه يرجع إلى نهاية التسعينات، حيث تبنّت روسيا استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية، والتي كان من أهدافها العودة إلى الساحة الأفريقية، التي كانت تُعتبر مجال نفوذ تقليدي للاتحاد السوفياتي سابقًا.

  • هل روسيا قادرة على منافسة التواجد الصيني والأوروبي؟

أعتقد أنّه لا أحد بإمكانه منافسة التواجد الصيني المتنامي في القارّة الأفريقية، في الوقت الحالي؛ فالدولة الوحيدة القادرة على المنافسة هي الولايات المتّحدة التي لا تضع أفريقيا على سلم أولوياتها في السياسة الخارجية، لذلك قد خلت الساحة للغزو الاقتصادي الصيني للقارة.

رشيد كوّار: "بإمكان روسيا منافسة الدول الأوروبية بتخصيص عدّة موارد للسوق الأفريقية"

أما فيما يخصّ الحضور الأوروبي، فيُمكن لروسيا منافسة هذه القوى الاقتصادية، خاصّة إذا علمنا أن المنافسة الأوروبية، متعدّدة بتعدد الدول الأوربية الرائدة اقتصاديًا في أوروبا، ولكن يجب على روسيا أن تخصّص المزيد من الموارد للبعد الأفريقي في سياستها الخارجية، الأمر الذي يُخطط له صانع القرار السياسي في موسكو.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هل يريد الجزائريون عودة فرنسا؟

هل "تتواطأ" الجزائر مع مهاجريها في فرنسا كي لا يعودوا؟