29-مايو-2019

البروفيسور نور الدين مليكشي (مواقع التواصل الاجتماعي)

بعد أن سمع به ربما جميع سكان المعمورة، سيكون أيضًا لمن تطأ قدمهم كوكب المريخ، الفرصة بداية من شهر آذار/مارس 2020، ليكتشفوا قصة الحراك السلمي الجزائر، بعد أن تحط في هذا التاريخ على سطح الكوكب الأحمر مركبة تجوال فضائية معها اسم "حراك الجزائر".

أعلن عالِم جزائري في وكالة ناسا، عن أن عبارة "حراك الجزائر" ستحط على سطح المريخ رفقة مركبة فضائية في آذار/مارس 2020

هذه المعلومة ليست من أضغاث أحلام أو أمنية لناشطين في الحراك الشعبي الذي تعرفه البلاد، بل حقيقة ستجسد، وفق ما أعلنه البروفيسور الجزائري نور الدين مليكشي خبير الفيزياء الذرية بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، الذي يُعد واحد من بين الآلاف من أدمغة الجزائر الذين يدعمون هذه الانتفاضة السلمية.

اقرأ/ي أيضًا: مكتشف جنون الإبل لـ"ألترا صوت": "السلطات المعنية لا تريد التعاون معنا"

وكتب مليكشي في تغريدة على حسابه بتويتر: "سيكون اسم حراك الجزائر على سطح المريخ في مركبة التجوال. هي رسالة لمن يرغب في معرفة المزيد عن واحدة من أجمل الانتفاضات على الأرض في عام 2019، أو عن قيادة ثورة الابتسامة السلمية"، مضيفًا: "حراك الجزائر 2019 من أجل السلام في الكون".

وقبل هذا، كان البروفيسور نور الدين مليكشي، قد وجه دعوة للجميع، لمن يريد أن يرسل اسمه إلى المريخ في رحلة الفضاء عبر مركبة "مارس 2020"، أن يسجل معلوماته على رابط تابع لموقع وكالة "ناسا". وتتمثل هذه المعلومات في اسمه ولقبه وبلده وبريده الإلكتروني ورمزه البريدي.

ولم يذكر مليكشي إن كانت وجود اسم "حراك الجزائر" على سطح المريخ بمبادرة منه، أم أنه من آخر وجّه رسالة بعد الدعوة التي أطلقها، لكن هذه المبادرة على كل حال لقيت دعمًا وترحابًا من المغردين الذين تفاعلوا بإيجابية مع ما أعلنه الخبير في الفيزياء الذرية.

دعم منذ البداية

لا تعد هذه المبادرة الأولى للبروفيسور مليكشي في دعم الحراك الذي تعرفه بلاده، فهو يتفاعل يوميًا مع الأحداث منذ انطلاقها في 22 شباط/فبراير الماضي.

وبحسب مليكشي، فإنه "لا يمكن ولن يتم التضحية بالجزائر باسم أي عقيدة أو لصالح أي مجموعة"، مبينًا أن " النظام يتحمل مسؤولية تاريخية من أجل الجزائر، ويجب عليه أن يعلن بوضوح ودون أي غموض عن استعداده للاستماع إلى الشعب الجزائري وفق المادتين السابعة والثامنة من الدستور، والتصرف وفقًا لذلك".

وفي عيد الطالب، غرد البروفيسور مليكشي قائلًا: "فخور بالطلاب الجزائريين الذين يقومون برحلتهم إلى المستقبل بأيديهم. هذه لحظة حاسمة في تاريخ ومستقبل أمتنا، لا يمكن أن تضيع بسبب الوضع الراهن، الحاضر والمستقبل ملك لكم، اغتنموا هذه اللحظة السلمية مهما كانت الاستفزازات".

وولد مليكشي ببلدية الثنية جنوب ولاية بومرداس شرق العاصمة الجزائر، وهو حاصل على دبلوم الدراسات العليا في الفيزياء من جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بالجزائر، وعلى درجة الأستاذية في الفيزياء من جامعة ساسكس بإنجلترا.

ومليكشي من أشهر الباحثين العرب في الولايات المتحدة الأمريكية، بالنظر إلى أن أبحاثه لعبت دورًا كبيرا في عمليات وكالة ناسا على سطح الكوكب الأحمر، بعد أن استطاع تطوير أجهزة التقاط صور حول المريخ عن بعد.

وتكشف دائرة البراءات وأرشيف جامعة ديلاوير الأمريكيتين، أن الباحث الجزائري يحوز على 14 براءة اختراع مسجلة، تدور معظمها حول أجهزة وألياف بصرية متطورة وصغيرة وسهلة الاستعمال في مجالات التشخيص الطبي، وعلاج الأسنان والهندسة المدنية وعلم المحيطات.

ونظير إسهاماته العلمية البارزة، تضم خزائن نور الدين مليكشي عديد الجوائز، منها جائزة "منتصف المحيط الأطلسي الأميركية من أجل الغد"، المعروفة بـ"سمارت"، وجائزة "كابيتول هيل" وجائزة "ناسا" للبحوث، وغيرها.

ليس الوحيد

ولا يعد دعم البروفيسور مليكشي الوحيد من العلماء الجزائريين المقيمين في الخارج، فالكثير منهم أعلنوا انخراطهم في الحراك الشعبي، ومنهم على سبيل المثال البروفيسور بلقاسم حبة، الذي شارك في وقت سابق في مسيرة بسان فرانسيسكو الأمريكية، وأبدى خلالها استعداده لأن يكون من المساندين لبناء جزائر جديدة.

ويعرف بلقاسم حبة بأنه أكثر الباحثين العرب اختراعًا، كما ورد اسمه ضمن قائمة الباحثين الـ100 الأكثر اختراعًا في العالم، بتسجيله 1400 براءة اختراع في مجال الحوسبة والإنترنت وتكنولوجيات الاتصالات، في الولايات المتحدة واليابان، ودول أخرى.

الكثير من علماء الجزائر المقيمين في الخارج، أعربوا عن دعمهم للحراك الشعبي منذ انطلاقه، وانخرطوا في الفعاليات المؤيدة له في الخارج

وحاول نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الاستثمار في الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، فعين في عدة حكومات وزارة مكلفة بالجالية تكون أحيانًا مستقلة ومرات منتدبة تابعة لوزارة الخارجية، كما أصدر مرسومًا لإنشاء المجلس الوطني الاستشاري للجالية، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، فهذا المجلس لم ينصب حتى الآن لعدم تمكن السلطة من جعل جمعيات أفراد الجالية تتخندق في صف الداعمين لنظام بوتفليقة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

طبيب جزائري في مخيمات الروهينغا

عبدالله مالك.. شاب يرعى أعمال الشباب في الجزائر