26-يوليو-2020

الدكتور عادل بودهدير (الصورة: موقع الصحة)

كشف الدكتور عادل بودهدير، رئيس مصلحة التخدير والإنعاش "كوفيد -19"، بالمستشفى الجامعي فرانس فانون بالبليدة، عن ظروف الصعبة التي يعيشها الأطبّاء، مع استمرار ارتفاع الوفيات والإصابات وسط الأطقم الطبيّة.

عادل بودهدير: رفع الحجر الصحي التدريجي زاد من عدد الإصابات بكورونا

وفي حوار مع" التر جزائر"، ذكر الطبيب المختصّ أنّ الوضعية الوبائية في الجزائر تبقى مقلقة، محذّرًا من ارتفاع عدد الإصابات بعد عيد الأضحى، كاشفًا عن أسباب ارتفاع حالات الاصابات في الفترة الأخيرة، وماهي الإجراءات الواجب اتخاذها تفاديًا للضغط على المستشفيات وتحقيق السلامة الصحيّة للمواطن.

اقرأ/ي أيضًا: كورونا.. الإصابات اليومية تقترب من الـ 700 حالة

  • هل الوضعية الوبائية خطيرة في الجزائر؟

أظنّ أن الوضعية الوبائية "كوفيد – 19" مقلقة في الجزائر، وحتى في العالم، صحيح أن نسبة الوفيات في الجزائر والحمد لله لم تكن مرتفعة كما في البلدان الغربية، لأسباب نجهلها لحدّ الساعة، لكن الأمر مقلق لأننا لاحضنا ارتفاعًا كبيرًا في الإصابات الخفيفة وحتى الخطيرة، هذه الأخيرة تمثل مؤشّرًا جيّدًا لمعرفة مدى انتشار الفيروس "ساري كوف2 " في المجتمع.

 تجدر الإشارة أن عدد مرضى الإنعاش "كوفيد-19" يمثل 5 ٪ من الإصابات الكلية، فإذا ارتفعت نسبة امتلاء أسرّة الإنعاش نستنتج بذلك ارتفاع موازي للإصابات المتوسطة والخفيفة.

  • الفترة الأخيرة لاحظنا تفشي الوباء بشكل سريع، في رأيك ما هي الأسباب؟

أسباب التفشي في الجزائر واضحة، أولًا رفع الحجر الصحي التدريجي يصاحبه حتمية ارتفاع في الإصابات، لأنّ بقاء مريض واحد في المجتمع كافٍ لنقل العدوى، وثانيًا عدم احترام التعليمات الطبية، وهذا نلاحظه عند نسبة معتبرة من الجزائريين، نسبة لا تلبس الكمامة أصلًا، وهناك من يرتديها بصفة خاطئة وخطيرة، في الذقن خاصّة.

 أما التباعد الجسدي لم يُحترم من طرف العديد من المواطنين، إضافة إلى نقطة أخرى هامة، وهي عدم احترام الحجر المنزلي من طرف المصابين المتابعين في البيت، زيادة على إقامة الحفلات، وحضور الجنائز، فقد شكّلا عاملًا لظهور حالات وسط المحيط العائلي.

لاحظنا أيضًا حالات جماعية في فرق الإدارة والمؤسّسات، الأمر الذي يتطلب الحيطة وتشديد الالتزام بالتعليمات الطبية، التجار كلّهم ينشرون التعليمات في واجهات المحلات، لكن نسبة من الزبائن لا تطبقها وأحيانًا التجّار أنفسهم لا يلبسون الكمامة بصفة صحيحة.

  • ما هي ظروف عمل الفرق الطبية في مواجهة الجائحة؟

ظروف عمل الأطقم الطبية صعبة، لأننا فقدنا - للأسف - عددًا منهم وهم يواجهون الوباء منذ بداية شهر آذار/مارس، منهم من أصيب وشفي وعاد للنشاط الطبّي، ومنهم من هو في عطلة مرضية بعد إصابته.

