06-فبراير-2024
المركز الوطني لمكافحة السرطان (الصورة: فيسبوك)

ارتفعت عدد الاصابات بالسرطان في الجزائر (الصورة: فيسبوك)

تنظم الجزائر في اليوم العالمي للسرطان والذي يوافق الرابع من فيفري من كل عام  ندوات وتظاهرات علمية حول السرطان لنشر الوعي حوله ومساعدة الناس على اتّخاذ خطواتٍ فعّالة للوقاية منه، ويُعدّ هذا الداء من أهمّ التحدّيات الصحيّة التي تواجهها الجزائر، حيثُ تُسجّل سنويّاً آلاف الحالات الجديدة، ممّا يُؤدّي إلى ارتفاع معدّلات الوفيات.

أعلنت الحكومة الجزائرية عن تخصيص مبلغ 70 مليار دينار جزائري  لتمويل مبادرة وطنية لمكافحة السرطان

وفي خطوة إيجابية تُظهر اهتمام الجزائر بصحة المواطنين، أعلنت الحكومة الجزائرية عن تخصيص مبلغ 70 مليار دينار جزائري (حوالي نصف مليار دولار) لتمويل مبادرة وطنية لمكافحة السرطان، والتي تهدف إلى تطوير التكفل بالمرضى، وإطلاق خطط للوقاية والتشخيص المبكر للمرض، ومكافحة عوامل الخطر، وتوسيع مشاركة كل الأطراف في مجال الوقاية والمكافحة.

وتتضمن هذه  المبادرة خططًا عملية للقضاء على أوجه العجز في توزيع مراكز مكافحة السرطان عبر الوطني، ووضع نظام رقمي لتحديد احتياجات الدواء وتوزيعها ورقمنة سجلات مرضى السرطان وربطها بالسجل الوطني للحالة المدنية، وتوفير الأدوية بشكل دائم. وكما ستُقدم برامج مساعدة تستهدف الفئات الأكثر تضررا من هذا الداء، حيث من المقرر استفادة ما يزيد عن 2,2 مليون امرأة ما بين 40 و45 سنة من الكشف عن سرطان الثدي، وتعزيز منظومة مكافحة السرطان ببرنامج بحث وطني مشترك.

وبمناسبة صالون الإعلام حول السرطان في طبعته السابعة المنظم قبل يومين، كشف وزير الصحة عبد الحق سايحي عن تسجيل 47.050 حالة جديدة للسرطان، مشيرا إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي الذي بلغ أرقاما مثيرة للقلق وسرطان الغدة الدرقية. أما بالنسبة للرجال، تتصدر حسبه سرطانات الرئة، القولون والمستقيم من الجهاز الهضمي والبروستات قائمة الأكثر انتشارا في الجزائر.

وعن أسباب ظهور مختلف السرطانات في الجزائر، أكدت عدة دراسات أن العامل الوراثي والاضطرابات الهرمونية تلعب دورا أساسيا في ظهور سرطان الثدي،  والكحول والتدخين في سرطان الرئة والحنجرة، وأما عن سرطان الكبد يعتبر الكحول سببا مهما بالإضافة إلى الاصابة بفيروس الالتهاب الكبدي نوع ب وتناول بعض الأدوية مثل أدوية السل. 

وفيما يلي تعريف بأهم السرطانات المنتشرة في الجزائر:

سرطان الثدي 

سرطان الثدي هو النوع الأول من السرطان لدى النساء في الجزائر، حيث يتم تسجيل 14 ألف حالة جديدة سنوياً، أي ما يعادل 80 حالة لكل 100 ألف امرأة. و 3500 حالة وفاة سنوياً، ويرجع هذا إلى  الاكتشاف المتأخر حيث 40% من حالات الإصابة يتم اكتشافها في مراحل متقدمة.مما يجعل نسبة النجاة تقل إلى 20% في المراحل المتقدمة.  والعوامل التي تحفز هذا السرطان على النمو هي العم، حيث يزداد خطر الإصابة مع تقدم العمر، والعوامل الوراثية كوجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى البدانة وعدم الإنجاب أو الإنجاب بعد سن 35، والاضطرابات  الهرمونية.

 وللوقاية من سرطان الثدي، ينصح بإجراء الفحص الدوري السريري و/أو التصوير الشعاعي للثدي بانتظام، والحفاظ على وزن صحي باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، والالتزام بالرضاعة الطبيعية لمدة عام أو أكثر.

سرطان الرئة 
سرطان الرئة هو السرطان الأكثر شيوعًا بين الرجال في الجزائر،والذي أكثر وفيات، وهذا راجع إلى غياب التشخيص المبكر حيث يتم اكتشاف 30% فقط من حالات سرطان الرئة في مراحله المبكرة، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة. ومن  أسباب الاصابة به التدخين وهو العامل الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، حيث ب 90% من حالات الإصابة، وينتشر التدخين بشكل كبير بين الرجال في الجزائر، حيث يُقدر أن  16.5% من الرجال البالغين مدخّنون.

