26-يونيو-2023
سيارة فيات 500 الهجينة (الصورة: Getty)

سيارة فيات 500 الهجينة (الصورة: Getty)

سيارة فيات 500 (FIAT 500)، هي إحدى أيقونات صناعة وتصميم السيارات الإيطالية، إذ حظيت بمكانة مرموقة في سوق السيارات العالمي منذ إطلاقها في أواسط القرن الماضي، خاصّة في ظلّ تصميمها المتناسب مع طبيعة المدن الكبيرة والمزدحمة.

يستفيد أصحاب هذه السيارة من حجمها الصغير، فلا يجدون أدنى صعوبة في ركنها في الأماكن المخصّصة مهما كانت ضيق المساحة

وفي هذا المقال نسلّط الضوء على أحد الإصدارات الحديثة لهذه السيارة، وهي سيارة فيات 500 الهجينة التي تجمع في تصميمها بين السحر الكلاسيكي لهذا الموديل وبين الأداء العملي الصديق للبيئة. ونتطرق في المقال إلى تاريخ تطوير فيات 500، ونتحدّث كذلك عن أبرز مزاياها وسلبياتها، ثم نتكلم عن أنظمة الترفيه والأمان وتجربة القيادة واستهلاك الوقود.

 

لمحة عامة

استقطبت سيارة فيات 500 اهتمام محبي السيارات منذ إطلاقها لأوّل مرة عام 1957، فهي توسم بأنها سيارة مدنية (مخصصة للتنقل في المدن) صغيرة وأنيقة التصميم، وسرعان ما أصبحت رمزًا لسيارات هذه الفئة. وطوال السنين الماضية خضعت هذه السيارة لتحديثات وتطويرات كثيرة، فأعادت شركة فيات إطلاق نسخة حديثة منها في عام 2008. ومنذ ذلك الوقت أصبحت السيارة من أكثر المنتجات درًا للأموال لشركة فيات، التي عكفت دائمًا على تطويرها وتحسينها. وفي مطلع عام 2020، أعلنت فيات عن إطلاق سيارة فيات 500 بمحرك هجين ثلاثي الأسطوانات بسعة لتر واحد.

الشعبية في الجزائر

حظيت سيارة فيات 500 الهجينة بمكانة مهمة في سوق السيارات الجزائري، خاصة أنها تعدّ خيارًا عصريًا وفعالًا لسكان المدن نظرًا لحجمها الصغير وقدرتها الكبيرة على المناورة، فهي سيارة مثالية للتنقل في شوارع المدن المزدحمة.

كذلك يستفيد أصحاب هذه السيارة من حجمها الصغير، فلا يجدون أدنى صعوبة في ركنها في الأماكن المخصّصة مهما كانت ضيقة المساحة. ويحظى شكل السيارة الخارجي الأنيق والخيارات الكثيرة القابلة للتخصيص باهتمام الأفراد في السوق الجزائري، لا سيما أولئك الراغبين باقتناء سيارة مستدامة تساهم في حماية البيئة.

فيات هيبريد

مع بداية استيراد السيارات في الجزائر، وفي الساعات الأولى لانطلاق إيداع طلبات شراء مركبات فيات الإيطالية، ظهر وكيل وكالة بن فليس موتورز بولاية باتنة شرق البلاد، ليعلن أن نقطة البيع تلقت 1200 طلبية شراء سيارة فيات في ظرف ستّ ساعات فقط.

ورغم أن سيارة تيبو تسجل أعلى المبيعات في الجزائر حسب مؤسسة فيات الشرقة "Saida Automotive"، نظرًا لتوجه الجزائريين إلى السيارات العائلية الكبيرة بشكلٍ أكبر، لظروف تفرضها العلاقات الأسرية والمجتمعية، إلا أن وكالات البيع سجّلت نفاذًا في مخزون طراز فيات 500 في الجزائر.

يقارن الجزائريون سيارة فيات 500 بشبيهاتها في أسواق السيارات المستعملة،  فهي بالنسبة لهم سيارة منخفضة السعر إذا قورنت بسيارات مستعملة من علامة كيا بيكانتو أو هيونداي i10، غير أن سعر السيارات الجديدة من علامات فيات، أقل بكثير من العلامات المستعملة التي تتجاوز مسافة سيرها 100 ألف كيلومتر، وغالبًا ما تكون قد تعرّض طلاؤها لإصابات خفيفة وأعيد تغيير بعض الأجزاء منها، وهو عامل يُفقد السيارات قيمتها في الأسواق الجزائرية.

من بين الانتقادات الموجّهة لسيارة 500 في الجزائر، صغر حجمها وعدم مناسبتها للعائلات كثيرة الافراد، يضاف إلى كل ذلك، لا تعدّ السياراة مناسبة للسفر لمسافات طويلة، في بلد تتجاوز مساحة 2 مليون متر مربع، خاصة وأن العلاقات العائلية الممتدة في الجزائر تفرض على عائلات كثيرة التنقّل برًا لمئات الكيلومترات.

