11-مايو-2023
المجاهد عبد الحق بن باديس (فيسبوك/الترا جزائر)

المجاهد عبد الحق بن باديس (فيسبوك/الترا جزائر)

فريق التحرير - الترا جزائر 

خلفت وفاة المجاهد عبد الحق بن باديس شقيق الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس عن عمر ناهز الـ 103 سنوات، حزنًا كبيرًا، كون الرجل يمثل آخر من عاصروا الشيخ من عائلته.

عبد الحق بن باديس التحق بصفوف الثورة سنة 1955 وتوفي عن عمر ناهز 103 سنوات 

والفقيد وفق ما رثاه وزير المجاهدين العيد ربيقة، من مواليد 15 أيلول/سبتمبر 1920، بولاية قسنطينة شرق البلاد، ترعرع في وسط عائلة محافظة متمسكة بمبادئ العروبة والإسلام.

وعُرف الراحل منذ صغره بدفاعه المستميت عن الحرية والانعتاق وهو الشقيق الأصغر للعلامة عبد الحميد بن باديس، رائد الحركة الإصلاحية بالجزائر والذي درس على يده أصول الدين واللغة العربية، عندما كان نشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يرتكز على توعية الشباب وغرس الروح الوطنية فيهم.

وقد التحق الفقيد بصفوف الثورة التحريرية سنة 1955 بالولاية الثانية التاريخية وبالضبط بمدينة قسنطينة، وحسب ما رُوي عنه، فقد واصل كفاحه بكل عزم وبذل وعطاء ضمن خلايا التنظيم الثوري بالمدينة إلى غاية الاستقلال.

وبعد الاستقلال، يقول الوزير في تعزينه، تقلد المرحوم عبد الحق بن باديس عدة مسؤوليات في سلك التربية والتعليم، كان آخرها رئاسة مؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس، كما واصل نضاله في سبيل العلم مساهما بكتاباته وأبحاثه في إثراء المكتبة التاريخية، وكذا من خلال شهاداته الحية ومداخلاته في عديد التظاهرات للتعريف بشخصية شقيقه الأكبر العلامة عبد الحميد بن باديس، محافظًا بذلك على نفس النهج لنشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودورها إبان ثورة اول نوفمبر المجيدة.

والفقيد، حسب ما كتبه وزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي، هو آخرُ من يتذكّر ملامح الشيخ عبد الحميد بن باديس، رائد الإصلاح الديني والوطني ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهو الرجل المثقف، الطيب، الذي ظل يرعى الإرث الذي تركه رائد النهضة كأمانة عن جيل دافع عن الهوية الجزائرية طويلا.

وذكر ميهوبي أن في رحيل سي عبد الحق بن باديس، فقد لأحد شهود مرحلة كبيرة من تاريخنا الوطني الذي شهد تمازجًا بين الحركة الإصلاحية الدينية والحركة الوطنية السياسية التي أثمرت انتفاضة 8 أيار/ماي 1945، وبعد اندلاع ثورة التحرير المظفرة.