والتعرض لدخان التبغ حيث يُشكل استنشاق دخان التبغ خطرًا كبيرًا على صحة غير المدخنين، وتُعاني النساء بشكل خاص من التعرض لدخان التبغ في المنازل. بالإضافة إلى  تلوث الهواء والذي  يساهم في الإصابة بسرطان الرئة خاصة أن الجزائر تعاني من تلوث هواء كبير، خاصة في المدن الكبر، والعوامل الوراثية والتي تلعب دورًا في بعض حالات سرطان الرئة، لذا يُنصح الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من سرطان الرئة بإجراء الفحوصات بشكل منتظم.

سرطان عنق الرحم 

تراجع سرطان عنق الرحم في الجزائر من السرطان الأول القاتل للنساء  في بداية الألفينات  إلى المرتبة الثالثة في السنوات الأخيرة، وهذا بفضل برامج الكشف المبكر، ولكن مازالت الجزائر تسجل أرقام معتبرة فيه، حيث تسجل 1600 حالة جديدة سيما لدى الفئة العمرية 55 سنة فما فوق وتصل معظم الحالات إلى العلاج في المرحلة الثانية والثالثة من المرض بمعدل وفيات يصل إلى 30 % .

وللوقاية من هذا السرطان، ينصح  بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) والذي سيتم إدراجه في  البرنامج الوطني للتلقيح في السنوات المقبلة، بالإضافة  ضرورة الكشف المبكر والذي يُعد أفضل طريقة للوقاية من سرطان عنق الرحم، الفحص الدوري لعنق الرحم كل 3 سنوات للنساء من سن 21 إلى 65 عامًا.

سرطان القولون والمستقيم 
وهو أكثر نوع منتشر في الجزائر من بين سرطانات الجهاز الهضمي  حيث يأتي في المرتبة الأولى لدى الرجال والمرتبة الثانية لدى النساء بعد سرطان الثدي, وتسجل الجزائر 4500  حالة لسرطان القولون والمستقيم سنويا.

ويرجع المختصون في علم الأورام ارتفاع الاصابة بسرطان القولون والمستقيم إلى نوعية التغذية التي يسيطر عليها المواد المصنعة وأخرى تتميز بالدهون والمملحات إلى جانب التدخين وقلة الحركة وتخلي الجزائر عن النظام الغذائي المتوسطي الغني بالمواد الطبيعية، بالإضافة أيضا إلى قلة الحركة والنشاط الرياضي الذي يجعل الأمعاء والقولون في حالة خمول وبالتالي ترسب الأغذية وتأكسدها داخل الأمعاء.

وفي دراسة أجريت في كلية الطب في تلمسان أكدت على التشخيص المبكر لسرطان القولون والمستقيم تطيل أمل الحياة إلى خمس سنوات وسنتين فقط بالنسبة للتشخيص المتأخر. 

سرطان البروستات 

تسجل الجزائر 30 ألف حالة  سنويا في سرطان البروستات وهو الأول في سرطانات المسالك البولية والثاني من أسباب الوفاة للرجال في الجزائر، بعد سرطان الرئة، بنسبة وفيات تقدر ب 13.2 % .

وسرطان البروستات يكون بدون أعراض كلاسيكية وصامت على الأقل في المراحل الأولى،  يمكن أن تشير إليه أعراض غير محددة، مثل صعوبة التبول، أو وجود دم في البول، أو وجود دم في السائل المنوي، أو حتى آلام في البطن أو العظام. جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 75 عامًا ينصحون بإجراء فحوصات دورية على البروستات.

وفي  حالة وجود عوامل خطر مثل تاريخ عائلي، يجب أن يكون الفحص ابتداءا من  45 عامًا. وما يميز هذا السرطان أن التشخيص والعلاج المبكر يسمح بالتخلص نهائيا من هذا المرض، بالإضافة إلى تطوره البطئ جدا . 

سرطان الغدة الدرقية 

يعتبر سرطان الغدة الدرقية سرطان الغدة الدرقية أحد السرطانات الأربعة التي تصيب النساء والثالث عشر لدى الرجال في الجزائر،  وهذا النوع من السرطان يصيب جميع الفئات العمرية بما في ذلك الأطفال. من أعراض سرطان الغدة الدرقية انتفاخ الغدد في الرقبة، وبحة غير مبررة في الصوت، والتهاب الحلق الذي لا يشفى، صعوبة في البلع. 

ومن مسببات هذا السرطان نقص اليود والعوامل الغذائية والاضطرابات الهرمونية وزيادة الوزن، وبدرجة أقل التعرض للملوثات البيئية الكيميائية، مثل المبيدات الحشرية التي تسبب اختلالات في الغدد الصماء، بالإضافة إلى العامل الوراثي.