10-أكتوبر-2024
شهر أكتوبر الوردي للكشف المبكر عن سرطان الثدي

شهر أكتوبر الوردي للكشف المبكر عن سرطان الثدي (صورة: أرشيف)

 يحتفل العالم في هذه الفترة من كل عام بـ"أكتوبر الوردي"، كشهر لمواجهة مرض سرطان الثدي، ومبادرة دولية تهدف إلى رفع الوعي بأهمية الكشف المبكّر عن هذا النوع من المرض الذي بات يُهدّد حياة الملايين من النساء حول العالم. وكما في بقية البلدان، يُمثّل سرطان الثدي تحديًا صحيًا واجتماعيًا كبيرًا في الجزائر، إذ يُشكّل عبئًا ثقيلًا على كاهل النساء المصابات وعائلاتهن.

سرطان الثدي مرتبط مباشرة بجنس الأنثى وعامل السنّ حيث كلما زاد سن المرأة كلما ارتفع خطر الإصابة به 

كُلفة اجتماعية

بالإضافة إلى الآلام الجسدية والمعاناة التي يُسبّبها المرض، فإن سرطان الثدي يترك آثارًا نفسية واجتماعية عميقة، حيث يؤثّر على صورة المرأة عن نفسها وعلى علاقاتها الاجتماعية، كما يفرِض تحديات اقتصادية كبيرة على الأسرة.

بعيدا عن لغة الاحتفال، فأكتوبر الوردي في الجزائر ليس مجرد حدث عابر، بل هو جزء من استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة سرطان الثدي، إذ تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالمرض، وتشجيع النساء على إجراء الفحوصات الطبية الدورية، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابات، فضلاً عن بناء نظام صحي قوي قادر على مواجهة هذا التحدي الصحي الكبير.

الأسباب والتشخيص

تُشير الإحصائيات إلى ارتفاع ملحوظ في عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، إذ تسجل أزيد من 15 ألف سرطان ثدي من بين 60 ألف حالة سرطان سنويا، مع معدل سن المصابات 47 سنة، عند المرأة الأقل من 40 سنة يمثل 20 % والأقل من ثلاثين سنة يمثل 12 %، وهذا يدل على أن معظم حالات سرطان الثدي تحدث عند المرأة الشابة في الجزائر، ويكون عند الرجل بنسبة واحد بالمائة فقط.

وتعود أسباب هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، حسب تصريح الدكتورة قناوي المختصة في حراجة الثدي، في( حصة dr help    - دكتور مساعدة) عبر قناة الشروق الجزائرية، منها العوامل الوراثية حيث تلعب الجينات دورًا هامًا في الإصابة بهذا المرض  وتزيد فرص الإصابة لدى النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي بالإصابة بالسرطان، وكما يستدعي الأمر عندهن بالقيام بالفحص الإشعاعي ابتداءً من سن العشرين سنة، فضلاً عن عامل الجنس، وذلك لأنّ سرطان الثدي مرتبط مباشرة بجنس الأنثى وعامل السنّ حيث كلما زاد سن المرأة كلما زاد خطر الإصابة بهذا الداء. بالإضافة إلى استعمال الأدوية الهرمونية بكل أنواعها مثل موانع الحمل لأنها تؤثر على نمو الخلايا السرطانية، علاوة على انعدام الحركة والسمنة والنّظام الغذائي الغير صحي والتدخين والكحول.

حملة تحسيسية للكشف المكبر عن السرطان

 وبخصوص أعراض هذا المرض، قالت الدكتورة إنّه سرطان صامت ولا يشعر المصاب به بأي ألم، وأعراضه الأساسية هو الإحساس بوجود كثل في الثدي أو تغيير الشكل الخارجي أو وجود إفرازات غير طبيعية عند الرجل والمرأة.

أمّا بالنّسبة للتشخيص؛ أكدت المختصة على أنّ عملية التشخيص المبكر وتقديم العلاج في المراحل الأولى يرفع من نسبة الشفاء إلى 90 بالمئة، لافتة إلى أنّ العلاج متوفّر ومتطوّر، في مقابل توفر الأطقم الطبية في مختلف مستشفيات الجزائرية.

