فريق التحرير - الترا جزائر
اهتزّ الشارع الجزائري، على وقع فاجعة غرق خمسة أطفال في شاطئ الصابلات بالعاصمة، كانوا في رحلة جمعوية في نهاية الأسبوع، لينتهي الأمر إلى مأساة حقيقية.
ذهبت تعليقات كثيرة إلى أن هذه الرحلة جاءت تزامنًا مع اقتراب موعد الامتحانات وأن شهر ماي غير مناسب للسباحة إضافة إلى تحميل المسؤولية للمؤطرين المشرفين على الأطفال
هذه الحادثة التي أسفرت عن وفاة خمسة أطفال ونقل ثلاثة آخرين إلى المستشفى، اثنان منهم يرقدان في العناية المركزة، حيث أثارت الفاجعة موجة حزن وسخط كبيرين وسط جزائريين، بسبب توقيت هذه الرحلة وإهمال المؤطرين لها، ووقوع عدد كبير من الضحايا تتراوح أعمارهم ما بين 9 و12 سنة.
وفي تفاصيل فاجعة الصابلات، تداول نشطاء عن شهود عيان، أن الأطفال وصلوا إلى الشاطئ قبل المنظمين، ودخلوا البحر بملابسهم من شدة الفرح، ومكثوا قرابة 20 دقيقة قبل أن يصل المنظمون إلى المكان.
يضيف المصدر نفسه، أن عددًا كبيرًا من الأطفال كانوا فعلًا في البحر، وبعضهم ابتعد عن الشاطئ، وبعد وصول المنظمين شرعوا في إخراجهم ليكتشفوا أن هناك من الأطفال من بدأ في الغرق فعلًا.
يواصل المنشور، أن أحد المنظمين بدأ في الصراخ لأنه لم يكن يجيد السباحة، فتدخل اثنان من الموجودين بالمكان، وتطوعا لإخراج الغرقى إلى جانب طبيبة كانت بالمكان تطوعت لإسعافهم، وذكروا أن الطفل الأول كان في حالة جيدة بينما كان هناك أربعة أطفال في حالة حرجة، قبل وصول الحماية المدنية التي نقلتهم المستشفى.
الجدل الذي ثار وسط الجزائريين حول هذه الحادثة، صبّ في سياق أن هذه الرحلة جاءت في توقيت غير مناسب، كونها تزامنت مع فترة اقتراب موعد الامتحانات، إضافة إلى أن هذه الفترة (شهر أيار/ماي) غير مناسب للسباحة، وأجمعوا على تحميل المسؤولية للمؤطرين على إهمالهم، والأولياء على السماح لأبنائهم بالذهاب في رحلات في فترة الامتحانات.
في هذا السياق، نشرت صفحة وكالة سياحية تحمل اسم "فالور فواياج"، تعليقًا عقب فاجعة الصابلات، جاء فيها "لهذا السبب لم أتعامل مع الرحلات المدرسية هذه السنة، لأنه يطلبون في كل مرة أكثر من 10 حافلات"، وأضافت: "حتى يكون التأطير جيّدًا يجب ألا تتجاوز الرحلة خمسة حافلات رفضوا الأمر، في هذه الحالة لانستطيع ذلك لأنها مسؤولية كبيرة ولا يمكن التحكم في الأطفال".
من جهتها علقت أم محمد على هذه الحادثة بأن التوقيت غير مناسب أصلًا مادام الأطفال مقبلين على الامتحانات، وأردفت "أمر الله لكن يقال الحذر يغلب القدر والدعاء الصالح، ولكن أين هم وأين سائق القارب و المرافقين لهم؟ أيعقل عدد كبير من الأطفال يدخلون عرض البحر في قارب صغير؟ البحر لا يؤتمن أبدا خاصة مع مسؤوليتنا اتجاه أولاد الناس".
وكتبت صاحبة حساب "سيليا روز" تعليقًا على هذه الحادثة: "ربي يصبر أهاليهم ويجعلهم من أهل الجنة، و كل اللوم على المرافقين والمنظمين لهذه الرحلة، كاين رحلة في فترة امتحانات؟ وزد على هذا البحر في شهر ماي؟".
وتوافق صاحبة حساب آية الرحمان على هذا الطرح، متسائلة بدورها: هل يعقل أن يذهب الأولاد للبحر في هذا الوقت، حتى الأولياء يخشون أخذ أطفالهم للبحر فما بالك بهذا العدد، كيف تحرسونهم؟ لو أخذتموهم إلى أي مكان آخر غير البحر، حتى الأولياء يتحملون المسؤولية".
تداول نشطاء عن شهود عيان، أن الأطفال وصلوا إلى الشاطئ قبل المنظمين، ودخلوا البحر بملابسهم من شدة الفرح
من جهته، علق الصحفي يوسف زغبة على هذه الحادثة قائلًا: "وأنا أطّلع على قائمة ضحايا فاجعة الصابلات، قهرني وجود ثلاثة أسماء من العائلة نفسها، إثنان في قائمة المتوفين والثالث في الإنعاش (شفاه الله) اللهم أفرغ صبرًا كثيرًا على قلوب ذويهم.. جمعكم الله بهم في جنة الخلد ".
يشار إلى أن المتداول عن شهود عيان، يبقى مجرد قراءات للحادثة، ولم يتسن لنا بشكل مستقل التأكّد من صحة ما هو متداول، في انتظار ما ستسفر عن التحقيقات والتصريحات الرسمية، حول تفاصيل هذه المأساة.