مزايا فيات 500 الهجينة

تتضمن أبرز مزايا سيارة فيات 500 الهجينة كلًا مما يلي:

  1. المحرك الهجين: تجمع هذه السيارة في تصميم محركها بين محرك البنزين وبين المحرك الكهربائي، مما يعزز كفاءة استهلاك الوقود في السيارة، ويقلل انبعاثات الكربون منها. وهذا يعني أنه خيار مناسب للأفراد المهتمين بسلامة البيئة وحمايتها. ومع ذلك توجد نقطة سلبية بخصوص هذا المحرك الهجين، فالسيارة لا تستطيع السير بتاتًا على طاقة المحرك الكهربائي وحده حتى لو كانت المسافة قصيرة مثلما هو الحال في الازدحام المروري.
  2. صغر الحجم ورشاقة الحركة: تتميز سيارة فيات 500 الهجينة بحجمها الصغير جدًا، فهي إلى ذلك قادرة على المناورة والتنقل في شوارع المدينة بكل سهولة. وتعزى هذه الميزة إلى المقود الخفيف، وتوجيه السيارة الرشيق وانعطافها السلس، فهيكل السيارة قليل التمايل عند المنعطفات.
  3. التصميم الكلاسيكي الأنيق: حافظت شركة فيات على التصميم التقليدي لهيكل سيارة فيات 500 الهجينة ذات الأبواب الثلاثة، غير أنها أتاحت كذلك خيارات قابلة للتخصيص بما يتلاءم مع طلبات العملاء المختلفة.

سلبيات فيات 500 الهجينة

تنطوي سيارة فيات 500 الهجينة على بعض السلبيات التي تتضمن:

  1. المساحة الضيقة: من المشكلات الواضحة في هذه السيارة هي ضيق المساحة في مقاعد الركاب الخلفية. فالتركيز على أن تكون السيارة صغيرة الحجم ومناسبة لطرقات المدينة أتى على حساب المساحة الداخلية، مما يعني أن بعض الأشخاص- لا سيما فارعي الطول- قد يواجهون مشقة في الجلوس على المقاعد الخلفية، خاصة في رحلات التنقل الطويلة.
  2. سعة الحمولة المتواضعة: يكون الصندوق الخلفي لسيارة 500 الهجينة مفيدًا في نقل ووضع الأغراض المستخدمة في الحياة اليومية، مثل السلع والمنتجات التي يشتريها صاحب السيارة من أحد المتاجر، ولكن مساحة الصندوق الصغيرة تشكل عائقًا حقيقيًا عند نقل أغراض أكبر حجمًا، أو عند وضع الأمتعة للقيام برحلة طويلة.

نظام الترفيه

أدخلت شركة فيات على جميع الإصدارات الحديثة من سيارة فيات 500 الهجينة نظام الترفيه المعروف باسم يو كونيكت (Uconnect)، وهي إلى ذلك مجهزة بشاشة تعمل باللمس محاطة بفتحات تهوية، وفيها كذلك خيارات اتصال البلوتوث ومنفذ USB. وقد يدعم نظام الترفيه أيضًا تكامل الهواتف الذكية، مما يتيح للمستخدم خيارات التصفح والوصول إلى التطبيقات الشائعة.

الاقتصاد في استهلاك الوقود

تتجلى أبرز مزايا سيارة فيات 500 الهجينة في توفير استهلاك الوقود وتقليل كمياته؛ فمجموعة الدفع ونقل الحركة الهجينة تساهم في تعزيز فعالية استخدام الوقود في السيارة، وتقليل حجم الاستهلاك وكمية الانبعاثات الكربونية مقارنة بمحركات البنزين التقليدية، وبذلك توفر على السائقين بعض نفقات الوقود.

عناصر الأمان والسلامة

توجد في سيارة فيات 500 الهجينة ميزات الأمان القياسية لحماية السائق والركاب، مثل الأكياس الهوائية ونظام منع انغلاق المكابح ونظام الثبات الإلكتروني والمستشعرات الخلفية لركن السيارة، فجميع هذه الميزات مناسبة للمحافظة على سلامة الركاب خلال عمليات التنقل اليومية بالسيارة.

تجربة القيادة

تقدم فيات 550 الهجينة تجربة قيادة ممتعة وعملية، وذلك لما تتميز به من خفة الحركة والحجم الصغير والاستجابة السريعة عند التوجيه، فهي قادرة على المناورة والقيادة بسهولة في الشوارع الضيقة أو المزدحمة. وعمومًا لا يُحدِثُ محرك فيات 500 الهجينة ضوضاءً كثيرة عند القيادة في شوارع المدينة، ولكن إذا تسارعت حركة السيارة فعندها قد يسمع الركاب أصواتًا شبيهة بالحشرجة، وربما يشعر السائق ببعض الاهتزاز عند الدعس على الدواسات. كذلك كلما ارتفعت سرعة السيارة، أصبحت ضوضاء الرياح والطرقات ملحوظة على نحو واضح، غير أنها لا تبلغ قطّ مستوى مزعجًا للركاب.

يشهد سوق السيارات الجزائري إقبالًا من المستهلكين على السيارات المدمجة (أي السيارات العائلية الصغيرة) والفعالة في استهلاك الوقود، لأنها تلبي احتياجات قاطني المدن والمناطق المزدحمة، خاصة في ظل ما تشهده البلاد من ارتفاع أسعار الوقود والتوسع السكاني في المدن وانتشار ثقافة الوعي بالمخاوف البيئية.

يشهد سوق السيارات الجزائري إقبالًا من المستهلكين على السيارات المدمجة والفعالة في استهلاك الوقود

وتبرز سيارة فيات 500 الهجينة ضمن قائمة السيارات المدمجة التي تُعبّر عن أصالة التصميم الإيطالي الأنيق، وتستخدم التكنولوجيا الحديثة دون أن تغفل عن مسؤولية حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة. فهذه السيارة توفر استهلاك الوقود، وتؤدي أداء عمليًا رائعًا في الشوارع المزدحمة والضيقة، فهي ملائمة لقضاء المشاوير اليومية ضمن شوارع المدينة.