وأضافت أنّ العملية تتم بطريقتين: الأولى في المنزل بالفحص الذاتي وذلك بالبحث عن كتلة بحركة دائرية حول الثدي وهنا تظهر أهمية توعية المرأة عن تشريح الثدي الطبيعي حتى تنتبه إذا كان هناك تغير مفاجئ، أما الثانية فتكون عند الطبيب المختص بالتّشخيص السريري والاشعاعي التي يأكد وجود كثلة مرضية ابتداءً من السنّ الأربعين وكلّ سنتين حتى سنّ السبعين سنة إذا كان التّشخيص لا يظهر وجود كتل.

آثار نفسية

لا يقتصر تأثير سرطان الثدي على الجانب الصحي الجسدي للمرأة المصابة، بل يتعداه ليصل إلى أعماق نفسيتها وحياتها الاجتماعية. فتشخيص الإصابة بهذا المرض يمثّل صدمة وتترك آثارًا عميقة على حياتها وعلاقاتها مع الآخرين، ومن العوامل التي تحدد عمق الأثر النفسي هي شخصية المرأة حيث تختلف استجابة كل امرأة للمرض حسب شخصيتها وقوتها الداخلية، والدعم الاجتماعي الذي يلعب دورًا حاسمًا في التخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية للمرض.

ويتمثّل الأثر النفسي في الخوف والقلق من المستقبل، ومن المضاعفات المحتملة للمرض والعلاج، وقد تعاني الكثيرات من الاكتئاب الشديد، نتيجة لتغير نمط حياتهن وفقدان السيطرة على أجسادهن، والشعور بالوحدة والعزلة وخاصة إذا لم تجد الدعم الكافي من عائلتها وأصدقائها.

كما يؤدي العلاج الكيميائي والإشعاعي إلى تغييرات في مظهر المرأة، مما يؤثر على ثقتها بنفسها. أما بخصوص الأثر الاجتماعي فيتعلق أساسا بتغيرات في العلاقات الاجتماعية حيث يتجنّبها البعض أو يعاملونها بشكل مختلف، وصعوبة في أداء الأدوار اليومية وتواجه صعوبة في أداء أدوارها كأم وزوجة وعاملة، مما يؤثر على حياتها الأسرية والمهنية.

 

حملة توعية للكشف المكبر عن السرطان

التغذية جزء من العلاج

يُخلّف سرطان الثدي عدة آثار جانبية على الصحة من حيث مضاعفات المرض والعلاجات القوية الكيميائية والاشعاعية التي تستعمل للتخلص منه، ومنها السمنة أو فقدان الوزن واضطرابات أخرى مثل فقدان حاسة التذوق والشم وصعوبة البلع وجفاف الفم وفقدان الشهية، ولهذا يجب على المريض الحرص على اتباع نظام غذائي صحي خلال فترة العلاج ومابعد الشفاء، ومراقبة الوزن بشكل مستمر حتى يبقى في حدود الصحة الجيدة، والالتزام بنشاط بدني منتظم لتحسن الصحة الجسدية والنفسية، وكما تفيد توصيات بتوزيع الوجبات خاصة في المرحلة الأولى على أربع إلى خمس وجبات في اليوم وتكون غنية بالخضر التي تحتوي على الألياف ومضادات الأكسدة، الفواكه والتوابل والبروتينات بأنواعها مثل اللحوم البيضاء والبيض.

 وينصح الأطباء بالابتعاد عن الفواكه الحامضة مثل الليمون واللحوم المصنعة والمواد الحافظة مثل الطماطم المصبرة ومعاجين الفواكه والحليب الحيواني خاصة عند مرضى سرطان البروستات، وكما يجب على مرضى سرطان الثدي الذين يعالجون بأدوية هرمونية الإبتعاد عن البذور التي يؤثر على عملها مثل بذور الحلبة أو المكملات التي تحتوي عليها والشوفان والصويا وبعض الخضر والفواكه مثل البروكولي والقرنبيط والفراولة، لأنّها تحتوي على هرمونات نباتية، والتقليل من السكريات المصنعة والأغذية الغير صحية مثل المقليات والعجائن.