حذفت مديرية الثقافة لولاية بجاية، منشورًا متعلقًا برواية قديمة عن طقوس عيد الأضحى من صفحتها الرسمية على فيسبوك، بعد أن خلق جدلًا واسعًا وسط الجزائريين بسبب ما ورد فيه.
حسب المنشور المحذوف "لم ينسَ كسيلة هذه الجريمة وحقّق انتقامه بسرعة كبيرة "
ونشرت مديرية الثقافة بولاية بجاية نصًا حول الصحابي عقبة بن نافع، حيث يعتبر المنشور أنّ "القائد العسكري عقبة بن نافع قد غزا شمال إفريقيا، وأهان القائد الأمازيغي كسيلة، الذي أُجبر بعد مقاومة بطولية على قبول السلام مع العرب"، حسب المنشور نفسه.
ويتحدّث هذا المنشور، حول أنّ عقبة كان يحتقر كسيلة فطلب منه ذبح شاة وسلخها، وهو ما قام به كسيلة على مضض، فمسح وجههه بجلد الشاة بعد سلخها، وهي عادة متوارثة لحد الآن.
وحسب المنشور المحذوف "لم ينس كسيلة هذه الجريمة وحقّق انتقامه بسرعة كبيرة وهاجم عقبة بن نافع وقتله على مقربة من ولاية بسكرة".
وفي قراءة سيميولوجية، قال المنشور "إن الأمازيغ ورثوا عادة مسح الوجه بجلد الشاة عن كسيلة، كما أنه صار متعارفًا أن الأمازيغي حين يتوعد أحدًا بالانتقام ، فإنه يمسح وجهه كاملًا براحة يده، تمامًا بنفس طريقة مسح كسيلة لوجهه بجلد الشاة"، وذلك ما تعبر عن عبارة "هاثا ووذميو" التي تعني "هاهو وجهي".
جدلٌ كبير
خلق منشور مديرية الثقافة جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالبت العديد من المنشورات، بالتدخل العاجل لوزيرة الثقافة، للتحقيق مع الأطراف التي كانت وراء الأمر، وطالب أصوات من الوزيرة مليكة بن دودة ضرورة التدخل لتوقيف مدير الثقافة لولاية بجاية ومعاقبة المتسببين في هذه الفضيحة.
فيما شبّه أخرون القضية بحادثة تنحية مدير الثقافة لولاية المسيلة رابح ظريف بسبب منشور عن الشهيد عبان رمضان بحجة إصرار الدولة على محاربة للكراهية. متسائلين "هل سيتم إيقاف مدير الثقافة لولاية بجاية؟".
من جهتهم، دعا آخرون إلى تطبيق قانون نبذ العنصرية الذي دخل حيّز التنفيذ، "كون مثل هذه المنشورات والممارسات تفرّق بين الجزائريين، وتنشر الكراهية، وتسيء للتاريخ وتشوهه، وتنشر خرافات لا أساس لها من الصحة".
وزارة الثقافة ترد
قالت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة في تغريدة لها على تويتر "مانشرته مديرية الثقافة لولاية بجاية على صفحتها الرسمية، حول تأويلات خرافية لاعلاقة بعيد الأضحى، مرفوض شكلًا ومضمونًا".
وتابعت الوزيرة "أمرنا بسحب المنشور فورًا، ومعاقبة المتسبب، كما نشدد على نبذ كل ما يدعو إلى التفرقة بين الجزائريين والإساءة إلى الرموز التاريخية".
اقرأ/ي أيضًا:
"انزياحات".. عنوان يفجّر الجمود الثقافي في الجزائر
الكاميرا الخفية في الجزائر.. برامج "الرعب" تستثمر في وباء كورونا