قالت المخرجة الجزائرية فاطمة سيساني، إنّ اليمين المتطرف الفرنسي و"الحركى" و"الأقدام السوداء"، منعوا عرض فيلمها الوثائقي "مقاومات" في قاعة سينما يوتوبيا بمدينة سانت ليفارد بالجنوب الغربي الفرنسي.
فاطمة سيساني: من الواضح أنّ هؤلاء الجاهلين لم يروا الفيلم، وإلا كانوا اكتشفوا أنّ العمل لم يأت على ذكر الحركى
وجاء في بيان لفاطمة سيساني، نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنه كان مزمعًا عرض الفيلم الوثائقي "مقاومات" يوم السبت الماضي، غير أن تدخّل مجتمع "الحركى" (قدماء المحاربين الجزائريين في الجيش الفرنسي) و"الأقدام السوداء" المدعومين من الحزب اليميني المتطرّف، حال دون ذلك، مضيفة: "نصحوني بشدّة بإلغاء عرض الفيلم الوثائقي، وإن أصرّيت على ذلك، سيكون تحت حراسة أمنية للشرطة، ومع استمرار التهديدات استسلم مدير السينما واضطر إلى غلق أبوابها".
وعلّقت صاحبة البيان: "من الواضح أنّ هؤلاء (الجاهلين) لم يروا الفيلم، وإلا كانوا اكتشفوا أنّ العمل لم يأت على ذكر الحركى، إنه قصّة مقاومة ضدّ القمع، ولكن بعد 50 عامًا، يستحيل أن يسمع البعض أن الاستعمار الفرنسي كان إبادة جماعية واجتماعية للشعوب، طالما أن فرنسا لا تعترف بجرائم الحرب التي ارتكبتها".
وعبّرت المخرجة الجزائرية بكلمات غاضبة حول قرار منع عرض الفيلم، قائلة "شكرًا لك فرنسا، العنصريون الذين يسكنون هذا البلد (تقصد اليمين المتطرّف)، لا أعتقد أنهم ساندوا الحركى حين كانوا يسكنون هذه المعسكرات، وفجأة قرّروا انتظار هذه الزيارة بالبنادق.. جبهة التحرير لن تأتي إلى هنا".
في هذا السياق، أعلنت فاطمة سيساني أنها تلقّت عدّة رسائل دعم ومساندة من طرف جمعيات وأحزاب سياسية بالجنوب الغربي الفرنسي مندّدة بما حدث، وتطلب منها اللجوء إلى العدالة، مضيفة أنها ستنشر بيانًا في الصحافة المحلية، وأن الباب مفتوح لجمع توقيعات المساندة.
يُذكر أن الفيلم الوثائقي "مقاومات" للمخرجة فاطمة سيساني، إنتاج 2018، كان عنوانه في البداية "شعرك المنسدل يُخفي ثورة"، وهو يدور حول عدّة مناضلات في ثورة التحرير، ويعرض عدّة شهادات تاريخية، من بينها للمناضلة إيفلين لافاليت (أرملة الصحافي الجزائري عبد القادر سفير)، وزليخة بقّدور والطبيبة النفسانية أليس شركي.
اقرأ/ي أيضًا:
فيلم "البئر".. هل يمنح الجزائريين أوسكار؟
مهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية.. نكهة جزائرية