الإحصائيات الرسمية  تتحدّث عن أكثر من 1700 إصابة في الطواقم إلى حدّ الآن، إضافة إلى ذلك الضغوط النفسية الرهيبة وسط العمل، وكلها ظروف لا تسمح  بالعمل والتركيز خاصّة في مصالح الإنعاش، والتي تتطلب عددًا كبير من أطبّاء وممرضين وعمال صحّة.

  •   بحسب خبراء فإن قطع مسار العدوى بحاجة إلى وضع مخطط استعجالي، يتضمّن التشخيص السريع والشامل والعزل المنزلي. في رأيك هل هي مقاربة سليمة؟

هذه الخطة صحيحة نظريًا، لكن تطبيقها يتطلّب إمكانيات مادية وبشرية معتبرة، فالتحقيقات الوبائية تتطلب أن تكون ميدانية واسعة وشاملة.

 كما أن فرض حجر لمنطقة أو بلدية يُمكن أن يسمح بإنقاص الحالات، لكن يجب أن ترافقها متابعة اجتماعية واقتصادية. الحجر المنزلي الصحي يجب أن يحترم من طرف المرضى المتابعين في البيت، وتكثيف وسائل الفحص يسمح بالتشخيص أكثر، لكن يجب مرافقته بتتبع الحالات المشتبه بها عن قرب. الجانب التنظيمي والتنسيق بين المصالح الطبية والسلطات المحلية، يسمح بمردودية كبيرة في حسر الحالات، ويسمح بسرعة التدخّل في حالة ظهور بؤر وبائية.

  • كيف يمكن التعايش مع الحالة الوبائية والإبقاء على الحياة الاقتصادية؟

التعايش مع الحالة الوبائية إلزامي لطول مدّة الوباء، الحجر الصحي الكلي له تأثير سلبي على الاقتصاد وعلى مداخيل العائلات، لكن الحجر الصحّي كان له تأثير إيجابي في تراجع عدد الحالات بشكلٍ ملحوظ في البليدة بين شهري نيسان/أبريل وأيّار/ماي.

 أما الآن التعايش مع الوباء يكون بالتطبيق الشامل والإجباري للتعليمات الطبية، خاصّة ارتداء الكمامة بصفة صحيحة في الأماكن العمومية، والالتزام بالتعليمات يسمح بحسر الوباء وسيرورة الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

  • ما هي النصائح والإجراءات الواجب اتخاذها خلال العيد الأضحى؟

بعد عيد الفطر الفارط، لمسنا ارتفاعًا محسوسًا في عدد الحالات، بسبب عدم احترام التدابير الوقائية، كالزيارات العائلية، خاصّة ابتداء من اليوم الثالث للعيد، هذا الارتفاع جاء مباشرة بعد انخفاض محسوس للحالات.

 حاليًا نسجّل ارتفاعًا في الإصابات، مصدرها طوابير من مكاتب البريد والأسواق، وباقي التجمّعات. عيد الأضحى يتطلب تقاسم الشعائر بين العائلات خاصّة الكبيرة، مما يولد احتكاكًا أكثر بين أفرادها، هذه الأمور ممكن أن تزيد نسبة الحالات التي هي مرتفعة أصلًا.

عادل بودهدير: يجب تفادي أسواق الماشية المكتظة ومنع الزيارات العائلية في العيد

هنا، وجب الالتزام بالإجراءات الحمائية الضرورية، المتمثلة في ارتداء الكمامة بصفة صحيحة لأن حالات الإصابة منتشرة، وتفادي أسواق الماشية المكتظة والأماكن المزدحمة، وتفضيل الذبح في المذابح، وتمديد عملية الذبح طوال الأيام الثلاثة للعيد، ومنع الزيارات العائلية، وتفضيل التواصل عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي. كما يجب فرض تنظيم محكم للإدارة التي تشهد اكتظاظًا كبيرًا مثل مكاتب البريد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فتوى رسمية بإقامة صلاة عيد الأضحى في المنازل

"حمس" تؤكد أن حالة مقري مستقرة بعد إصابة بكورونا

 

 

.