09-أغسطس-2023

عبد العزيز رحابي، وزير وسفير سابق (الصورة: الخبر)

قال عبد العزيز رحابي الدبلوماسي والوزير السابق إن من شأن التدخل العسكري في النيجر أن يؤثر على المصالح الاستراتيجية للجزائر، ولم يستبعد أن يكون ذلك مخططا له لاستنزاف الجيش الجزائري.

الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي: الجزائر مستهدفة منذ سنوات بعملية شيطنة تقدم بلدنا كقوة معادية للمصالح الغربية

وأوضح رحابي في مقال له نشرته جريدتا "الوطن" و"الخبر"، أن الجيش الوطني الشعبي يدرك بعد أحداث النيجر، أنه يجب عليه أن يضمن بنفسه مراقبة وحماية هذه الخطوط الأمامية التي تمتد حتى التقاء الحدود بيننا في جنوب غرب ليبيا، والتي هي نفسها في حالة حرب منذ عام 2011 بعد تدخل تحالف غربي أطاح بنظام العقيد القذافي.

وأبرز أنه لا يمكن أن يكون تكاثر بؤر التوتر في شرق وغرب وجنوب الجزائر إلا نتيجة لاستراتيجية متعمدة لإضعاف الجيش الجزائري، من خلال وضعه تحت التوتر الدائم في حرب استنزاف غير معلنة.

وأضاف: "‏حتى لو كانت الجزائر واثقة من قدراتها على أداء مهامها الدستورية على أكمل وجه فيما يتعلق بالتهديدات المتنوعة على حدودها، فإن مسألة هيمنة الخيار العسكري في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وترحيب فرنسا به بشكل خاص وغياب الاتحاد الأفريقي غير المبرر يثير أسئلة جدية حول الأضرار الجانبية ذات الطبيعة الإنسانية والأمنية والاقتصادية".

وحول المخاطر المحدقة، لفت السفير السابق في إسبانيا إلى أن الحرب تعني بالنسبة للجزائر تسريع تدفقات الهجرة الجماعية التي ستضاف إلى الجالية النيجرية القوية المكونة أساسا من القاصرين غير المصحوبين بذويهم، الذين يجب أن يضمن لهم البلد المضيف الحماية الاجتماعية، وسيكون من الصعب القيام بذلك في ظل الظروف الاستثنائية مثل حالات الصراع المسلح أو ظروف مناخية طارئة.

أما على الصعيد الأمني، فقال رحابي إنّ الجزائر مستهدفة منذ سنوات بعملية شيطنة تقدم بلدنا كقوة معادية للمصالح الغربية، مستشهدة بمواقفنا بشأن الحرب في أوكرانيا وعملية التطبيع مع "إسرائيل"، ويظهر هذا في مواقف شركائنا الدبلوماسيين، وفي جميع وسائل الإعلام الغربية، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي في الدول العربية التي وقعت اتفاقيات ابراهام.

وتابع يقول إنه من المهم أيضًا الإشارة إلى أن الجهات الفاعلة الرئيسية في الملف الليبي فعلت كل ما في وسعها لاستبعاد الجزائر وتونس من المشاركة في البحث عن حل وطني ليبي.

ومع ذلك، فإن البلدين المجاورين المباشرين لليبيا هما أول من يعاني من عواقب المأساة الليبية التي تتميز بوجود جهات فاعلة أجنبية مثلما هو حاصل في منطقة الساحل الصحراوي.

وخلص رحابي إلى أن هذا المشهد (الليبي) يتكرر مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي استشارت القوى الغربية دون التشاور مع الجزائر، أول جارة في الشمال القريب.

ويصل في قراءته إلى أن هذه الوضعية تعني أن هذه الجهات الفاعلة، بدرجات متفاوتة، ستضع كل نفوذها لخفض مستوى الاستقلال في القرار الدبلوماسي ووضع الظروف التي ستعزز انخراط الجزائر في حرب استنزاف لإضعاف جيشها وتحويله عن مهامه الاستراتيجية.